رغم كل
المحاولات التي تبذلها جمعية الرعاية
الاجتماعية الخيرية، والجهات الرسمية
العديدة، للقضاء على ظاهرة التسول أو
بالأحرى للحد منها، فإن هذه الظاهرة
تتنامى بكثرة في شهر رمضان الكريم، بحيث
يصعب على الجهات التي تطارد المتسولين
الإمساك بهم، نظراً لكثرة أعدادهم،
ولتوزعهم في رقعة جغرافية مترامية
الأطراف، لا تقتصر على أسواق حماة
وشوارعها الرئيسة، وإنما تتسع دائرة نشاط
(المتسولات) تحديداً، لتشمل الأحياء
السكنية وأبواب الجوامع، ومداخل الدوائر
الرسمية التي تشهد حركة جماهيرية واسعة –
كمديريات التربية والشؤون المدنية
والمالية على سبيل المثال لا الحصر – التي
تجد فيها المتسولات فرصة مناسبة للتسول
وممارسة هذه المهنة المزعجة.
إذ تفترش المتسولات الأرض ويحتضنَّ
أطفالاً في حالة سبات كامل، ويستعطفن
المارة والموظفين والمراجعين لتلك الدوائر
الرسمية وغيرها أيضاً، استجداءً للمال.
وقد علمنا من مصدر فضَّل عدم الكشف عن
اسمه، أن ثمَّة ميكروباص (هوب – هوب)
يُنزِلُ عند السادسة من صباح كل يوم عدداً
لا بأس به من المتسولات مع عدة شغلهن –
الأطفال من الجنسين – في ساحة العاصي
بمدينة حماة، لينتشرن ويتمركزن في شوارعها
وساحاتها العامة، وأسواقها التجارية،
وأمام دوائرها الرسمية، ومساجدها، ليعود –
الميكروباص - عند مغيب الشمس لجمعهن من
حيث أنزلهن، ومعهن غلةٌ وافرة من النقود!!
وخلال الأيام الماضية، راقبنا إحدى
المتسولات في شارع 8 آذار - سوق حماة
الرئيسي الشعبي – التي كانت تجوب السوق
ذهاباً وإياباً تتسول من المواطنين،
فيردها هذا ويعطيها ذاك، وقبل الإفطار
بحوالى ساعة، دخلت محل سمانة لتبديل القطع
النقدية المعدنية بورقية، وقد بلغت غلتها
في ذلك اليوم 2875 ل. س فقط لا غير، كما
علمنا من صاحب المحل. |