رداً على الهجوم السوري على
الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل
العربي، حول تسريبه مضمون لقاءاته في دمشق،
قال متابعون إن التحركات والإجراءات التي
اتخذها العربي بعد عودته، تشير إلى أن
هناك وسيلتين للتسريبات، التي كشفت عن
مضمون اللقاء والرئيس السوري بشار الأسد،
والتي أزعجت دمشق وقدمت معترضة مذكرة
احتجاجية للأمين العام.
وقالوا لـ «الراي» إن «الطريقة الأولى
للتسريب قد تكون المذكرة التي وزعها
العربي على الوزراء العرب أو المندوبين،
بعد عودته، وتضمنت الخطوط العريضة
لمشاوراته في دمشق».
وذكروا أن «الطريقة الثانية، قد تكون
الأحاديث الشفهية للأمين العام، مع عدد من
الديبلوماسيين والوزراء العرب، والتي لم
يعدل فيها أسلوبه المعتاد غير الملتزم
بالتحوط والحذر، في ما يخص لقاءاته السرية
مع المسؤولين والقادة».
وأشاروا إلى أنه يفهم من مناقشات العربي،
أنه قال إنه «أسمع الأسد حديثا قويا عن
ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف،
وانه قال بحدة إن الأوضاع الحالية في
سورية لا يمكن أن تستمر، وانه أيضا تحدث
عن أن الأسد غير مكترث وغير مبالٍ من ردود
الأفعال».
وكانت الحكومة السورية قد اتهمت في مذكرة
احتجاج وصفت بأنها شديدة اللهجة العربي
بالسعي نحو تشجيع تدخل خارجي في الشأن
السوري، وعبرت عن انتقادها الشديد له بعد
لقائه ممثلين عن المعارضة السورية في
القاهرة، كما عبرت عن استيائها لتسريبه
بعض وقائع اللقاء الذي جمعه والرئيس
السوري.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ «الراي»
إن هذا الشعور عبر عنه مندوب سورية الدائم
لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة
السفير يوسف أحمد في مذكرة رسمية، وأعلن
عن استغرابه وقلقه العميق من هذه الخطوة
التي اعتبر أنها تشكل سابقة خطيرة في
العمل العربي المشترك، واصفاً التصرف الذي
قام به الأمين العام بأنه «غير مدروس»،
ويتجاوز صلاحياته وتفويضاته ومهامه التي
حددها ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي.
واعتبرت دمشق أن هذا الأمر يدفع لتوجيه
استفسار للأمين العام «حول ما إذا كان
يعلن الرضوخ للضغوط التي تمارس عليه من
أطراف معروفة».
وشددت على أن التسريبات حول لقاء العربي -
الاسد أساءت بشكل كبير للثقة التي من
المفترض أن تكون قائمة بين الحكومة
السورية والأمانة العامة لجامعة الدول
العربية. |