|
شدد
السفير السوري في تركيا نضال قبلان على أن
ثمة إعادة نظر جدية للغاية في أنقرة
للعلاقة مع تل أبيب وطريقة التعامل معها،
مشيراً إلى أنه قد تكون هناك مصالح تركية
مع إسرائيل لكنها لن تكون على حساب
الكرامة التي تعتبرها تركيا أهم من أية
مصلحة هنا أو هناك حسب قوله، لكنه أوضح في
المقابل أن تركيا دولة عملية وواقعية وأنه
علينا ألا نتوقع إجراءات تركية من قبيل
فورة الدم أو ردة الفعل العاطفية وإن كانت
العواطف مشحونة ضد إسرائيل.
وتابع السفير قبلان أن ردة الفعل على
الإرهاب الإسرائيلي لا تأتي بالعواطف بل
بإجراءات مدروسة ومؤلمة دون تعريض المصالح
الاستراتيجية التركية لضرر كبير. وزاد
السفير بالقول ان ما سيرسم العلاقة
التركية الإسرائيلية المستقبلية هي
الممارسات الإسرائيلية على الأرض. ولفت
قبلان في حديث لـ 'القدس العربي' أن هناك
إجماعا رسميا وشعبيا وإعلاميا تركيا على
أن تدفع إسرائيل ثمن جريمتها الأخيرة.
وأشار إلى أن تركيا ألغت ثلاث مناورات
مشتركة كانت مقررة مع تركيا وأن جميع
الوزارات والمؤسسات الرسمية التركية تراجع
الآن ما هو قائم من اتفاقيات مع إسرائيل
لإلغاء ما يمكن إلغاؤه، لأن تركيا وحسب
قوله تشعر بأن إسرائيل قد تجاوزت الخطوط
الحمراء.
واللافت فيما قاله السفير السوري أن
الأتراك كانوا يسمعون ويشاهدون الجرائم
الإسرائيلية ويتعاطفون ضدها لكنهم جربوا
هذه المرة الإجرام الإسرائيلي بأنفسهم
وسمعوا ما نقله الجرحى الأتراك عما حصل
معهم على متن أسطول الحرية.
وأشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد
أكد خلال زيارة التضامن والتعزية التي قام
بها إلى تركية أن سورية ستذهب مع تركيا في
أي إجراء يضع حداً للجرائم الإسرائيلية،
وأن هذه الزيارة كان لها أثر عميق في نفوس
الأتراك على المستوى الرسمي والشعبي وأنها
حملت مواقف صادقة أوصلت الرسالة الحقيقية
للشعب والحكومة التركيين. وأضاف أن الرئيس
السوري كان حريصاً على أن يقدم التعازي
لتركيا ولكل أسرة تركية بشكل مباشر وأن
يؤكد تضامنه الكامل مع القيادة التركية
دون تحفظ.
وبخصوص بقاء الفرص لاستئناف مفاوضات سلام
غير مباشرة بين دمشق وتل أبيب من عدمها
قال السفير قبلان ان سورية كانت تؤكد أنه
ليس هناك في إسرائيل شريك حقيقي في عملية
السلام، واليوم ووفق تعبير السفير السوري
أصبح واضحاً أن الحكومة الإسرائيلية
تتماهى بين اليمين المتطرف واليمين الأكثر
تطرفاً. وأردف بالقول انه يجب محاكمة هذه
الحكومة في محاكم دولية لأنها حكومة
إرهابية بامتياز لا تعرف معنى السلام ولا
تؤمن به، لافتاً إلى أنه لا توجد فرصة
لاستئناف عملية السلام بوجود هكذا حكومة،
ليكرر قوله: 'هؤلاء مجرمو حرب يجب أن
يحاكموا في محاكم جرائم الحرب، وبعد ذلك
وفي حال جاءت حكومة إسرائيلية أثبتت
للعالم أن لديها نوايا وممارسات حقيقية
تجاه السلام يمكن حينها العودة للحديث عن
مفاوضات سلام'، وتابع: أي حديث حالياً عن
السلام هو ضرب من الهرطقة والخيال.
واعتبر السفير السوري أن إسرائيل لم ترغب
يوماً في أن تكون تركيا وسيطا في مفاوضات
السلام، وأنه عندما وضعت تل أبيب بظرف
معين كانت فيه تركيا وسيطاً، كانت إسرائيل
تأمل بأن تنحاز تركيا صوبها، لكن تركيا ـ
أضاف السفير السوري ـ كانت وسيطاً نزيهاً
انحاز للحق والشرعية الدولية ما دفع
إسرائيل لتقويض الوساطة التركية ونسفها في
مفاوضات السلام.
وأشار الدبلوماسي السوري ذو الأصول
الإعلامية إلى أن سورية وإسرائيل كانتا
أواخر العام 2008 على وشك التوقيع على
اتفاق عبر الوسيط التركي يمهد لمفاوضات
سلام مباشرة، وأنه وقبل الموعد المتفق
عليه مع تركيا بيومين قامت إسرائيل
بعدوانها على غزة وارتكبت المجازر وعمليات
القتل. |