‮اعتبرت مصادر إعلامية سورية أن قيام النائب اللبناني أحمد فتفت بوضع استقالته من تيار «المستقبل» في تصرف رئيس الحكومة سعد الحريري، لم يكن مفاجئا ذلك أن «فتفت، المثير للجدل، أسهم في شكل مباشر في خسارة تياره عدداً من مواقعه المتقدمة (...) وهو لا علاقة له بالسياسة وكان دخيلاً عليها واستخدم في مرحلة محددة وانتهت مهامه بعد الزيارة الأولى التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى دمشق».
وكتبت صحيفة «الوطن» الخاصة ان «قيادات أخرى في المستقبل على مستوى منطقة الشمال سيبادرون خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تقديم استقالاتهم من مهامهم تمهيداً لإعادة تشكيل الهرم القيادي الشمالي، نظراً إلى الأخطاء الكثيرة المرتكبة التي أدت إلى نقمة واسعة في قواعد تيار «المستقبل» على عدد من القياديين والنواب، في مقدمهم فتفت، حيث وصلت الشكاوى من الأداء إلى رئيس الحكومة شخصياً. وحسب الصحيفة السورية، فإن فتفت يعتبر من صقور تيار «المستقبل»، وهو غالباً ما يخرج في خطابه عن مسار التهدئة الذي يعتمده التيار، واستحضر في تصريحاته الأخيرة «حزب الله» إلى انتخابات المنية الضنية، ليضعه في مواجهة تيار «المستقبل».
وأول أمس، وجهت الصحيفة السورية ذاتها انتقادات غير مباشرة الى القاهرة عبر التعليق على تصريحات أطلقها رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقائه الرئيس حسني مبارك.
وكتبت الصحيفة تحت عنوان: «بعد أن استضافه مبارك.. جعجع يكرر مطالبه بنزع سلاح حزب الله»، إن جعجع «آثر أن يوجه سهام انتقاداته للمقاومة في لبنان من القاهرة حيث استضافه مبارك»، وأضافت: «بعد أن تجاوز معظم حلفائه لخطاب بدا من مرحلة ما قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، خرج جعجع من لقائه مع مبارك ليؤكد ضرورة التفاف الشعب اللبناني حول حكومته وسلطته الشرعية وحصر قرار الدفاع في مؤسساته الدستورية وبخاصة في الحكومة اللبنانية حتى تتمكن من مواجهة الأخطار والتهديدات، غامزاً من سلاح حزب اللـه وفي إشارة مبطنة إلى مطالبته بضرورة نزع سلاح المقاومة رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان».
وتابعت «الوطن»: «وبما يمكن وصفه بأنه بات عراب السلام مع إسرائيل، قال جعجع إن عملية السلام كلها مرتبطة مباشرة بعملية المصالحة الفلسطينية، معرباً عن أسفه لعدم إتمام هذه المصالحة حتى الآن».