التهمت
النار عصر أمس باص نقل سياحياً «بولمان»
يعمل على خط دمشق بيروت، كان قادماً من
الصيانة في منطقة صحنايا إلى كراج
السومرية، وبحسب أحد أصحاب الشركة المالكة
للباص «عبد الجبار أحمد» يعود سبب الحريق
إلى ماس كهربائي في كبين السائق، وبين
أحمد لـ«الوطن» أن ثمن الباص خمسة ملايين
ليرة سورية تقريباً وتكلفة إعادة إحيائه
بعد الحريق ليعود إلى العمل تقارب ثلاثة
ملايين ليرة بأقل تقدير.
وتوقف خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم
في تصريحه لـ«الوطن» عند ورشات الصيانة
البعيدة عن الإشراف والرقابة والتدريب
المستمر على أساليب العمل المتطورة
والسلامة المهنية، وأكد الكسم أن أكثر
الحوادث المرورية خطورة تسببت فيها أخطاء
ورشات الصيانة تلك وسجل العديد من حرائق
المركبات نتيجة ماس كهربائي بعد خروجها من
ورشات الصيانة مباشرة أو في ذات اليوم كما
هو حال باص يوم أمس.
القصة الكاملة لحريق الباص بدأت تقريباً
عند الساعة الرابعة بعد عصر يوم أمس
الأربعاء عندما اشتم سائق الباص رائحة
حريق أسلاك كهربائية وتصاعد الدخان الأبيض
فخرج من المركبة ولم يتمكن من إخمادها
فاتصل بحسب «أحمد» بالإطفاء الذي وصل
متأخراً إلى مكان الحادثة ووقفوا على
الحريق وكانت ساعة مغادرتهم لمكان الحريق
قرابة الساعة الخامسة وخمس دقائق تماماً،
ليتولى أصحاب الشركة المالكة مهمة ترحيل
الباص.
وعن المدة المفترضة لاحتراق المركبة في
مثل الظروف المذكورة بين الكسم أنها لا
تتجاوز الدقيقة الواحدة لتتحول إلى كرة من
اللهب، وعن طريقة الحماية المفترضة في مثل
هذه الظروف أكد الكسم ضرورة وجود طفاية
12كغ من البودرة الثلاثية هذا في المقام
الأول بحسب تعبيره وفي المقام الثاني يجب
على الوزارات والجهات المعنية العمل على
تدريب كوادر ورشات الصيانة وخاصة في إطار
السلامة المهنية وذلك حفاظاً على أرواح
الناس الذين يستقلون عربات النقل سنوياً.
بالتزامن مع حريق الباص في منطقة السومرية
كانت النار تلتهم في داريا بجانب المدرسة
المحدثة مستودعاً لقطع غيار السيارات
ودواليب إضافة لما يرميه الجوار على
المستودع المكشوف من نفايات أو أخشاب،
وتوقع إطفاء داريا في تصريحه لـ«الوطن» أن
يكون سبب الحريق ماساً كهربائياً أما عن
الخسائر فاقتصرت على قطع الغيار، على عكس
الحرائق الثلاثة الباقية في داريا ليوم
أمس أيضاً التهمت النار ثلاثة دونمات شعير
في منطقة أرض الوادي وقبل منطقة الفصول
الأربعة التهمت 15 شجرة عنب، وفي منطقة
الفصول الأربعة أتت النار على 20 شجرة عنب
و15 شجرة زيتون ولم يتمكن العاملون في فوج
الإطفاء من تقدير الخسائر مالياً ولكنها
بحسب تعبيرهم كبيرة جداً فهذه الأشجار
مثمرة ومعمرة، وعن أسباب هذه الحرائق
جميعاً إضافة إلى احتراق مكب نفايات داريا
فهي تنسب إلى المجهول وبحسب التحقيقات
الأولية التي يجريها فوج الإطفاء لا يمكن
تحديد سبب الحرائق في المناطق الزراعية
ولذا يدون السبب في سجلاتهم تحت عنوان
«مجهول».
وذات السبب أي «مجهول» كان وراء احتراق
ستة دونمات من أشجار الرمان والتين
والزيتون التي قدر عددها بحوالي 150 شجرة
أسفل جسر الهامة في تمام الساعة الواحد من
صباح يوم أمس وعاد الحريق ليتجدد في ذات
المكان عند الساعة الثانية عشرة ظهراً
بحسب تأكيد فوج إطفاء دمشق وشارك في إخماد
الحريق عدة جهات منها إطفاء الهامة ودمشق
وغيرهما. المجهول في سجلات الإطفاء يتوقع
الكسم ثلاثة أسباب لحدوثه أولها ارتفاع
درجات الحرارة في فصل الصيف ما يجفف
المادة الخضراء في الأشجار ويجفف النباتات
ما يساعد في احتراقها بشكل كبير جداً، أما
السبب الثاني بحسب تقديرات الكسم فيرجع
إلى حرق النفايات والنباتات الجافة في
الحقول فترتد وإن بشكل متأخر على المحاصيل
القريبة منها أو الأشجار وتتلفها بالحرق،
والسبب الثالث يدخل في سياق الإهمال
المتمثل برمي أحد المارة إن كان راجلاً أو
في سيارته لعقب سيجارة مشتعل فيتسبب
بكارثة دون أم يدري ولذا يجب التأكد من
إطفاء السجائر بشكل جيد قبل رميها أو
الاحتفاظ بها داخل السيارات |