دعت
سوريا يوم امس الدول الاعضاء في
الامم المتحدة الى ضرورة ممارسة ضغط حقيقي
ومتعدد الاشكال على اسرائيل كونها "تقف
عائقا في طريق تحقيق السلام العادل
والشامل في الشرق الاوسط وترفض تنفيذ
قرارات الامم المتحدة ذات الصلة".
جاء ذلك في تقرير حول الممارسات
الاسرائيلية التي تمس حقوق الانسان للشعب
الفلسطيني وغيره من السكان العرب في
الاراضي المحتلة بما فيها الجولان السوري
سلمته وزارة الخارجية السورية الى اللجنة
الدولية لتقصي الحقائق في الاراضي العربية
المحتلة التابعة للامم المتحدة في ختام
جولتة بالمنطقة شملت سوريا والاردن ومصر
واستمرت 13 يوما.
واستعرض رئيس ادارة المنظمات والمؤتمرات
الدولية في الخارجية السورية ميلاد عطية
الذي تلا التقرير امام لجنة تقصي الحقائق
الممارسات الاسرائيلية في الجولان السوري
المحتل في مصادرة الاراضي وانتهاك الحريات
واستمرار اعتقال الاسرى السوريين مددا
زادت على 25 عاما في ظروف قاسية ومهينة.
واشار الى التعسف في استغلال المياه
والثروات الطبيعية لمصلحة المستوطنين
الاسرائيليين ورفضها تحديد مواقع حقول
الالغام واستمرارها في دفن النفايات
النووية والمشعة والسامة في بعض مناطق
الجولان المحتل.
ولفت عطية الى قيام اسرائيل خلال شهر مايو
الماضي بمصادرة اراض واقتلاع اشجار من
اراضي مواطنين سوريين في قرية بقعاتا
واشعال النار عمدا بالقرب من بلدة مجدل
شمس بهدف تجريد المنطقة من الاشجار
والنباتات.
وقال ان اسرائيل تستدعي وبشكل مستمر
مواطنين سوريين للتحقيق معهم بسبب تمسكهم
بالهوية السورية ورفضهم لقانون الاحتلال
الاسرائيلي مطالبا الامم المتحدة ومجلس
الامن بالضغط على اسرائيل لاطلاق سراح
الاسرى السوريين فورا ومن دون تأخير بمن
فيهم الصحافي السوري عطا فرحات وزميله
يوسف شمس اللذين اصدرت اسرائيل بحقهما
حكما بالسجن لمدة ست سنوات.
وكشف عطية عن الانتهاك الاسرائيلي الفاضح
للقانون الدولي الانساني في اجراء غريب من
نوعه بفرض الاقامة الجبرية على الطفل
السوري فهد لؤي شقير البالغ من العمر
عامين بسبب ولادته في سوريا اثناء دراسة
والديه في الجامعات السورية معتبرا ان ذلك
يشكل انتهاكا لاتفاقية حقوق الطفل.
وطالب عطية لجنة التقصي بالضغط على
اسرائيل للسماح باستئناف زيارة المواطنين
السوريين في الجولان المحتل لوطنهم سوريا
عبر معبر القنيطرة فورا ودون تأخير وتسهيل
الزيارات العائلية لسكان الاراضي المحتلة
لذويهم.
واكد ضرورة تنفيذ اسرائيل لقرار مجلس
الامن رقم 497 لعام 1981 الذي اعتبر
القرار الاسرائيلي بضم الجولان باطلا
ولاغيا مطالبا اسرائيل بالانسحاب من
الجولان فورا.
وشدد على ان سوريا تؤكد على خيارها
الاستراتيجي القائم على تحقيق السلام
العادل والشامل وفقا لقرارات الامم
المتحدة ذات الصلة وخاصة القراران 242
و338 ومبدأ الارض مقابل السلام وبما يضمن
انسحاب اسرائيل التام من كامل الجولان
المحتل الى خط الرابع من يونيو 1967 وباقي
الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس
وعلى صيغة مبادرة السلام العربية.
من جانبه وصف رئيس لجنة التقصي بايتا
كوهونا في كلمة القاها خلال تسلمه تقرير
وزارة الخارجية السورية الاوضاع في
الاراضي العربية المحتلة ب "الصعبة للغاية
وغير المقبولة" مؤكدا انها تمثل انتهاكا
فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي
الانساني وقرارات الشرعية الدولية.
وقال ان اللجنة مدركة لما يتسبب به الحصار
المفروض على سكان قطاع غزة منذ اربع سنوات
من مصاعب غير مسبوقة من خلال منعهم من
استيراد مواد البناء الضرورية لبناء
المدارس والمنازل التي تدمرت خلال الهجوم
الاسرائيلي.
واوضح كوهونا ان اللجنة استمعت الى عدد من
الشهود حول الاعتداءات على الفلسطينيين
المدنيين وكذلك حول وضع الصحة والتعليم
والقيود التي تفرضها اسرائيل على
الصياديين ما يشكل عائقا اقتصاديا كبيرا
مشددا على ضرورة وضع حد لهذه الاوضاع.
وقال كوهونا ان الاوضاع في الاراضي
المحتلة صعبة للغاية نتيجة لاستمرار
الاحتلال والممارسات الاسرائيلية بحق
المواطنين الفلسطينيين والعرب على كافة
الاصعدة ومن ابرزها التمييز في توزيع
المياه بين المستوطنين وسكان الجولان لان
المياه هي عصب الزراعة في تلك المنطقة
وكذلك تفكيك اواصر الاسر من خلال منع
التواصل فيما بينهم.
واشاد رئيس اللجنة بتعاون دول سوريا
والاردن ومصر مع اللجنة التي استمر عملها
13 يوما تسنى لها الاستماع الى 40 شهادة
اضافة الى لقاءات مع وزراء خارجية تلك
الدول والامين العام لجامعة الدول
العربية.
واكد ان اسرائيل لا تزال ترفض طلب اللجنة
السماح لها بدخول الى الاراضي المحتلة
للاطلاع على حقيقة الاوضاع هناك.
يذكر ان اللجنة زارت اليوم موقع عين
التينة في مدينة القنيطرة السورية المحررة
والتقت محافظها الذي اوضح ان اسرائيل زرعت
اكثر من مليوني لغم وصل عدد ضحاياها الى
202 شهيدا و329 معاقا اكثرهم من الاطفال.
واشار المحافظ الى ان اسرائيل دفنت نفايات
نووية في 20 موقعا في الجولان منها 1500
برميل من المواد المشعة والسامة في بلدة
مجدل شمس وزرعت على خط وقف اطلاق النار
الغاما نووية تكتيكية ونترونية ومواد
مشعة.
وقال انه بعد تحليل التربة هناك اتضح
احتواؤها على كمية كبيرة من الاشعاعات
الذرية والرونفين الاشعاعي الذي تستخدمه
اسرائيل كمخصبات زراعية وهو ما يؤدي الى
تلوث المياه الجوفية.
يذكر ان لجنة التقصي تشكلت في العام 1968
بموجب قرار من الجمعية العامة للنظر في
اوضاع حقوق الانسان في الجولان السوري
المحتل وفي الضفة الغربية بما في ذلك
القدس الشرقية وفي قطاع غزة وفي العام
2010 تم تجديد ولايتها لعام آخر |