مفاجأة نهاية السنة في مشفى الكلية
الجراحي بدمشق جاءت تحت غطاء مقتضيات
المصلحة العامة، حيث أصدرت الإدارة جملة
من القرارات بتاريخ 30/12/2010، اختلط
فيها الحابل بالنابل، وأثار بعضها الكثير
من الاستغراب، إذ جاء بعضها بحجة تحسين
الطاقم الإداري، والبعض الآخر تم إصداره
دون أية أو فائدة تذكر سواء على المشفى
كإدارة، أو على المرضى الذين من المفترض
أن تصدر القرارات لتصب في خدمتهم، ومن هذا
الباب جاء قرار إعفاء الدكتور (ج.ر) من
رئاسة قسم الزرع والشعبة الجراحية الأولى.
الكل يشهد للدكتور (ج.ر) تفانيه في العمل
ودوره في تطوير مشفى الكلية وقيامه
بعمليات نوعية في المشفى بالتأكيد لن تجري
بعد اليوم في حال تركه المشفى، والغريب في
الأمر أن قرار إعفائه جاء بعد أن قررت
الإدارة عدم الموافقة على تجديد عقده مع
المشفى للعام 2011 دون ذكر الأسباب، علماً
أن الإدارة قد جددت عقود كوادرها جميعاً
باستثناء الموما إليه، والأغرب أن مديرية
صحة وافقت على التجديد للدكتور إلا أن
الإدارة استفادت من صلاحياتها في هذا
المجال بحكم أن المشفى هيئة عامة وأصدرت
قراراً معاكساً لا ترغب في استمراره
بالعمل في المشفى الذي بأمس الحاجة
لخدماته.
حالة قلق وتذمر في المشفى من قرار الإدارة
الأخير هذا، علماً أن المعطيات إنما تؤكد
أن هذه الإدارة هي العائق الحقيقي في تطور
المشفى، بل أنها السبب في تدمير المشفى
ووصوله إلى وضع يرثى له.
بالرغم من أن قرار الإعفاء جاء بشكل مفاجئ
إلا أنه كان متوقعاً، والجميع يشهد أنه
مخطط له منذ أكثر من عدة أشهر، ودليل ذلك
ما سبق وأشارت إليه «قاسيون» في عدد سابق
حول ما تقوم به الإدارة من تضيق على بعض
الكوادر بغية «تطفيشها».
وهنا نناشد السيد وزير الصحة:
هناك مشاكل عديدة في المشفى ذات أولوية
أعلى، وبدل أن تقوم إدارة المشفى بحل هذه
المشاكل ها هي تتخذ إجراءات ليس من وراءها
غير الابتزاز. من هذه المشاكل أن جهاز
التفتيت الجديد والحديث حسب ما تقوله
الإدارة والذي لم يمض على تشغيله أشهر،
معطل..! ناهيك عن عدم توفر مستلزمات بسيطة
لكن ضرورية لعمليات نوعية تجرى في المشفى،
ما يجبر المريض على شرائها من السوق وما
أدراك ما السوق؟!.
أضف إلى ذلك أن مشكلة اضطرار ذوي المرضى
والمرضى أنفسهم لشراء الأدوية من السوق،
وعلى مسؤوليتهم، لم تحل بعد!.
وغير ذلك من المشاكل التي تتعلق بأجهزة
التخدير، فمنذ فترة الشهر والنصف تقريباً
توفي شاب في مقتبل العمر في غرفة العمليات
والكل يؤكد أن سبب وفاته هو عطل أصاب
أجهزة التخدير القديمة..
كل هذه المشاكل والكثير غيرها ما زال
قائماً، والمشفى تتحول إلى هيئة عامة
مستقلة من المفترض أن تحل كل هذه المشاكل
قبل البدء بنظام الهيئة العامة، ولكن يبدو
أن إدارة المشفى استغلت صلاحيتها- كونها
هيئة عامة مستقلة- لا لتخدم الصالح العام
والمرضى في إحدى أهم مشافي البلاد، بل
لتمارس دورها التسلطي على كوادرها وتطفش
الأوادم منها وتترك المرضى يواجهون
أمراضهم وأمراض سوء الإدارة في آن معاً!.
غ.ق |