تفاجئنا وزارة النقل بقرارات تغيير
خطوط السير بين الحين والآخر، إذ يصبح
المرء على خير ويخرج من بيته مستعيناً
بالحي القيوم نحو مكان عمله، فإذا ما صعد
في الـسرفيس أوالباص فوجئ بصياح السائق:
يا جماعة آخر موقف بإمكانكم النزول، علماً
أنه يصعد يومياً في (سرافيس) تعمل على ذات
الخط، وهو يعرف الطريق كما يعرف اسمه
ويصمت الراكب قليلاً ليفاجأ بأن وزارة
النقل غيرت الخط.
هذا فعلاً ما حدث مع أكثر من (90 %) من
سكان صحنايا والقدم الذين يركبون
بـ(سرافيس الأوتستراد) حينما فاجأهم
السائقون بمقولة أن الكراجات صارت بنهر
عيشة وليس بالبرامكة، فأنزلوهم في مكان لا
يعرفه كثير منهم حينها حصلت شجارات كثيرة
بين الركاب والسائقين.
خط مقطوع:
أيضاً كان القرار الثاني لدى الساكنين في
صحنايا والكسوة مع بداية العام (2011) ليس
بتغيير الخط هذه المرة بل بقطعه من أصله،
حيث حولت محافظة دمشق مؤخراً السير إلى
طريق درعا القديم بدءاً من مفرق صحنايا
للقادم باتجاه المدينة، بهدف مد قميص
أسفلت لطريق درعا الجديد ضمن حدود مدينة
دمشق بدءاً من مفرق صحنايا باتجاه المدينة،
ما تسبب بتأخر جميع السكان القاطنين في
الكسوة وصحنايا عن أعمالهم في اليوم الذي
طبق فيه القرار حيث أن معظمهم كان ينتظر
قدوم الـ(سرافيس) عند المواقف ولا علم لهم
بالقرار الجديد، فما كان منهم إلا أن
سلكوا طريقاً آخر يجمعهم بشارع مخدم
بالمواصلات.
أخطاء في البنى التحتية:
وعلى أية حال، وحتى لا تقول وزارة النقل
أو المحافظة حيرتونا معكم، فإننا لا نطلب
من هاتين الجهتين عدم إصلاح الشوارع ونعلن
صبرنا قليلاً على المشاريع الخدمية، لكن
ما لا يرضاه أي مواطن هو أن يتعطل طريق
سيره لسنين، وبعد إنجازه يتم الكشف عن
أخطاء فيه وثغرات، كما حصل بنفق كفرسوسة،
حيث حدثت أعطال في مصابيح النفق، وأعيد
تزفيت بعض المناطق فيه، ورغم أن وزارة
النقل وعدت سكان المناطق الريفية بإعادة
خطوطها كما هي عليه ريثما ينتهي نفق
كفرسوسة، إلا أنه بعد انتهاء النفق سمعنا
من وزير النقل تصريح بأنه لا عودة
للـ(سرافيس) العاملة في الريف إلى المدينة،
ما يعني أنه يجب على كل من يسكن في تلك
المناطق أن يركب بوسيلتي نقل ليصل للمدينة
من منطقته لكراج نهر عيشة ومن نهر عيشة
للبرامكة.
خطة قادمة:
الخوف فعلاً من خطة وزارة النقل القادمة
في هذا العام (2011) بجعل دمشق خالية من
الـ(سرافيس) العاملة على خطوطها
واستبدالها بباصات تابعة لمؤسسة النقل
الداخلي ومستثمرين، مع إخلائها (بشكل
تدريجي) ونقلها للعمل في الأرياف أو مدن
أخرى.
وإن كان رئيس فرع مرور دمشق اكتشف مؤخراً
بأن الـ(سرافيس) وسائل نقل غير جماعية
وغير آمنة ومضرة بالبيئة وتسبب ازدحامات
كبيرة وأنه آن الأوان للتطوير، فإننا نؤكد
له بأن الباصات بوضعها الحالي ليس فيها أي
تطوير، بل شوهت مظهر البلد أكثر، ومن يصعد
في باصات النقل الداخلي يوافق على هذا.
صحيح أن الدول المتقدمة استغنت عن
الميكروباصات لصالح الباصات منذ فترة، إلا
أن الباصات في تلك الدول تفوق عدد
الـ(سرافيس) وسيارات الأجرة الموجودة في
سوريا، بحيث لا يكون المواطن مضطراً
لانتظار الباص ساعة كاملة، كما أن البنى
التحتية والشوارع في تلك الدول لا تقارن
بتطورها بشوارع دمشق والبنى التحتية فيها
والتي تنبش بين كل فترة وأخرى ويعاد
إصلاحها وعلى المواطن أن يتحمل إن كان
يراد تطويرها بأخرى. |