أخبار الوطن الرئيسية

17/02/2011

 

صحفي روسي: اوباما ألمح للمصريين بالتحرك لتغيير الوضع في الشرق الأوسط

 

 

ضيف هذه الحلقة من برنامج حديث اليوم هو الصحفي وأستاذ العلوم السياسية مكسيم شيفتشينكو لمناقشة تطورات ثورة مصر وتداعياتها على الصعيدين الداخلي والخارجي.
بداية كيف تقيمون التطورات في مصر بعد تنحي مبارك؟

لولا خطاب أوباما في القاهرة لما وقعت أحداث مصر .. قبل عام ونصف أوباما القى خطابا في القاهرة كان جوهره ما يطالب به المصريون اليوم في الميادين.. لقد أعطى أوباما تلميحا للمصريين للتحرك لتغيير الوضع في الشرق الأوسط وكما شاهدنا فان الإدارة الأمريكية الديمقراطية وأوباما نفسه أيدا هذا التحرك في ميدان التحرير.. حتى أنه أيد البرادعي الذي كان متواصلا مع الاخوان المسلمين في صباه فالأخير أيد الحركة الإسلامية الديمقراطية التي تعتبر المحرك للانتفاضة المصرية ضد نظام مبارك.. وطبعا كل هذا يعطي اشارة لإسرائيل والدول والسعودية بأن الشرق الاوسط الكبير الذي أقامه الجمهوريون لتثبيت المصالح الأمريكية وجني المال واستثمارها في الاقتصاد الأمريكي وخاصة في الشركات النفطية قد انتهى. الديمقراطيون ومن يقف إلى جانبهم أعطوا الضوء الأخضر لاصلاح الشرق الأوسط وربما اصلاح النظام العالمي كليا. اعتقد أن مصر هي جزء من الصراع حتى في الساحة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة وفي الغرب الكبير أيضا.
ماذا عن الموقف الاوروبي ؟

إن السياسة الاوروبية مستمدة من السياسية الأمريكية وغير مستقلة.. هناك في اوروبا من حاول الخروج من تحت جناح السياسة الأمريكية كشارل ديغول وجاك شيراك و شرويدور. لكن القادة في أوروبا اليوم يسيرون وراء واشنطن خطوة بخطوة وينفذون كل ما تريده واشنطن.. ساركوزي وميركل وغيرهم متعلقون بالولايات المتحدة.. ساركوزي هو شريك للجمهوريين.. كذلك الأمر بالنسبة لميركل ولذلك أعتقد أن ما يقوم به الديمقراطيون سيغير الوضع في أوروبا. الوضع في الشرق الأوسط يؤثر على أوروبا بشكل مباشر ونستطيع أن نرى كيف يقوم أصدقاء الجمهوريين في أوروبا بالتخلص من هذا الأمر.. فهم يشغلون أنفسهم باشعال الاسلامفوبيا في فرنسا يشرعون قوانين معادية للاسلام أضف إلى ذلك إبعاد تركيا عن الساحة الأوروبية أوروبا تشهد موجة معادية للاسلام يقودها أصدقاء الجمهوريين الذين يعولون على العنصرية وعلى إسرائيل والاجابه هنا هي موجة اسلامية ديمقراطية تتحرك في الشرق الأوسط.
ما هي توقعاتكم حول سير الاحداث في الشرق الأوسط بعد هذه الثورات هل بالفعل هي عدوى ستنتقل الى باقي الدول العربية ام ان الحكومات فهمت ما يجري وستتخذ خطوات وقائية لتجنب ثورات مماثلة ؟

اعتقد أن المحاولات الامريكية والاسرائيلية التي تثير الشفقة لإخافة سورية وايران والاردن لا يوجد لديها اي ارضية ..انا متأكد أنه لا يجب على بشار الاسد واحمدي نجاد وعبدالله الثاني القلق من ان هذا سيتكرر لديهم مثل هذا يحدث فقط مع الدمى الامريكية ..فعندما تتغير المفاهيم داخل الولايات المتحدة فان من كان في السابق من ضمنها مثل حسني مبارك يتم ازالته من اللائحة ويتم ادخال شخصية جديدة إلى الملعب وبما أن بشار الأسد لم يكن ضمن أي عقيدة أو مفهوم أمريكي ويُحسب على محور الشر وكذلك أحمدي نجاد أما العاهل الاردني فهو ليس سوى ضابط في الجيش البريطاني .. لذا فهم خارج السيطرة الأمريكية ولايوجد شيء يهددهم إنه من المضحك القول إن شيئا ما سيحدث في سورية ففي حال حدث أي شيء فان ملف الجولان سيطفو على الفور وكل الشعب السوري الأخوان المسلمون والبعثيون والعلويون والسنة والشيعة سيتضامنون ضد إسرائيل هذا أمر واضح جدا ..أما إيران فلايمكن الحديث بأنها ستشهد شيئا ما، فقبل سنتين فشلت جميع محاولات الغرب لصنع ثورة برتقالية بمساعدة موسوي ..أما في الأردن فلا أرى أي اسباب لاضطرابات داخلية ..أما مبارك فلم يكن لديه ولم يستطع هو حاصر غزة وخنق سكانها وخنق فلسطين وخنق حماس وكان يصدر الغاز لإسرائيل كما كان يصدره الى الاردن شبه مجانا لذلك عندما انتهت صلاحية مبارك تم الالقاء به في سلة المهملات وهكذا لايمكن التعامل مع الاسد ولا مع نجاد.
نكتة عربية تقول أن الاجتماع المقبل لقادة جامعة الدول العربية سيكون اجتماع تعارف. في رأيك هل ما جرى في تونس ومصر سيكون له ذلك التأثير؟

هم يعرفون بعضهم جيدا لكن التعارف سيكون حقا عندما يحضر الى الاجتماع خالد مشعل او اسماعيل هنية. وانا آمل ان يكون رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب قانونيا وديمقراطيا هنية مع الرئيس عباس اذا اعيد انتخابه من قبل الشعب الفلسطيني في انتخابات حرة كما انتخب هنية هذا سيكون التعارف بالفعل مهم هنا. اظن ان الاخرين يعرفون بعضهم جيدا ولااعتقد انه سيحضر غدا مرشد من قبل الاخوان المسلمين في مصر هذا شيء مستبعد اعتقد ان عمر سيلمان الكل يعرفه جيدا سواء في جامعة الدول العربية او في الاتحاد السوفيتي او في اكاديمية فرونزا حيث انهى دراسته او حتى في واشنطن او اسرائيل في جميع هذه الاماكن فهو كما قلت معروف لدى الجميع. التغيرات لم تصل الى المستوى النخبوي الجدي.
نتنياهو قال إن الزعزعة التي حدثت في المنطقة تؤكد مرة أخرى أن إسرائيل هي جزيرة مستقرة في وسط بحر هائج.. ما سبب هذه المخاوف وهل اسرائيل فعلا محاصرة بالتحديات؟

لا اعرف على اي اساس تعتبر اسرائيل جزيرة الاستقرار فانا احيانا اقرا مقالات للصحفيين الاسرائيلين في صحيفة هآرتس حيث يتم نشر مقالات صدقا اقول انها تظهر ان اسرائيل ليست جزيرة للاستقرار على الاطلاق. في اسرائيل نظام السيطرة قاس جدا الذي بني على اساس سلطة عرقية ثم ماذا عن هذه الجزيرة التي تبني دائما مستوطنات عسكرية وتقوم بعمليات عسكرية دون محاكمة وتسعى لتدمير السياسيين من جيرانها الذين اتهموهم بالارهاب وعشرات الآلاف يقبعون في السجون الاسرائيلية دون تحقيق ومحاكمة. احد عشر الف مقاتل فلسطيني سألت عنهم شخصيا رئيس الوزراء اولمرت الذي تشدق بالديمقراطية التي تتمتع بها اسرائيل وقلت له حينها ان هؤلاء ليسوا مجرمين وانما معتقلون سياسيون ما أثار غضبه وقال ان هؤلاء ليسوا سياسيين وانما ارهابيين لايمكن الحديث عنهم ولايشملهم اي شيء من الافضل لك ياتشيفشينكا ان تلعب بالكرة بدلا من ان تطرح أسئلة كهذه. لذلك انا لا اريد الكلام عن هذه الجزيرة واعتقد ان الحل في الغالب سيعتمد على حل القضية الفلسطينية، وفقط عندما تفتح الحدود بين مصر وغزة وتبدا البضاعة تدخل بشكل حر ويتمكن الغزيون من دخول مصر بهدوء حينها سنرى كيف تكون اسرائيل جزيرة الاستقرار..
ما هي مخاوف اسرائيل مما يحدث في مصر؟

ما يتخوف منه الاسرائيلييون هو كيفية الحفاظ ليس فقط على اتفاقية كامب ديفيد بل والاتفاقيات الاسرائيلية مع مصر بذلك الشكل الذي فرضته واشنطن، اي عندما التزمت مصر بكل الشروط الخارجية لمصلحة تل ابيب كما لو انها تدخل ضمن مصالح الشرق الاوسط الكبير الذي تكون فيه اسرائيل الدولة الريادية وليست مصر، اسرائيل تتخوف من ان لا يحدث هذا وتتخوف من فتح معبر رفح وتتخوف ايضا من ان يتم شرعنة الاخوان المسلمين وبذلك تحظى حماس بدعم سياسي في مصر وتتخوف اكثر من ان تحصل حماس على السلاح . ويتخوفون من ان يجبروا على الاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية لانه في حال اصبح انهيار التبعية السياسية في مصر لواشنطن امرا واقعا فالامر الواقعي التالي سيكون بالفعل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. الاذكياء في اسرائيل امثال ايهود براك يفهمون ان هذا مايجب فعله من اجل السلام ولكن للاسف الاغلبية في اسرائيل عنيدون وعنصريون يستندون الى مباديء التفريق العنصري .
كما تعلمون أمريكا تحدثت عن شرق اوسط كبير واسرائيل تحدثت عن شرق اوسط جديد.. ما نشهده اليوم هل هو شرق أوسط جديد ولكن على الطريقة العربية؟

اعتقد ان هذا شرق اوسط كبير على الطريقة الامريكية لانه حتى الان لم يصل الى الحكم في الشرق الاوسط تلك القوى السياسية التي لم تخرج حتى الان من الحصار المفروض عليها والذين كان باستطاعتهم اعطاء شكل سياسي لشرق اوسط جديد حسب طريقتهم. جميع النخب في الشرق الاوسط ماعدى سوريا ولبنان وايران وتركيا والى درجة ما الاردن وفلسطين اقصد هنا غزة وليس الضفة، اما الباقون فهم بشكل او باخر مرتبطون بالشراكة الامريكية ولذلك عندما نقول ان الشرق الاوسط اصبح يشكل بالطريقة العربية ذلك يعني انه فقط عندما يفوز خلال الانتخابات الحرة القوى السياسية مثل الاخوان المسلمين والاشتراكيون وحزب البعث والقوميون واحزاب عربية، حتى الان لم يحن الاوان لشرق اوسط بالطريقة العربية.
لا اريد ان اسأل من الرابح من هذه الثورات ولكن السؤال هو من الخاسر الاكبر؟

من الصعب القول من الخاسر الاكبر لان الصراع في بدايته وشاهدنا كيف ضغط الديمقراطيون بتصميم طويل على خروج مبارك وفي الواقع ان الجميع توصلوا الى مستوى معين. ماحدث لايعتبر نصرا لاوباما تحديدا كما ان هذا لايعتبر خسارة للجمهوريين تحديدا.. هذا لايعتبر خروجا نهائيا لمبارك لان عمر سليمان جاء مكانه وهذا بمثابة تكملة لنظام مبارك في حلته الجديدة. بشكل عام شعوب الشرق الاوسط والمجتمعات السياسية رأت انها بالفعل تمثل قوة جدية

المصدر :روسيا اليوم   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري