أسفرت موجة الحر الشديد التي شهدها القطر مؤخراً عن نفوق أكثر من 1.5 ملايين طير فروج تتجاوز قيمتها الـ240 مليون ل. س وبنسبة تراوحت بين 20 – 30 % ما عدا قطاعي البياض والأمهات.. وخاصة بعد تجاوز الحرارة 42 يومي الجمعة والسبت الماضيين، على حين بقيت القطعان الباقية بحالة هزيلة.. وقد شملت موجة النفوق جميع قطاعات التربية والفروج والبياض والأمهات.. وخاصة الحظائر التي فوجئ أصحابها بتلك الموجة ولم يتخذوا الإجراءات الاحتياطية الكاملة من وسائل تبريد وتكييف، فقد استفاق العديد من أصحاب الدواجن على مناظر مريعة لقطعان دواجنهم التي نفقت بسرعة وحصول هبوط عام في قطعانهم وخاصة من الأعمار الكبيرة، ويبين أحد أصحاب المداجن في ريف دمشق بأن لديه 67 ألف طير مات منها خلال ساعات 20 ألف طير.. أما في محافظة إدلب الرائدة في صناعة الدواجن التي شهد قطاع الدواجن فيها تطوراً ملحوظاً نظراً لما تتمتع به المحافظة من مناخ ملائم وأراض ويد عاملة وأموال وخبرات فنية من أطباء للدواجن.. فقد بلغ عدد المداجن المرخصة فقط 993 مدجنة يعمل فيها نحو 5000 أسرة، على حين وصلت فيها نسبة النفوق إلى أكثر من 250 ألف طير تتجاوز قيمتها الـ40 مليون ل. س، ويبين الدكتور يحيى مرضعة رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بإدلب بأن أضرار موجة الحر كانت الأشد على حظائر البياض لأن أكثرها غير مجهزة بوسائل التبريد، وهذا برأيه سوف ينعكس على أسعار الفروج والبيض حيث ارتفع سعر كيلو الفروج المذبوح والمنظف من 110 إلى 140 ل. س، وقد رحب الدكتور مرضعة بصدور التسعيرة المركزية للفروج بـ120 ل. س للكيلوغرام ولكنه تساءل: ماذا ستفعل الحكومة إذا انخفضت أسعار الفروج عن السعر الرسمي المعلن؟ ويبين أن كلفة الكغ من الفروج الحي لا تقل عن 70 ل. س وأن كلفة الكغ من الفروج المذبوح والمنظف لا تقل عن 100 ل. س، لهذا يرى الحل لوقف موجات المد الجزر بأسعار الفروج التي تكبد المربون خسائر فادحة ضرورة تعويد المستهلكين على شراء لحوم الفروج المفرزة أسوة بمعظم دول العالم، ويمكن من خلال ذلك طرح كميات كبيرة من لحوم الفروج المفرزة والمبردة والمعلبة خلال حصول أزمة نقص المادة أو ارتفاع أسعارها، فقد باتت لدينا مسالخ آلية كبيرة في عدد من المحافظات لفرز وتبريد وتعليب الفروج باستخدام طرق مأمونة ونظيفة وصحية..