يستيقظ
رائد. هـ كل صباح وينطلق بتكسي الأجرة
خاصته للعمل في شوارع دمشق ويبقى على ذلك
الحال حتى المساء ليعود إلى المنزل في
زملكا بغلة النهار.
منذ خمس سنوات يعمل رائد سائق تكسي ويفضل
ألا يعمل معه سائق آخر لأنه يرى صعوبة في
العثور على رجل يستطيع الحفاظ على التكسي
والعمل بإخلاص والتعامل مع الركاب بشكل
جيد.
وبحسب رأيه فإن تسعيرة العداد كافية وتحقق
ربحاً معقولاً للسائق إلا أن المشكلة تكمن
في الوقت والمسافة التي يقطعها السائق دون
أن يصعد معه ركاب في التكسي على حين تكون
الغلة وافية إذا كان الركاب يصعدون
وينزلون من التكسي بشكل مباشر إذ كثيراً
ما يدفع الراكب بعض النقود زيادة على
تعرفة العداد.
رائد لم يتعرض لأي مخالفة من شرطة المرور
على حد قوله مضيفاً إن السائق حين يلتزم
بجميع قواعد المرور لن يتعرض لأي مخالفة
أما من يخالف القواعد فسوف يتعرض للمخالفة
حتماً.
ويقول رائد: عندما يعمل السائق بضمير فإن
الرزق سيأتيه من حيث لا يدري وطرح مثالاً
حصل معه منذ فترة وجيزة قائلاً: صعد معي
أحد السياح وعندما وصل إلى مقصده سأل عن
الأجر فكان وفق العداد نحو 100 ليرة
وعندما طلبت منه 100 ليرة أعطاني 1000
ليرة وقال دع البقية لك لأنك لم تغشني كما
فعل سائق آخر قبل عدة أيام، ويضيف رائد:
لم أكمل عملي ذلك اليوم وعدت للمنزل لأني
رزقت جيداً.
إلا أن أبا محمد وهو سائق تكسي التقته
«الوطن» واكتفى بالقول إنه يرى أن تسعيرة
العداد غير كافية وخاصة عندما يكون السائق
عاملاً لدى صاحب السيارة ما يدفعه
للمطاحشة واختيار الركاب وطلب زيادة منهم
في كثير من الأحيان إذ لا تزيد أجرته
اليومية من 300 إلى 500 ليرة في أحسن
الحالات.
وينتقد أبو محمد السائقين الجدد الذين
وسخوا المصلحة على حد قوله وخاصة الذين لا
يعرفون الطرقات أو لا يشغلون العداد أو
يصطادون الزبائن.
تكاسي تصطاد الزبائن الدسمين
قرب أبواب فنادق الخمس نجوم وسط العاصمة
وعند محطات الباصات وعلى أطرافها ينتظر
سائقو التكاسي الزبائن الدسمين ليحصلوا
على أجرة مضاعفة.
فقرب فندق الشام وسط دمشق يمكن للمتابع أن
يرى عدداً من سيارات الأجرة تقف على بابه
أو تدور حول الفندق بانتظار زبون خارج من
الفندق في حين يرفض السائقون التوقف لراكب
عادي لن يدفع أكثر من أجرة العداد لتراهم
يدورون عدة مرات أمام الفندق أملا في
اصطياد راكب دسم.
الحال ذاته يتكرر قرب محطة وصول الباصات
في حرستا حيث يقف عدد كبير من التكاسي
بانتظار الركاب وأخذ أكثر من راكب على متن
التكسي لإيصالهم وأما التعرفة فلن تكون
على العداد حتى يكون المشوار «محرزاً» على
حد قول أحدهم.
ويتكرر الحال قرب كراج السومرية في الجهة
الأخرى من العاصمة وقرب كراج باصات المطار
في البرامكة.
اختار السائق المسن
مساء كل يوم تعود هنادي من عملها بسيارة
أجرة إلى المنزل وتفضل هنادي أن تختار
سيارة أجرة يكون سائقها كبيراً في السن
حتى تتخلص من مضايقات السائقين وأسئلتهم
المتكررة ومحاولات فتح أحاديث بغية
التعارف وتطالب هنادي بأن يكون هنالك
سائقات سيارات أجرة وتوقعت أن يدفع ذلك
الكثير من النساء للركوب معهن وترك سيارات
الأجرة التي يقودها الرجال.
وتقول هنادي: لا يمكن القول إن جميع سائقي
التكاسي سيئون ولكن بعضاً منهم يبدؤون
بمضايقة النساء اللاتي يصعدن في التكسي
إلا أنها أشادت بشجاعة أحد السائقين الذي
دافع عنها بعد تعرضها للتحرش من قبل شبان
كانوا يمرون بجانب التكسي المتوقفة على
إشارة مرور. وتقول هنادي: بعض سيارات
الأجرة الحديثة يثير الخوف وخاصة تلك التي
تقفل أبوابها مركزيا من قبل السائق وفي
المساء يصبح الأمر مخيفاً وخاصة إذا كانت
السيارة غير منارة من الداخل.
أما محمدي وهو صحفي يعمل في مجلة فيشكو من
كثرة السائقين الجدد الذين لا يعرفون
الطرقات ويطلبون من الراكب أن يدلهم على
الطريق مضيفاً إن بعضاً منهم يدعي معرفة
الطريق إلا أن الراكب سيكتشف أن السائق
يسير ولا يعرف الطريق.
وروى محمد كيف طلب منه أحد السائقين أجرة
مضاعفة عن العداد بحجة أنه لا يكفي على
الرغم من أنه لا يعرف الطريق إلا أن محمد
طلب منه أن يكمل به لأقرب شرطي مرور ما
دفع السائق لأخذ الأجرة النظامية فقط
والذهاب مع سيل من الشتائم وجهها وهو
ينطلق بالسيارة بعيداً.
الأجرة عداد ونصف عداد، لماذا؟
كثيراً ما يحاول السائق الحصول على أجرة
مضاعفة وخاصة ليلاً أو في حال التوجه إلى
خارج المدينة كما يقول محمود وهو شاب يعمل
مندوب مبيعات ويضطر في بعض الأحيان إلى
الذهاب بتكسي إلى الريف أو العودة ليلا
إلى منزله.
ويقول محمود: مضى على عملي أكثر من 5
سنوات وقلما صادفت سائقاً في الليل يأخذ
أجر العداد فقط دون زيادة إذ كثيراً ما
يطفئ السائق العداد أو يطلب عداداً ونصف
عداد أو يطلب أكثر من ذلك في بعض الأحيان
وخاصة عندما يكون «المشوار» باتجاه الريف.
اتفقت آراء الركاب على أن الكثير من
السائقين لا يلتزمون بالعداد والأجر
النظامي على حين يكتفي بعض منهم بأجر
العداد فقط دون زيادة إلا ما يتكرم به
الراكب وأما حزام الأمان فمشاهدات كثيرة
تروي أن الحزام لا يوضع بشكل نظامي والمهم
أن يكون موضوعا فقط أمام شرطة المرور.
أما السائقون فيشكون إلا قلة منهم بعدم
كفاية الأجر وخاصة العاملين لدى أصحاب
سيارات وليس لحسابهم الخاص إضافة إلى كثرة
أعطال العدادات وخسارتهم للوقت أثناء
توجههم لإصلاحه |