قال زعيم الدروز في لبنان وليد
جنبلاط إن سوريا ربما تنزلق لمزيد من
العنف بل وربما الى حرب أهلية لأن الرئيس
السوري بشار الأسد "لا يصغي لأحد" يدعو
للتغيير سواء داخل البلاد أو خارجها.
وصرح جنبلاط الذي تذبذبت علاقاته مع دمشق
على مدى سنوات تغيرت خلالها الولاءات بأنه
ليس هناك اتصال بينه وبين الزعيم السوري
منذ أن التقى به في دمشق قبل سبعة أشهر في
أولى أسابيع الانتفاضة.
وتقول الأمم المتحدة إن قوات الأمن
التابعة للأسد قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص
منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار. كما
تقول سوريا إن "مجموعات إرهابية مسلحة"
قتلت ألفي فرد من قوات الأمن.
وقال جنبلاط لرويترز في مقابلة بمنزله في
بيروت "أشعر بقلق متزايد بشأن احتمال أن
تنزلق سوريا لمزيد من العنف... بل وربما
حرب أهلية".
وأضاف أنه كلما زادت وتيرة العنف كلما زاد
خطر الانقسامات بين الأغلبية السنية في
سوريا والأقلية العلوية التي ينتمي إليها
الأسد مشيرا الى ما تردد من أنباء عن
عمليات قتل طائفية في مدينة حمص التي
يسكنها مزيج طائفي والتي تمثل أيضا معقلا
للاحتجاجات والمعارضة.
ويعيش في سوريا أيضا دروز ومسيحيون وأكراد.
وقال جنبلاط إنه منذ مستهل الأزمة في مارس
اذار تجاهل الأسد مطالب من الولايات
المتحدة والصين وروسيا وحليفه السابق رئيس
الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لنزع فتيل
التوتر بالتعجيل بإجراء الإصلاحات
السياسية.
وبدلا من ذلك ألقى الأسد باللوم على "مؤامرة"
تحاك ضد سوريا وحاول القضاء على الانتفاضة
الشعبية بالقوة.
وقال جنبلاط "كانت هناك صلة سياسية
وعائلية وثيقة جدا بين بشار واردوغان.
لكنه... لا يصغي لأحد... حتى الآن يرفض
الإصغاء للمطالب المشروعة للشعب السوري من
اجل قيام سوريا جديدة".
ويرى جنبلاط أن المبادرة العربية -التي
تدعو إلى سحب الأسد لقواته من المدن
والإفراج عن المحتجزين وإجراء محادثات مع
المعارضة- هي الأمل الوحيد للحل لكن
المستقبل قاتم "ما لم تحدث معجزة".
ومضى يقول إن هناك "تآكلا بطيئا وإن كان
مؤكدا للوضع السوري. الوضع مهلك".
وأشعلت الاضطرابات في سوريا توترات في
لبنان المجاور حيث يوجد لدمشق الكثير من
الحلفاء منهم حزب الله المدعوم من إيران
وكذلك خصوم يمقتون الوجود العسكري لسوريا
الذي استمر 30 عاما وانتهى عام 2005.
ودافع زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله
عن الأسد وقال إنه لابد من منحه فرصة
لتنفيذ الإصلاح السياسي في حين طالب سعد
الحريري رئيس الوزراء السابق المعارض
لسوريا بإسقاط الأسد.
وقال جنبلاط "علينا أن نصر على مسعى عزل
لبنان عن المشكلة السورية... هناك حاجة
إلى أن يتفاهم اللبنانيون مع بعضهم البعض
خاصة زعماء الطائفتين السنية والشيعية".
وانتقد جنبلاط موقف الحريري حليفه السابق
لرفضه الحوار السياسي ما لم يسلم حزب الله
أسلحته للدولة كما فعلت جماعات أخرى مسلحة
بعد الحرب الأهلية التي دارت خلال الفترة
من 1975 إلى 1990 وقال إن موقف الحريري "لا
يؤدي لأي نتيجة".
ويقول حزب الله إنه لابد أن يحتفظ بالسلاح
لمواجهة اسرائيل.
ومضى جنبلاط يقول "على الرغم من ان وجهة
نظر كل منا حول سوريا مختلفة فأنا ضد حدوث
استقطاب في السياسة الداخلية (بلبنان)".
وقال أيضا إنه دعا دروز سوريا وعددهم نحو
400 ألف نسمة من بين 23 مليونا إلى أن
ينأوا بأنفسهم عن حملة قمع الاحتجاجات
كلما أمكن.
وأضاف أن نحو 100 درزي من أفراد الجيش
والشرطة قتلوا أثناء "قمع الشعب... ما
الذي يمكن أن يفعلوه؟ هل أنا أطلب منهم أن
ينشقوا؟ لا.. أطلب أن يلزموا منازلهم إذا
أمكن". |