* ما زالت امام الاسد فرصة ترضي جميع
الأطراف التي تتصارع الآن
* امريكا وإسرائيل لا تريدان نظما
ديمقراطية في وطننا العربي
حاورته : مجموعة من الكتاب والاعلاميين
العرب
استضافت زاوية "ضيف تحت المجهر" المعارض
السوري ميشيل كيلو.
حاورته شخصيات من السياسيين والمفكرين
والمثقفين والاعلاميين من الدول العربية
والاسلامية وعرب المهجر, الكثير من
الملفات الساخنة, ابتداء من مسيرته
النضالية من اجل حرية الراي في سورية,
مرورا باشكالية ازمة الحل الامني للاحداث
في سورية, وصولا الى انعكاسات الثورة
السورية على محور المقاومة.
وكما هو متوقع, فإن محور الحل الامني من
قبل النظام السوري للتعاطي مع المظاهرات
السلمية, أخذ حيزا مهما من الحوار بين
كيلو والضيوف المشاركين في طرح الاسئلة.
بطاقة ضيفنا :
ولد في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة
فقيرة لأب شرطي وربة منزل, وعاش طفولته في
أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع
الثقافة.
تلقى كيلو تعليمه في اللاذقية وعمل في
وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
ينقل ميشيل كيلو عن والده أنه كان يقول:
كيف تستطيع أن تكون مسيحياً فقط في بيئة
تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً
مهما من هويتك.
يشغل ميشيل كيلو منصب رئيس مركز حريات
للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية,
وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني
وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق, وهو
محلل سياسي وكاتب ومترجم وعضو في اتحاد
الصحافيين السوريين.
ترجم كيلو بعضاً من كتب الفكر السياسي إلى
العربية منها كتاب "الإمبريالية وإعادة
الإنتاج" و"كتاب الدار الكبيرة", و"لغة
السياسة" و"كذلك الوعي الاجتماعي".
تعرض كيلو لتجربة الاعتقال في السبعينيات
دامت عدة أشهر, سافر بعدها إلى فرنسا حتى
نهاية الثمانينيات, نشر بعض الترجمات
والمقالات, ولم يستأنف نشاطه بوضوح حتى
حلول ربيع دمشق.
اعتقل ثانية بتاريخ 14-5-2006 بتهمة إضعاف
الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة
وإثارة النعرات المذهبية.
يشير بعض المراقبين إلى أن اعتقاله جاء
على خلفية توقيعه (مع مجموعة من النشطاء
والمثقفين) على إعلان بيروت - دمشق في
أيار 2006 في أيار .2007 أصدرت المحكمة
حكماً عليه بالسجن ثلاثة أعوام بعد إدانته
بنشر أخبار كاذبة وإضعاف الشعور القومي
والتحريض على التفرقة الطائفية.
تم الإفراج عن الأستاذ ميشيل كيلو
19/5/,2009 بعد خمسة أيام على انتهاء حكمه
بالسجن ثلاث سنوات.
محمد زهير الخطيب/ باحث سوري مقيم في كندا
الثورة التونسية والمصرية نجحت بتدخل
الجيش لصالح الشعب, التقديرات الاولية ان
الجيش السوري يصعب ان يقف في صف الشعب دون
انقسام خطير قد يؤدي لصدام مسلح, هل ترون
أملا لانتصار الثورة في سورية خارج معادلة
الجيش?
ميشيل كيلو
لا أعرف بالضبط كيف سينتهي الصراع الراهن
في سورية, هناك احتمالات كثيرة قد تترتب
عليه, تتوقف على خيارات أطرافه, وعلى
موازين القوى التي تتغير على الأرض.
أتمنى أن يكون هناك حل سوري خاص يقوم على
تفاهم وطني عام وشامل يجنب سورية آلام
صراع عنيف ويزداد عنفا, يتصاعد من يوم
لآخر, ويمكن أن يتحول إلى ما سميته قبل
شهرين : "حل أمني من فوق يقابله حل أمني
من تحت, فيضيع البلد بينهما.
هذا للحل السوري يجب أن يقوم على حوار
ومصالحة وطنية يعني البدء فيها خيارا
محددا هو أننا جميعا نريد حلا سياسيا
لمشكلتنا, بتضافر جهودنا وتقارب رؤانا,
سلطة ومجتمعا, كي نأخذ بلادنا نحو حال
انتقالي هو سبيلها نحو التعددية والحرية
والعدالة والمساواة, وتاليا الديمقراطية.
هل ننجح ?.نرجو من الله العون والتوفيق,
وصدق الإرادة كي لا تضيع بلادنا.
طاهر كنعان/ نائب رئيس الوزراء الاسبق
لك كل التحية والاحترام أيها المناضل
الكبير أرجو رأيك في الخطر المحدق بجبهة
المقاومة التي تسند قلعة الردع التي
يمثلها حزب الله, نتيجة جهود الغرب
وإسرائيل لاختطاف الانتفاضة الشعبية في
سورية وكيف نوفق بين الأهداف الوطنية
لأعمال الاحتجاج الجارية في سورية من جهة,
وبين الحيطة والوقاية الواجبة في وجه هذا
الخطر المحدق?
كيلو
دولة الرئيس طاهر كنعان سلام الله عليكم
ورحمته وبركاته اشكركم أولا لاهتمامكم
وللسؤال الذي طرحتموه, ويدل على هم قومي
ونضالي لازم سيرتكم على الدوام, وبعد,
تعلمون سيادتكم أن السياسة ابنة الجغرافيا,
وأن امريكا وإسرائيل لا تريدان نظما
ديمقراطية في وطننا العربي, لأن نظما كهذه
ستكون محكومة بالإرادة الشعبية, التي
ستعيد طرح جميع المسائل والمشكلات العالقة
بيننا وبينهما, والتي يتوقف عليها استقلال
الكيان العربي, كفلسطين والوحدة العربية
والتنمية المستقلة والنفط والمال العربيين,
والدولة الوطنية...الخ.
بحكم الجغرافيا لن تتخلى سورية عن
المقاومة وحزب الله, وبحكم الديمقراطية لن
تتخلى عن فلسطين ومجمل المسائل النضالية
التي لن تقوم للعرب قائمة دون حلها
لصالحهم, أي ضد امريكا وإسرائيل, فإذا
أضفتم سيادتكم إلى ما سبق درس الماضي
القريب.
الذي حفظناه جميعا, وهو أن امريكا
وإسرائيل لا تريدان حرية وإصلاحا وتقدما
ووحدة للعرب, وأن مجتمعاتنا أدركت معنى
الرابطة التي قامت خلال قرابة أربعين عاما
بين نظم الاستبداد القائمة عندنا وبينهما,
وجدتم أن من غير المعقول أن تخون هذه
المجتمعات نفسها, وتمد يدها بالسوء إلى
فكرة وواقع المقاومة, التي أعتقد أنها
ستنخرط فيها هي نفسها بصورة فاعلة ومباشرة,
ما دام العدو لا يريد الانسحاب من الأراضي
العربية المحتلة عامة ومن الجولان بصورة
خاصة.
أما تحصين أهداف الاحتجاج الوطنية فضمانته
وحدة الشعب وسلمية الحراك ونجاح حل وسط
تاريخي بين السلطة والشعب يجنب البلاد
مآسي صراع يمكن أن يتحول إلى صراع بلا
نهاية أو أفق له.
هل ننجح ?.ربما بدعائكم !
طوني جروج / سورية
عشنا على ثوابت أساسية خلال السنوات العشر
الأخيرة بأن الوحدة الوطنية هي أساس
استقرار الوطن.
كيف ترون تأثير اهتزاز هذه الثوابت على
السلم الأهلي والوحدة الوطنية?
كيلو
لا شك أن الوحدة الوطنية هي أساس استقرار
الوطن, أي وطن, لكن للوحدة الوطنية حوامل
كثيرة, ان لم تتوفر كانت وحدة في الكلام,
أو وحدة مفروضة وليست وحدة حقيقية تقوم
على التراضي والإرادات الحرة, وبالتالي
على المواطنة, مع ما يقترن طلبها ويحملها
من حرية وعدالة ومساواة.
أن إحدى مشكلاتنا في العالم العربي هي أن
النظم ترى الوحدة الوطنية بمنظار النظم,
فإن كان الشعب صامتا او سكت عن ما يمارس
عليه وفي بلاده من سياسات, كثيرا ما كانت
جد ظالمة في العقود الاربعة الأخيرة, قالت
النظم إن الوحدة الوطنية بخير, علما بأن
ما يكون قائما من سكون وركود لا يمت إلى
أية وحدة وطنية بصلة, مهما كان نوعها أو
تفسيرها, بل هو يتصل بعكسها : بانتفاء أية
وحدة وطنية, ما دامت الوحدة القائمة لا
ترتكز على حواملها الحقيقية : الحرية
والعدالة والمساواة, وتاليا على الطوعية
والإرادة الجامعة.
بسبب الأزمة الراهنة في سورية اليوم,
ونتيجة لطريقة معالجة مسائل سياسية
واجتماعية بنيوية بوسائل غير سياسية وغير
اجتماعية, وسائل قهرية, ضعف السلم الأهلي
كثيرا في سورية خلال الفترة الأخيرة,
باعتراف السلطة, وتهددت, لشديد الأسف,
وحدة الشعب الوطنية, وصار من الضروري
التخلي عن مفهوم للوحدة الوطنية يقصرها
على التفاف الشعب حول النظام, بغض النظر
عن نمط إنتاجه ودرجة رسوخه, ويرسيها على
حواملها الحقيقية, التي تجعل منها مصلحة
شخصية ووطنية لكل مواطن, لكونها إحدى
ضمانات وجوده وسلامة شعبه ووطنه
حسن حجازي /شاعر ومترجم مصري
هل هناك فرصة لم تزل أمام بشار للأسد
لتدارك الموقف أم فات الوقت وانتهى ربيعه
في سورية مع ازدياد الغضب الشعبى كلما سال
الدم في شوارع سورية الحبيبة?
كيلو
أعتقد أن فرصة العمل الصحيح لا تفوت أبدا,
خاصة في الأزمات الكبرى, كالأزمة التي
تجتازها سورية الآن, وأن الرئيس بشار
الأسد يمكن أن يلعب دورا تاريخيا في حلها
وتلبية مطالب الشعب, التي وصفها بالمحقة,
فيصير قائدا تاريخيا من طراز كبير, نجح في
أن يحقق لبلاده ولنظامه بالسياسة ما يريد
الآخرون تحقيقه بقلب النظم وإطاحة الرؤساء.
هذه فرصة إن استغلها وأفاد منها كان فيها
حلا لمشكلة سورية يرضي جميع الأطراف التي
تتصارع الآن, وإلا فإنه سيفوت على نفسه
ونظامه وبلاده سانحة قد لا يبقى شيء بعدها
كما هو اليوم.
عصام ملاح/ لبنان
ما رأيك أستاذ ميشيل بمشروع الشرق الاوسط
الجديد الصهيو-امريكي? وهل يمكن لهذا
المشروع أن يتحقق من غير إثارة الفوضى
الهدّامة التي سموها "الفوضى الخلاقة"..?
ألا ترى رابطاً بين مجموعة "الثورات"-هكذا
يصفها كثيرون- وقد تفجرت متزامنة وبمباركة
امريكية مُعلنة,أليست هي تلك الفوضى التي
ستخلق (شرق أوسط امريكا وإسرائيل) الجديد
بجغرافيا جديدة لوطننا العربي, وبهزيمة
لروح الأمة أخطر من هزيمة عسكر
حزيران67..?
كيلو
أنا أعتقد أن القسم لأكبر من السوريين ضد
أي مشروع غير عربي ووحدوي في الوطن
العربي, وأي مشروع قد يضعف إمكانية توحيد
العرب أو يقلل من قدرتهم عل إدارة شؤونهم
بأنفسهم, دون أي تدخل من أي خارج, كائنا
ما كان اسمه.
أعتقد, سيدي الكريم, أن امريكا وإسرائيل
ليستا مع الثورات العربية, بل هما ضدها
على طول الخط, بتخوفات قادة الأولى
وتصريحات قادة الثانية المعلنة.
هل نعتقد, سيدي الفاضل, أن الشعب العربي
نزل إلى الشوارع وضحى بحياة عدد كبير جدا
من أبنائه من أجل الشرق الأوسط الجديد ?.
وهل يمكن أن تكون امريكا قد أطاحت بنظامي
بن علي مبارك لأنهما كانا ضد مشروعها هذا
?.
داعس ابو كشك / كاتب فلسطيني
اذا كانت سورية مستهدفة من الاعداء
ويريدون لها ان تتفكك وتصبح العوبة بيد
الاستعمار الجديد فما هو الحال الذي ستصبح
عليه سورية والمنطقة, اننا بحاجة الى
سورية قوية لمواجهة الاخطار, بالله عليك
اي ثورة يكون بمقدورها ان تكون وطنية وهي
تنتظر الدعم الغربي وتعمل من اجل كسب
تأييد امريكا لها فهل هذه ثورة وطنية التي
تعمل من اجل الغرب اقول لك اعيدوا
حساباتكم وافتحوا صفحة جديدة للحوار لانكم
بذلك ستفوتون الفرصة على اعداء سورية.
كيلو
ولائي للوطن الاسير ومودتي لشخصك الكريم,
وبعد, لا شك في أن سورية مستهدفة, لكن ليس
من شعبها, الذي لديه مطالب اقرت أعلى
قيادة في البلد بشرعيتها.
أما ان الحراك الشعبي السوري ينتظر الدعم
الغربي ويعمل لكسب تأييد امريكا, كما تقول
في سؤالك, فهذا يتناقض مع تاريخ الشعب
السوري, الذي كان " قلب العروبة النابض"
منذ عشرينيات القرن الماضي, وله أمجاد
نضالية باقية بعد استقلاله, وقدم تضيات
غالية من أجل فلسطين ومصر والجزائر
والعراق والأردن ولبنان, قبل عام 1963
بفترة مديدة.
ثم أننا يا أخي طلاب حوار منذ عشرة أعوام
ونيف لكننا لا نريد حوارا يغطي حلا أمنيا,
أو لا يؤدي الى نتيجة إيجابية فيحقق عمليا
عكس ما هو مطلوب وطنيا منه : خروج وطننا
من أزماته التي تراكمت طيلة نصف قرن, ويقر
أرباب النظام بوجودها اليوم, ويقولون لأول
مرة منذ أربعين عاما إن الحوار مع الآخر,
المختلف والمعارض, يجب أن يكون السبيل إلى
حلها, في إقرار منهم بأن الثورة ليست فرصة
لأعداء سورية, بل هي فرصة لسورية : حكومة
وشعبا ومواطنين وقوى سياسية.
الدكتور عبد الرحيم كتانة/ فلسطين نابلس
انا مع مطالب الشعب السوري في الحرية
والاصلاح ومحاربة الفساد ولكن حتى تقنعني
بالوقوف الى جانبكم ومحاربة النظام عليكم
ان تعلنوا موقفا واضحا من مسالة الصراع
العربي الصهيوني بشكل واضح لا لبس فيه,
ومن المشروع الامبريالي في المنطقة
والتدخل الغربي في الشؤون السورية.
لا يكفي ان نهاجم الاخر بل الاحرى ان نطرح
مشروعنا ونقنع العالم به.
ميشيل كيلو
أود أن أعرفك قليلا بنفسي, فقد عملت مع
حركة فتح منذ عام 1967 إلى أن غادرت إلى
فلسطين, وكنت مقربا من قادتها جميعهم, من
الأخ الشهيد الرئيس ياسر عرفات إلى الاخ
الشهيد القائد أبو جهاد الى الأخ الرئيس
أبو مازن, وأظن أن ذاكرة عشرات آلاف
الفلسطينيين من مختلف التنظيمات تحتوي
أحداثا كنت طرفا فيها وكان لي فيها دور
ما.
والآن : نحن يا سيدي بدأنا خلافنا مع
النظام عام 1970 لأسباب بينها التسوية
السلمية, التي كنت اعتقد ولا ازال أنها
ضياع وقت, وأن العدو لن يعيد الارض إلا
وفق مقولة القائد الخالد جمال عبد الناصر
: ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة, وأن
العرب لا يجعلون من فلسطين قضيتهم
المركزية, ولو جعلوها كذلك لكانت محور
سياساتهم ومحدد علاقاتهم مع أنفسهم
والعالم, ولما سكتوا يوما على الوجود
الصهيوني في أرضها, ولقاتلوا في سبيلها
حتى النصر أو الشهادة.
أما المشروع الصهيوني / الغربي, فإننا
سنقاتله ما دمنا احياء, هذا ما قلناه في
الماضي ونقوله اليوم وسنقوله في المستقبل,
لأن فلسطين كانت في الماضي, وهي اليوم,
وستبقى في المستقبل قضية حياتنا ومفتاح
حريتنا وكرامتنا, وطريقنا إلى حرية العرب
ووحدتهم, التي ستبقى غير متحققة أو
منتقصة, ما دام هناك وجود صهيوني أو
إسرائيلي في فلسطين, وامريكي في ديار
العروبة الواسعة. |