رغم نفي تيار المستقبل المتكرر، لجهة
ربط إسمه، في الأحداث الجارية في سوريا،
وتمويله خلايا تخريبية، تعمل على إسقاط
النظام السوري، وضرب الإستقرار، لا تزال
الاتهامات تلاحق التيار، وكان آخرها ما
بثته الإخبارية السورية، من اعترافات
لسكان من منطقة تلكلخ السورية، وجهوا فيها
اتهامات مباشرة إلى <المستقبل> بتهريبه
عبر الحدود الشمالية بين البلدين، أفرادا
من لبنان، لتعكير صفو الإستقرار في سوريا،
وهو الأمر الذي نفته مجددا كتلة المستقبل
النيابية، بعد اجتماعها الأسبوعي أمس
الأول·
لماذا الإصرار، على زج إسم <تيار المستقبل>،
في الأحداث الجارية في سوريا، ولماذا تجدد
تلك الاتهامات، خصوصا بعدما بيّنت الوقائع
زيف الاتهامات السابقة خصوصا بعد اكتشاف
التلاعب الحاصل في الشيكات التي قال عنها
رئيس تيار التوحيد وئام وهّاب أنها صادرة
من مكتب الأمير تركي بن عبد العزيز إلى
شخصيات لبنانية من بينها النائب عن كتلة
المستقبل جمال الجرّاح، من أجل توفير
الدعم المادي للمخرّبين لمحاولة إسقاط
النظام السوري·
وفي هذا الإطار، يشير مصدر قيادي بارز في
تيار المستقبل لـ <اللواء> إلى أنّ النظام
السوري يحاول اليوم استغلال مساعدة تيار
المستقبل للنازحين السوريين الهاربين إلى
لبنان جرّاء الأحداث الدائرة في سوريا، من
أجل تثبيت نظرية المؤامرة ضد النظام
السوري، لافتا إلى أنّ <إعادة اتهام
التيار بزعزعة الاستقرار في سوريا كان
متوقعا خصوصا في ضوء ازدياد الضغوط
الشعبية على النظام السوري، وفي ضوء
ازدياد الضغوط الدولية على النظام، الذي
يحاول تكريس ادعاءاته بانه يتعرّض إلى
مؤامرة خارجية، على الرغم من أنّ المجتمع
الدولي يحاول قدر المستطاع التودد إلى
القيادة السورية>·
<تيار المستقبل> مستهدف، هذا ما يخلص إليه
<المستقبليون>، ولماذا التيار مستهدف،
يجيب القيادي المستقبلي عينه، أنّ التيار
وحلفاءه في قوى الرابع عشر من آذار،
يشكّلون اليوم صمّام الامان أمام محاولات
<حزب الله> وحلفائه الخارجيين، تغيير
المعادلة السياسية والديمغرافية في لبنان،
ولا بد لتحقيق هذا المخطط إزاحة التيارات
السياسية البارزة عن الملعب السياسي
وإخلاء الملعب إلى الانقلابيين الذين
يحاولون توريط لبنان في صراعات داخلية
وخارجية لا ناقة ولا جمل للبنانيين فيها·
من ناحيته عضو كتلة المستقبل النيابية
النائب أحمد فتفت، يشير لـ <اللواء> إلى
أنّ <تيار المستقبل يصر على أنّ أي تدخّل
لبناني في الشأن السوري ليس مفيدا لا
للبنان ولا لسوريا، ولكن بات واضحا للعيان
أنّ هناك أطرافا لبنانية موالية للنظام
السوري تحاول زج إسم تيار المستقبل في
الموضوع السوري، لغاية في نفس يعقوب>،
موضحا أنّ <الإعلام الرسمي السوري، من
خلال الأفلام المركبة التي يبثها، لاتهام
تيار المستقبل في زعزعة الاستقرار في
سوريا، يحاول قدر المستطاع حرف الأنظار،
عمّا يجري في الداخل السوري، من حراك شعبي،
اعترف الرئيس السوري بشّار الأسد بأنه
حراك إصلاحي، وبموجب ذلك شدد في خلال
الخطاب الذي ألقاه في مجلس الشعب السوري،
أنّ سوريا ماضية في تنفيذ الإصلاحات التي
ينادي بها السوريون>·
فتفت يشير إلى أنّ <عدم اعتراف النظام
السوري وحلفائه في لبنان بحقائق الأمور،
ما هو إلا دفن للرأس في التراب على طريقة
النعامة>، معتبرا أنّ <الأكاذيب والأضاليل
لم تعد تنطلي على أحد، ومثلما سقطت
الفبركات السابقة بالضربة القاضية، ستسقط
الأضاليل الجديد أيضا بالضربة القاضية،
وهذا يتطلّب تغيير السلوكيات الاتهامية من
قبل النظام السوري، وسماع صوت الشعب،
بعيدا عن منطق الاتهامات والتخوين ونظرية
المؤامرة>·
وإذ يستغرب فتفت إصرار النظام السوري
وحلفائه في لبنان إتهام تيار المستقبل
بالأحداث الجارية في سوريا، يحذر من مغبّة
استخدام سوريا هذا الأمر للتدخّل عسكريا
في لبنان، معتبرا أنّ <اي تدخّل عسكري
سوري في لبنان أمر في غاية الخطورة، ولا
أظن أنّ النظام السوري، قد يقترف مثل هذا
الخطأ وخصوصا في هذه المرحلة بالذات· نحن
لسنا طرفاً في الصراع السوري، واستقرار
سوريا يعنينا، كون استقرار سوريا من
استقرار لبنان والعكس صحيح>· |