تمكن
فرع الأمن الجنائي بحمص من فك رموز جريمة
القتل التي ذهبت ضحيتها سيدة ثمانينة تدعى
" شمسة طعمة " ذبحاً داخل منزلها نهاية
الشهر الماضي في قرية " زيدل " التابعة
لحمص ، والتي نشر عكس السير خبراً عنها
حينها .
ابن شقيق المغدورة يروي تفاصيل اكتشاف
الجريمة
والتقينا ابن شقيق المغدورة " جورج طعمه "
الذي قال " كنت أزور أهل زوجتي عندما
وردني اتصال من احد الجوار حوالي العاشرة
ليلا ، أخبرني فيه المتصل أن أضواء منزل
عمتي مضاءة منذ فترة وأبوابها مفتوحة على
غير عادتها فحضرت ومعي احد الأقارب
وبدائنا بقرع الباب ومحاولة فتحه لكن جميع
محاولاتنا كانت فاشلة ، فراودني الشك
خصوصاً أن منزل عمتي تعرض لمحاولة سرقة
منذ يومين ".
وتابع " اضطررت للصعود عبر الحائط ومعي
قريبي ودخلت غرفتها فوجدت الأغراض فيها
مبعثرة ، فطلبت من قريبي الدخول من فوق
الحائط لأنه يصعب علينا فتح الباب لمشاهدة
حالة الغرف والمنزل ، وعند خروجنا شاهدنا
بساط احمر قمنا برفعه فوجئنا بجثة عمتي
ممددة على الأرض ومغطاة بحرام تملؤه
الدماء فأقمنا على الفور بإعلام مخفر شرطة
زيدل ".
وعلم أن القتلة لم يتمكنوا من العثور على
الذهب الذي كان مخبأ في وعاء يحتوي على
علف للدجاج ، وتبلغ قيمته 450 ألف ليرة
سورية .
حضور مكثف ..
و حضرت هيئة الكشف القضائي المؤلفة من
قاضي التحقيق لامك العلي والمساعد العدلي
إيهاب اليونس والعميد رياض إسماعيل رئيس
شرطة القسم الخارجي وضباط وعناصر فرع
الأمن الجنائي وعناصر الأدلة الجنائية
والطبيبين الشرعيين محمد شاهين والطبيب
حكمت ساطور .
وبعد تحديد زمن الوفاة من قبل الطبيبين
الشرعيين تبين أن سبب الوفاة يعود إلى "
الصدمة النزفية الناجمة عن قطع الأوعية
الدموية العنقية بأداة حادة " . وعلى
الفور باشر عناصر فرع الأمن الجنائي البحث
والتحري وضبط إفادات الشهود والجيران ،
بمتابعة شخصية وحثيثة من اللواء حميد اسعد
المرعي قائد شرطة حمص .
و انطلاقا من معلومات حصلت عليها الجنائية
تم القبض على احد الجناة ( غيث مرهج ) 20
سنة بأقل من ساعة وبحوزته سكين مطبخ ، كما
تم القبض على المخطط للجريمة و يدعى (رامي
فرح ) 27 سنة و الذي غادر القرية بعد
تنفيذ جريمته إلى دمشق بهدف الهروب لبنان
.
و تم إعلام قائد الشرطة الذي قام بدوره
بالاتصال بإدارة الهجرة والجوازات لمنع
مغادرة المتهم حيث كانت الجنائية بانتظاره
أثناء محاولته تجاوز الحدود .
كما تمكن أحد ضباط الجنائية من التعرف على
مكان تواجد الشريك الثالث(الياس عيسى ) 27
سنة حيث القي القبض عليه أثناء تواجده في
منزله ، وتم خلال أقل من 7 ساعات من
اكتشاف سر الجريمة والقبض المجرمين .
اعترافات القتلة ..
وعلم عكس السير من مصدر مطلع على
التحقيقات أن المجرم " رامي فرح " وهو جار
المغدورة شمسة و يعرف بوجود مصاغ ذهبي
قديم ترتديه في المناسبات والأفراح ، وقبل
الحادثة بيومين دخل منزل المغدورة مساء
برفقة الياس الذي يقطن في أحد القرى
المجاورة لقرية " زيدل " بهدف السرقة حيث
لم يجدوا شيئاً في غرفة الضيوف وفروا بعد
ايقاظها وسماع صوتها .
وتابع رامي اعترافه انه وفي ليلة ارتكاب
الجريمة احضر صديقه غيث مرهج ، و خططوا
لدخول المنزل ، حيث أعلمهم " رامي " أن
جارته اعتادت أن تذهب لشراء الخبز فجرا ثم
تعود لإطعام الدجاجات وأكد عليهم انه "
إذا حصل أمر مفاجئ اقتلوها ".
دخول المنزل ..وتفاصيل دموية
تسلق رامي وغيث جدار حوش المغدورة وبقي
الياس خارج سور الحوش لمراقبة المارة
انتظروا مدة من الوقت خلف باب خشبي يطل
على باب غرفتها لخروجها إلى عادتها لشراء
الخبز ، إلا أنه هذه المرة قررت إطعام
الدجاجات قبل الذهاب إلى المخبز .
فشاهدت " غيث " فاتجهت نحوه وبيدها وعاء
بداخله علف للدجاجات ، فقام بفتح الباب
الخشبي وتهجم عليها فقاومته وأمسكته من
خصيتيه فوقع على الأرض وهو يستغيث ، فتدخل
رامي أمسكها بقوة ( وهو ممتلئ الجسد كون
مهنته حداد باتون ) وقام بتكتيفها ووضع
قدميه على صدرها فأقدم غيث على ذبحها من
عنقها بسكين مطبخ كانت بحوزته في حين كان
الياس يتابع ويراقب في الشارع .
وبعد ارتكاب الجريمة غسلوا أيديهم وجلسوا
قليلا بكل دم بارد حتى فارقت الحياة
واخذوا يبحثون وينكشون الأكياس والأغراض
فلم يعثروا إلا على 400ل س وزوج حلق 4 غ
ولاذوا بالفرار .
المغدورة في سطور ..
شمسه جرجس طعمه مواليد 1937 غير متزوجة
تسكن بمفردها كانت تعيش على عون أقربائها
المغتربين وقد نذرت نفسها لتقديم هذه
المساعدات للمحتاجين من أهل القرية ، ومن
بين الأشخاص الذين تساعدهم جارها القاتل
كونه يتيم الأب . |