توقّفت
بيروت باهتمام امام المعلومات التي اشارت
الى ان تنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي،
بايع الرجل الثاني فيه اسامة الشهابي
أميراً له خلفاً لعبد الرحمن عوض الذي كان
الجيش اللبناني نصب له ولمرافقه ابو بكر
مبارك مكمناً في البقاع خلال توجّههما الى
العراق عبر سورية للحصول على أموال من
قيادة «القاعدة» هناك لعناصره في مخيّم
عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا.
وحسب دوائر متابعة لملف «فتح الإسلام»،
فان مبايعة الشهابي أميراً للتنظيم، ليكون
ثالث «رأس» له منذ العام 2007 بعد مؤسسه
شاكر العبسي الذي فرّ في اليوم الاخير من
حرب نهر البارد مع الجيش اللبناني (صيف
2007) الى سورية حيث تردد انه قُتل، ثم
عوض، يعني ان بقايا هذه المجموعة لا تزال
متمسكة بمتابعة «مهمّاتها» رغم الضربة
القاسية جداً التي سدّدتها لها مخابرات
الجيش بتصفية عوض ومرافقه بعد إطلاقهما
النار على عناصر المكمن المحكم.
ومعلوم ان «فتح الإسلام» كان ارتبط اسمه
بتفجير حافلتي الركاب في عين علق (المتن)
في فبراير 2007 قبل ان ينفّذ «مذبحة» بحق
الجيش اللبناني في الشمال في مايو 2007
انفجرت بعدها «حرب البارد» التي استمرّت
حتى سبتمبر من العام نفسه ونجح الجيش فيها
في ضرب التنظيم التي بقيت فلول منه موجودة
لا سيما في «عين الحلوة» حين كان عوض
يتمركز، واتُهمت بالوقوف وراء انفجارين
استهدفا حافلتين للجيش اللبناني في طرابلس
والبحصاص العام 2008 ومحاولة استهداف «اليونيفيل»
وغيرها من الانشطة الإرهابية.
وكما عوض، ارتبط اسم الشهابي بهذه الأعمال
الإرهابية ولاسيما انفجاري طرابلس
والبحصاص، علماً ان تقارير اشارت الى ان
توفيق طه خلفاً بات مساعداً له، فيما عين
محمد الدوخي الملقب بـ «خردق» مسؤولاً
عسكرياً لـ «فتح الإسلام».
وفي المعلومات المتوافرة عن الشهابي، انه
كان المساعد الأبرز لزعيم تنظيم «عصبة
النور» عبد الله الشريدي، وغادر معه «عصبة
الأنصار»، واتهم بداية بالضلوع في عملية
اغتيال العميد أمين كايد، وهو أحد قياديي
حركة «فتح» والمتهم الرئيسي من «عصبة
النور» بتصفية الشريدي.
انتسب الشهابي بعد مقتل الشريدي إلى «جند
الشام» لفترة، حيث اعتبر «مرشدها الروحي»
قبل أن يغادرها لأسباب مجهولة.
وصدر بحقّه في مطلع يوليو 2007 حكم بالسجن
15 عاماً في الأردن من محكمة أمن الدولة
بجرم «التخطيط للقيام بأعمال إرهابية،
واستهداف أميركيين» في قضية «سرايا خطاب»،
وهو مطلوب من السلطات اللبنانية بتهم عدة
من بينها المشاركة في التخطيط لتفجير مطعم
«ماكدونالدز» في الدورة في أبريل 2003 ثم
بأحداث «البارد» وما اعقبها.
في موازاة ذلك، بقيت المعلومات تتوالى عن
كيفية تنفيذ مخابرات الجيش اللبناني
عمليتها النوعية التي أدّت إلى القضاء على
رأس تنظيم «فتح الإسلام» عبد الرحمن عوض.
وذكر موقع «ناو ليبانون» ان المكمن الذي
نصبته وحدة المخابرات لعوض في شتورة جاء
إثر معلومات مؤكدة وفرتها عمليات
إستقصائية دقيقة، وفي تفاصيلها أن الأجهزة
اللبنانية علمت قبل مدة بنيّة عوض التوجه
إلى العراق للاجتماع بقادة «القاعدة» هناك
واستقدام إمدادات مالية وعسكرية إلى
لبنان، وهو لهذه الغاية قرر إيفاد نجله
لاستطلاع الطريق البري الواجب سلوكه عبر
الأراضي السورية باتجاه العراق، وعندما
توافرت هذه المعلومات لمخابرات الجيش نفذت
خطة نوعية للإيقاع بعوض عبر تسهيل طريق
نجله بشكل يطمئن عوض إلى إمكان تنفيذ
رحلته البرية من دون أي مخاطر أمنية،
بالإضافة إلى تحقيق خرق في الجسم
المعلوماتي لخطة سير عوض، أسفر عن معرفة
نوع وطراز ولون السيارة التي تبلّغ عوض
بأنها ستكون بانتطاره في شتورة لتقله في
رحلته نحو العراق. وفي يوم تنفيذ العملية
قامت وحدة من مخابرات الجيش بزرع سيارة
مطابقة لمواصفات السيارة المذكورة في
المكان المتفق عليه، حيث وصل عبد الرحمن
عوض يرافقه المدعو أبو بكر غازي مبارك،
وحين اقتربا من هذه السيارة للصعود فيها
اشتبها بالهوية الأمنية للشخصين الذين
كانا في داخلها وعلى الفور استشعرا
بالكمين المنصوب لهما فشهرا سلاحيهما
وشرعا في إطلاق النار على عناصر المخابرات
ما اضطرهم للرد بالمثل ما أدى إلى قتل عوض
ومرافقه.
في هذه الأثناء، حُسم أمر تشييع عوض
ومرافقه ودفْنهما خارج مخيم عين الحلوة
وذلك لقطع أي طريق على أي تداعيات يمكن أن
تنجم عن تشييعهما داخل المخيم، وهو ما تمّ
التوافق عليه في لقاء عُقد ليل الاحد -
الاثنين الماضية بين قائد الكفاح المسلّح
في عين الحلوة العقيد محمود عبد الحميد
عيسى، الملقّب بـ «اللينو»، وعائلتيْ
القتيلين. |