أكد مستشار الرئيس التركي عبدالله غول،
ارشاد هرموزلو أنه لا شك في أن "لانتخابات
تركيا عيناً إقليمية، فعندما تكون تركيا
قوية فذلك قوة للمنطقة مثلما أن قوة
الأخوة في المنطقة تهمّ تركيا وتقوّي
موقفها نظراً للجذور والروابط القومية
والدينية والاجتماعية". وفي حديث لقناة "أخبار
المستقبل"، قال هرموزلو: "إن تصريحات
الرئيس (التركي عبدالله غول عن الاستعداد
العسكري والدبلوماسي بشأن الاحتمالات
الأسوأ في سوريا)، تعني أن الشأن السوري
يهمّنا جميعاً وهو بأهميّة القضايا
الداخلية لتركيا، لأننا نعتبر أن الشعب
السوري أخوة لنا، والرئيس غول قال أيضًا
إن تركيا مستعدة للأسوأ انسانياً، ولذلك
كانت تركيا سبّاقة للنصح ولتشارك التجارب
مع سوريا، لأننا نريد أن يكون الحل فيها
داخلياً بدون إراقة الدماء خاصةً في
التظاهرات السلمية، وعدم إحالة هذه
القضايا إلى نظريات المؤامرة الخارجية،
فالدماء السورية أياً كانت تؤلمُنا
وتؤرقنا".
وتابع هرموزلو: "لقد كانت تصريحات الرئيس
غول إشارة واضحة بأنه إذا تفاقمت الأمور
في سوريا، فسيتدخل المجتمع الدولي، وعندها
لا مناص من الالتزام، وقد خبِرنا ذلك في
لبنان وأفغانستان والعراق، ولا نريد
تكراره في سوريا، ولذلك فإن تركيا يجب أن
تكون مستعدة لكل الاحتمالات"، مشيراً إلى
أنه من "الواضح أن الخيار الأسوأ ليس
بعيداً، ولقد طالبت تركيا بعدم إراقة
الدماء وعدم استعمال العنف، وسمع القادة
الأتراك ترحيباً من القيادة السورية"،
وأضاف: "لقد طلبنا تسريعاً بالإصلاحات،
لكن مسار تطبيق هذه الوعود أقلقت رئيس
الوزراء (التركي رجب طيب أردوغان)، كون
التطبيق إلى حدّ الآن لم يحصل بشكل يرضي
الشعب السوري، ولذلك كانت لهجة رئيس
الوزراء صريحة العبارة بهذا المجال وترجمت
هذه التوجهات التركية".
وردًا على سؤال، أجاب هرموزلو: "تركيا
بشكل عام ليست مع أي نظام في هذه المنطقة
وليست ضد أي نظام فيها، وهي إذ تدخل إلى
أي دولة من بوابتها الشرعية، فهي بالتأكيد
إلى جانب الشعوب ومطالبها، لكننا لسنا من
يصمم البيوت الداخلية لهذه الدول، وكل ما
نقوله إنه يجب ترسيخ مفاهيم الديمقراطية
التي تعزز حرية الشعوب، وتركيا لا تطلب
دوراً معيّناً ولا تتنافس مع أي دور، قد
تكون تركيا مكمّلة لأدوار أخرى تريد
الاستقرار في المنطقة، أما إذا كان هناك
من يريد أن يُخل برقعة الشطرنج في المنطقة
لهزّ استقرارها فهذا نرفضه، ونحن نريد أن
نشاطر تجاربنا مع هذه المنطقة إذا طُلب
منّا ذلك، دون أن تعني علاقتنا مع دولة
بأنها على حساب علاقة مع دولة أخرى، وليس
لدينا أجندات خفيّة، وأتصوّر أن الشعب
العربي يعي هذه الحقيقة، فتركيا ليست بصدد
إنشاء مناطق نفوذ أو الدخول في محاور،
والشعب العربي يتعامل معها بهذا الشكل". |