أخبار الوطن الرئيسية

17/02/2011

 

تنحي مبارك يؤجج الصراع الأميركي ـ الإيراني على النفوذ في الشرق الأوسط

 

 

يرى محللون ان الولايات المتحدة التي ارتبكت من جراء تنحي حسني مبارك تصوب على ايران فيما يتصارع العدوان اللدودان على النفوذ في شرق اوسط تسوده اضطرابات شعبية.
واعتبرت ايران سقوط مبارك دليلا آخر على اندحار واشنطن واسرائيل في المنطقة لكن الولايات المتحدة ترى ان فرصة فتحت اثر تجدد التظاهرات المناهضة للحكومة في الجمهورية الاسلامية.

ويقول محللون ان ايران وبشكل اشمل ترى حركات الاحتجاج الشعبية ضد حكومات في الشرق الاوسط على انها مستوحاة من الثورة الاسلامية الايرانية في 1979 فيما تعتبرها الولايات المتحدة مطالبة بالديموقراطية التي تدعمها بشدة.

وقال تريتا فارسي رئيس المجلس الوطني الاميركي-الايراني الذي يتولى شؤون الجالية الاميركية من اصل ايراني «سنشهد تصعيدا كلاميا اضافيا من جانب الولايات المتحدة».

واضاف ان التصعيد في اللهجة سببه ان الولايات المتحدة تحاول وضع ايران في موقع دفاعي بعدما حاولت الاستفادة من الاحداث في مصر «لتقويض موقف اميركا» في المنطقة.

وقال فارسي «انهم يراهنون على موقع في الشرق الاوسط. النظام في الشرق الاوسط ينهار، وايران تضع نفسها كمنافس فعلي للولايات المتحدة».

واعتبر فارسي الذي تقدم منظمته النصح للادارة الاميركية ان «سقوط احد حلفاء النظام الاميركي في المنطقة ـ مصر ـ يخلق بالطبع توترا في الولايات المتحدة».

وتساءل «كيف سينعكس ذلك في بقية المنطقة؟ وماذا سيكون رأي دول اخرى في المصداقية الاميركية (تجاه الحلفاء)؟ وهل يحاول الايرانيون تحويل ذلك الى انتصار لهم وليس فقط خسارة للولايات المتحدة؟».واعتبر ان موجة الاحتجاجات الجديدة في ايران تؤمن لواشنطن «فرصة تسديد ضربة» للرد.

من جهتها تشير المحللة سوزان مالوني الى لهجة اميركية «اكثر حدة» تجاه ايران لكنها قالت ان ذلك يعود جزئيا الى تشاؤم ادارة الرئيس باراك اوباما ازاء افاق فتح حوار مع ايران حول طموحاتها النووية على المدى القصير.

وبدا اوباما وكأنه يشجع المتظاهرين في ايران امس الاول اكثر من اي وقت مضى حين قال انه يامل في ان يتحلوا بـ «الشجاعة» لمواصلة التعبير عن «مطالبهم بحريات اكبر».

ورغم تشديد لهجتها، لاتزال واشنطن تصر على انه لا يمكنها ان تملي الاحداث داخل ايران حيث عادت التظاهرات المناهضة للحكومة للمرة الاولى منذ الانتخابات الرئاسية في 2009.

ومالوني المستشارة السياسية السابقة في وزارة الخارجية حول الشؤون الايرانية والتي تعمل حاليا في معهد بروكينغز، اقرت بان ايران، وعلى المدى القصير على الاقل، يبدو وكأنها تحقق مكاسب امام الولايات المتحدة.

وبالنسبة لمصر قالت مالوني انه لم يعد بامكان واشنطن ان تكون اكيدة بان حكومة مستقبلية في القاهرة تدعم اهداف الولايات المتحدة في احلال السلام.

لكن هناك «بصيص امل» بالنسبة للحكومة الاميركية على المدى الطويل لان الانتفاضتين الشعبيتين اللتين اطاحتا بمبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس اعطتا العرب رؤية بديلة.

وقالت مالوني ان «تحديد البطولية في الشرق الاوسط قبل يناير كان حكومة راغبة في الوقوف في وجه واشنطن، وبالتالي فان ايران تناسب هذا الدور».

واضافت «اعتقد ان مفهوم البطولة الآن هو اشخاص مستعدون للوقوف في وجه القمع، والنظام الايراني في الجانب المخالف لهذا المفهوم».

لكن كريم سجاد بور من معهد كارنيغي قال انه من الاسهل للقيادة الايرانية مقاومة التغيير اكثر منه بالنسبة للقيادة في مصر.

وقال عبر البريد الالكتروني ان «الانظمة السلطوية المدعومة اميركيا كما كان مبارك في مصر، تعتبر اكثر هشاشة من الديكتاتوريات المناهضة لاميركا مثل ايران لانها عرضة لتدقيق السياسة الاميركية والرأي العام».

واضاف «بامكان ايران ان تقتل شعبها بدون ان تقلق من انها ستتعرض للمحاسبة من الصين او روسيا او ان تعلق اموال المساعدات اليها».

وتابع «لا اعتقد ان الحكومة الاميركية لديها اي اوهام بان النظام الايراني على شفير الانهيار. لكن لم يكن من الوارد ايضا قبل ستة اشهر التفكير بان مبارك وبن علي لن يستمرا في الحكم».

المصدر : أ ف ب / صحيفة الانباء الكويتية  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري