تلعب الشاخصات المرورية دوراً هاماًً،
ليس في دلالتها فحسب، بل في إعطاء البلد
مظهراً حضارياً ينم عن وعي مروري وتنظيم
لائق للشوارع والطرقات، وهي نوعان شاخصات
مرورية تحذيرية، وشاخصات دلالة، الأولى
مهمتها تتعلَّق فيما يخص تطبيق قانون
السير أو ما يخص متابعة الأنظمة المرورية،
أما الثانية فهي للدلالة على موقع أو محور
طرقي أو مكان معين، وفي الحالتين تساهم
بتحذير المواطن من الأماكن الخطرة، أو
الأماكن الممنوع الاصطفاف فيها، أو
الممنوع المرور بها، فهي مهمة جداً، وفي
بعض الأحيان تحل محل شرطي المرور.
الشاخصات المرورية للإعلانات والنعوات:
تعاني الشاخصات المرورية في دمشق وفي
محافظات أخرى زرتها من بضعة أمور، فهي
مركبة وسط المدينة بشكل جيد، وقد تفي
بالغرض، مع اعتراض البعض بأنها قليلة، وأن
العاصمة تحتاج لأعداد أكثر من الشاخصات،
وآخرون يرون أن بعض المناطق تمتاز بكثرة
شاخصاتها المرورية، وذلك على حساب مناطق
أخرى، خاصة أهالي ريف دمشق وريف حمص الذين
اشتكوا مؤخراً أن مداخل بلداتهم تفتقد
لوجود شاخصة أو دلالة مرورية، وآخرون
يعترضون على الألوان المستخدمة في
الشاخصات، وهي غالباً اللون الأزرق
والأبيض، معتبرين أن الألوان يجب أن تكون
أكثر جذباً للانتباه، وآخرون اثنوا وجود
الشاخصات المرورية خاصة عند وجود المطبات،
ولكن تمنوا لو تكون هذه الشاخصات قبل (المطب)
وليس بعده، والكثير من المطبات ليس لا
أمامها ولا بعدها شاخصات، خاصة في مناطق
الريف حيث تكثر المطبات وتنعدم الشاخصات.
في جميع الأحوال تحول بعض الشاخصات إلى
مكان للصق إعلانات الحدادة والنجارة
وصالونات الحلاقة والصرف الصحي وغيرها أو
مكان للنعوات، وبعضها (خاصة الموضوعة منها
في شارع فرعي) يحتاج لأعمال صيانة من كثرة
الصدأ و التكسير والاعوجاج والميلان
بالإضافة لعدم رؤية السائقين للكثير منها
بسبب تدلي الأشجار فوقها وحجبها.
وفي بعض الشوارع تم كسر وخلع الشاخصات من
قبل المواطنين، لأن بعض الأشخاص لم يعجبهم
وضع شاخصة تمنع دخول سياراتهم في الشارع
فقاموا بخلعها، وأعادت ورشات مديرية هندسة
النقل تركيبها ولكنهم أعادوا خلعها،
وبعضها يتم خلعه في اليوم التالي لتركيبها
بهدف سرقتها وبيعها كقطع حديد.
شاخصات من الألومونيوم:
الشاخصات المرورية مصنوعة من مادة الحديد،
وبالتالي لها عمر محدد لأنها سريعة التعرض
للصدأ، والكتابة عليها تتم بمادة الدهان،
ولذلك تم الإعلان مراراً في السنوات
الأخيرة وخاصة بعد تأسيس مديرية هندسة
النقل والمرور، أن المديرية ستستقدم أحدث
ما وصل إليه علم هندسة المرور في العالم،
حسب المقاييس العالمية، حيث سيتم استبدال
كل ما يتعلَّق بالشاخصات المرورية
الحديدية بمادة الألومونيوم، وهي مادة
عمرها التصميمي وديمومتها أطول، بالإضافة
إلى أنه سيتم استخدام الأوراق المرورية
العاكسة بالنسبة إلى الكتابة وليس الدهان،
ولكن ما تزال شوارع سوريا على قائمة
الانتظار.
بالإضافة إلى أن المديرية ذكرت أنه سيتم
تطبيق نظام الشرائح بالنسبة إلى الشاخصات
المرورية كما هو مطبق في دول الخليج، حيث
كانت الشاخصات تتلف بأكملها عندما تتعرَّض
للعبث أو الضرر، في حين أنه مع نظام
الشرائح باتت الشاخصة مصمَّمة بشكل شرائح،
بحيث إذا تعرَّضت الشاخصة لحادث معين فإنَّ
شريحة منها تتلف فقط وليست بالكامل، ولكن
مازالت الشاخصات تتلف عند استبدالها
بالكامل كما يذكر عمال ورشات الصيانة.
مسؤولية مزدوجة:
لا تقع المسؤولية على عاتق الجهات المختصة
بصيانة ومتابعة الشاخصات المرورية، فهناك
لومٌ على المواطنين بسبب تصرفاتهم غير
المسؤولة، فمن غير المعقول أن يوضع شرطي
أمام كل شاخصة، إضافة إلى أنه يجب إعادة
تأهيل وصيانة الشاخصات الموجودة، واستبدال
الشاخصات المرورية التالفة في المحاور
الطرقية، والعمل على دراسة كاملة للشاخصات
وتوضعها ومتابعتها، فقطع الأغصان التي نمت
فوق الشاخصة لن يستهلك وقتاً، أو وضعها
منذ البداية في مكان بعيد عن الأشجار ولكن
في مكان مناسب، وليس كما يحدث عند المطبات
حيث توضع أحياناً بعدها. |