أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

19/07/2010

 

أم تروي قصة اغتصاب ابنتها ومحاولة قتلها

 

 

أوصى الرسول (ص) بسابع جار ، إلا إن (مروان . خ) ذو أربع وخمسين سنة، خان الجيرة والأمانة عندما اغتصب وحاول قتل ابنة جاره الطفلة البالغة من العمر ست سنوات أي بعمر أولاده، مستغلا صداقتها معهم أثناء لعبها أمام منزلهم.
وبحكم عمل الأم وتأمينها على خروج سارة للعب مع الأطفال حدث ما حدث دون أن تعلم ما يخبئ القدر لابنتها ، لأنها كانت مطمئنة أن البستان الذي تلعب به ابنتها لا يدخله غرباء والجميع يعرف بعضه، ولم تكن تعلم إن جارها أثناء غياب زوجته اعتدى على "سارة" وحاول قتلها.
القصة بأكملها روتها الأم "مريم" :
بكاء ليلا وألم في القدمين
لم تعد سارة الطفلة المتحدثة و النشيطة منذ حوالي شهر كما كانت، فلم تعد تخرج من المنزل وأصبحت أقل حركة ولا تتحدث كعادتها وتبكي ليلا وتقول لأمها " قدماي تؤلماني".
وتابعت الأم الحديث وهي تأخذ نفسا "بعد حوالي يومين من البكاء الليلي اختفت سارة لمدة ساعتين وبدأت البحث عنها فوجدتها ساقطة في البستان مغمى عليها وعلى وجهها آثار دم وشطبات زرقاء، وسألتها ماذا جرى قالت سقطت وأنا ألعب ولم أهتم للأمر ظنا مني إنها فعلا سقطت أثناء اللعب مع أولاد الجيران، فأخذتها إلى مشفى المجتهد لمداواتها".
واستغربت الأم من تصرفاتها راوية ما حدث "وبعد ثلاث أيام جاءت سارة إلى المنزل وهي مبللة سألتها لماذا مبللة قالت كنت العب مع عمر(ست سنوات) ومؤيد (ثمانية سنوات )(أولاد المعتدي)، إلا إن جارتي أكدت لي إنها لم تكن تلعب وإنما هي وقفت تحت الماء وكانت تبكي".
جارنا يمارس الرذالة
مرة أخرى, لم تعد سارة تخرج من المنزل وبدأت بإلحاح على والدتها للتحدث مع خالتها دون معرفة ما سبب الإلحاح الشديد، وبعد يوم قررت الأم الذهاب إلى منزل أهلها الكائن في الزاهرة لإرضاء رغبة سارة في التحدث مع خالتها ولا تعلم ما ينتظرها من الألم.
وروت الأم ما حدث في منزل أهلها " يوم ذهبنا إلى بيت أهلي كنت جالسة مع أختي فقالت لسارة أذهبي أريد التحدث مع أمك، فقالت لها سارة "وأنا أريد التحدث معك حديث خاص" فظنت أختي أنها تمزح كعادتها، وبعد قليل دخلت سارة إلى غرفة خالتها وقالت لها ..."هنا سكت الأم وهي تروي القصة والدموع تنهار منها.
وأكملت " قالت سارة إن جارنا يمارس الرذالة معي وبدأت بالصراخ والبكاء، وانفجرت بالتحدث بصوت عالي وتقول لا علاقة لي وحياة الله أنا لا علاقة لي هو الذي أدخلني للمنزل وشلحني ثوبي وطلب مني أن...... (كلام بذيء )، ولكني رفضت وبدأ بضربي، وقال إنه سيذبحني إن أخبرت أحد ووعدته ألا أخبر أحد ووضعت يدي على يده كوعد مني (وضع يده على يدها كأسلوب لإقناعها إنه وعد ولا يجب خذله منها)".
وتابعت الأم وهي تبكي "عندما سمعت الصراخ دخلت وسألت ما بها وسمعت وهي تحلف لا علاقة لي هو شلحني وطلب مني ذلك وقتها "انجلطت" وأسعفوني إلى المشفى".
قتلها ورماها في البستان
وتقول الام متابعة : " الله لا يوفقه عندما كنت بالمشفى طلبت سارة لأراها واطمئن عليها، كيف يأتي من قلبه أن يفعل ذلك مع طفلة".
وتابعت مشيرة إلى تعاون المخفر معهم "ذهب أخوتي إلى مخفر المزة لرفع دعوى, و طلبوا حضوري، وفعلا جاؤوا الى المشفى للتحدث معي وقال لي ضابط الشرطة "نحن في خدمتك ونريد أن نعرف القصة"، قلت له إني لا استطيع التحدث الآن لأني لست مستوعبة الأمر".
وقالت "بعد يوم خرجت من المشفى وذهبت إلى المخفر لاشتكي عليه ورفعت دعوى اغتصاب ومحاولة قتل، ورويت القصة لهم ولكن سارة في البداية رفضت التحدث وقالت هو قال لي إن أخبرتي أحد سأقتلك وبدأت بالبكاء".
وبينت إن الفضل إلى الضابط الذي أقنعها بالتحدث واختارت واحد من العناصر للتحدث معه وبقي ساعة روت فيها ما حدث معها.
وتبين أثناء حديث الضابط معها إنه أكثر من مرة متحرش بها وعند محاولته اغتصابها صرخت وقاومته، وعندها ضربها وحاول قتلها وظن إنها ماتت، ورمى بها في البستان لتظهر إنها سقطت بمفردها أثناء لعبها مع الأولاد.
وذكرت الأم ما حصل أثناء الفحص عند الطبيب الشرعي قائلة "لقد خافت من الطبيب ظنا إنه يريد أن يفعل مثل ما فعل مروان، ولم تقبل أن يفحصها وقالت له باكية "الله يوفقك لا أريد أن تقترب مني"، ولذلك طلب من الممرضات فحصها لتشعر بالراحة".
النصيحة أن تبقى بالسجن
وعن كيفية القبض عليه قالت "طلب رئيس المخفر إحضاره فورا وذهب زوجي إلى منزل أخوته ومعه العناصر وطلبوا منهم أن يخبروه بأنهم يريدونه بأمر ضروري وفعلا جاء وقبضوا عليه".
وعن ردة فعلها عندما رأته "عندما رأيته بالمخفر غضبت وهجمت عليه وضربته، لم استطع رؤيته الله لا يوفقه ماذا فعل بها إنها مجرد طفلة، حسبيا الله ونعم الوكيل عليه، وقلت له لن تخلص من بين يدي إلا ميت ولو حتى آخر نقطة بدمي، والنصيحة أن تبقى في السجن لأن إخوتي متحمسين للموضوع فهذا عرضهم وشرفهم".
واستغربت من سكوته كأنه بريء قائلة "عند استجوابه بقي ساكت ولم يتحدث أبدا، قلت له ماذا فعلت بطفلتي كيف استطعت ذلك، فنظر إلي ولم يتفوه بأي كلمة".
وعن موقف الأهل قالت "والدها لم يعد يعرف ماذا يفعل كانت صدمة بالنسبة له وبقي صامت، وإخوتي الشباب أصروا على قتله، ففي البداية لم يستوعبوا الأمر كيف شخص يعتدي على طفلة، حتى عمها عندما علم بالأمر قال لو كنت هنا لما تركته يصل إلى السجن إلا ميت".
وأضافت إن " القاضي أدخل المعتدي مروان وبعض من الأشخاص، وطلب من سارة أن تقول من هو من بين هؤلاء وفعلا أشارت عليه، وهو الآن في السجن بانتظار المحكمة للحكم عليه".
زوجة المعتدي: سارة تحلم وتتوهم
وأشارت الأم إن الجيران يأتون للتوسط عندها لإسقاط الدعوى من أجل أطفاله لديه طفلان، ولكن عندما تراه لا تستطيع ذلك، وإن زوجته طلبت منها إسقاط الدعوى وقالت لها "يمكن سارة تحلم ولا تعرف إن كانت حقيقة ؟!".
وعبرت الأم بغضب عن ما سمعته من زوجته مستغربة تبريرها "صدمت بهذا التبرير هذا حلم هل يعقل أنها لا تفرق بين الواقع والخيال، وهل لطفلة بريئة ممكن أن تحلم بهذا الأمر وتكذب، كيف سيخطر ببالها هكذا كذبة، وتقرير الطبيب الشرعي أيضا حلم ؟!".
وعند سؤالي لماذا تريدين إسقاط الدعوى أجابت لأن لديه أطفال بعمر ست وثمانية سنوات أشفق عليهم، وإذا أسقطته يبقى حق سارة عند المحكمة الجزائية يحكم عليه لمدة ست سنوات، ولكن كلما وافقت لا استطيع لتذكر ماذا فعل بها".
وعن رأيها بجارها وهل له أي سوابق أجابت مستغربة "لا هو ضخم ودوما يخرج بالثياب الداخلية ولا يعمل، وزوجته موظفة ولديه طفلين وابنتين متزوجين ولديه أحفاد وهو متزوج أربعة نساء، ولم يخطر ببالي أن يفعل ذلك حتى جميع الجيران مستغربين لأن ليس لديه مشاكل ولا أعرف عنه كثيرا".
خائفة من المستقبل
وعن حالة سارة حاليا وكيف تتصرف بعد الحادثة قالت الأم " أصبحت أكثر عنفا ولا تخرج كما كانت, وهي خائفة من أن لا يقبل بها ابن خالها للزواج مستقبلا لأننا دوما نقول لها إن "سارة لابن خالها"، وطلب الدكتور منا أن نفعل ما تريده هذه المدة حتى لا تتأثر وتفقد الثقة بنفسها، وأن تأتي بعد شهر، لمعالجتها نفسيا بشكل شهري".
أما مروان المعتدي الآن في السجن بانتظار جلسات المحكمة للبت في الحكم عليه وبعد حوالي شهر هناك جلسة حكم.
15 سنة مع الأشغال الشاقة
ومن الناحية القانونية أكد المحامي محمد باكير إن" للجرائم الأخلاقية عقوبات مشددة وجرائم الاغتصاب منها والتي هي ناجمة في أغلبها عن شذوذ جنسي أو عوامل اجتماعية وغالبا ما يكون مصدرها البيئات المغلقة".
مشيرا إن " النسبة الأعظم من جرائم الاغتصاب التي تقع تصل إلى المحاكم لا تكون هناك محاولات لإخفاء هذه الجرائم من قبل المتعرضين لها لأن المعتدى عليها تكون قد تعرضت لأذية جسدية ونفسية وبالتالي تحاول أن تأخذ حقها من الجاني ولأنها ليست مضطرة إخفاء الجريمة سترا للفضيحة كونها لم تكن صاحبة قرار ولم تفعل ذلك برضاها ".
وتابع باكير مشيرا إلى العقوبة المتخذة بحق مرتكبي جرائم الاغتصاب إن "عقوبة المغتصب كما وردت بالمادة 491 من قانون العقوبات على أن من جامع قاصرا لم تتم الخامس عشر من عمرها عوقب بالحبس لمدة 9 سنوات مع الأشغال الشاقة ولا تنقص العقوبة عن 15 سنه إذا كانت المجني عليها لم تتم ال12 من عمرها ".
و أخيرا فإن العقوبات وحدها لا تكفي لردع مرتكبي جرائم الاغتصاب بل يجب تفعيل دور الرقابة المجتمعية و توفير النشاطات التي تشغل طاقات الشباب كالموسيقى والفنون والمعلوماتية وغيرها وهذا ما تتحمل مسؤوليته الجهات المختصة الأخرى .
الاغتصاب سببه الخوف من مواجهة المرأة
وبينت الدكتورة النفسية عتاب هناوي سبب اغتصاب الأطفال بأنه " لا يوجد إنسان اسمه متحرش بالأطفال هناك فقط المغتصب لأن التحرش هو عمل اغتصاب غير مكتمل تعيقه بعض الظروف، والمغتصب إنسان ضعيف وخوفه من مواجهة المرأة و الحصول على الإشباع الجنسي السوي يؤدي به إلى استسهال الوصول للجنس عبر الأطفال و يصنف ضمن خانة الانحراف".

وتابعت " وقد نجد أشخاص يمكنهم الحصول على الإشباع السوي مع امرأة و مع ذلك يختارون الطفل موضوعًا لرغباتهم، والسبب إن هؤلاء الأشخاص تعرضوا في طفولتهم للتغرير فيبدو وكأنهم يعيدون الماضي"
قد يصبح المغتصب.. منحرفاً
وأكدت هناوي إنه "من المفروض أن يكتسب الطفل القيم الرادعة للجنس غير الحلال من الوالدين، وأول مشكلة يعانيها الطفل الذي يتعرض للاغتصاب هو غياب الرادع الأخلاقي، لذا سيلجأ فيما بعد إلى الجنس الممنوع".
وفسرت التأثير النفسي بالنسبة للسلوك العام للطفل المغتصب بأنه "يتغير داخل الأسرة، وغالبية الأهل لا يدركون هذه الآثار السلبية لسلوكه اليومي، خصوصًا إن الذين يستخدمون وسائل الابتزاز والهدايا والنقود، و أحيانا التهديد فيجد الطفل لذة مادية و جنسية وهذا ما يهيئه لأن يصبح منحرفًا أو مريضًا نفسيًا".
وأكدت أن "الطفل الذي تعرض للاغتصاب "بنتا كانت أم ولداً" يعاني من الخوف والنفور من الناس والعزلة والقلق وعدم الثقة بالآخرين وينشأ لديه إحساس بعدم الآمان والشك ويخضع لإحدى حالات الاكتئاب النفسي وهي الإحساس بعذاب الضمير حيث تضعف الذاكرة عند هؤلاء ويصابون باضطراب في الشخصية وقد يكرهون آباءهم وأمهاتهم".
وتابعت مبينة الحالة النفسية للطفل قائلة " سيشعر الطفل بأنه معتدى عليه، و بالتالي لا يستطيع منع هذا الاعتداء لأنه نابع من سلطة أقوى منه، هذه الازدواجية في الحب و الكره ستوصله إلى المرض النفسي، ومن ناحية ثانية يؤجج غريزة الطفل الجنسية و يعو�'ده على لذة مبكرة، و تجعله يشعر بالذنب لأنه يقبل اللذة المحرمة أو الممنوعة، و الشعور بالذنب يدخله في المرض النفسي، وقد يصبح المغتصبون فيما بعد منحرفين جنسيًا (لواطيين ) آو مرضى نفسيين عصابيين.( و هذا ينطبق على الأولاد المغتصبين من قبل الأهل أو الأقارب أو الغريب )".
وأشارت إن هناك فرق بين من يتعرض للاغتصاب مرة واحدة، ومن يتعرض له عدة مرات فالذي يتعرض لمرة واحدة فإنه ينسى بسرعة ولا آثار نفسية مستقبلية لديه.
وعن تصرفاته مع الأهل ومدى تأثرها قالت إن" الطفل الضحية يبدأ بعد الجريمة بعزل نفسه عن الأطفال ويتحاشى مشاركتهم اللعب، وبالطبع ينخفض مستواه الدراسي، وقد تحدث له عملية تبول لاإرادي وهذا ما يسمى بالطب النفسي بالنكوص أو العودة إلى مرحلة الطفولة المبكرة عندما كان عمره حوالي السنة، ليجتذب حب وانتباه الوالدين ويشعر بالحنان في أحضانهما، وكأنه يريد أن يطلق صرخة استغاثة أو نجدة لطلب المساعدة ، ويخاف من أي شخص غريب أو ضيف يدخل المنزل ويشعر بالفزع إذا احتضنه أو لاطفه بشكل عادي".
وطالبت هناوي أن تحمي الأسرة أطفالها من إمكانية التعرض للاعتداء بالتقرب من الطفل و الصراحة معه لأن الخوف قد يعرضه للتغرير، فيخفي الأمر عن الأهل خوفا منهم، مع ضرورة مراقبة سلوك الطفل، و يجب الحذر من علاقة الطفل مع الكبار غير الموثقين، و يبقى الطفل المغتصب بحاجة إلى علاج نفسي، ولو أصبح راشدا لأن الآثار السلبية لهذه العلاقات المبكرة هي مدمرة على الصعيد النفسي .
1300 جريمة اغتصاب
وحسب إحصائية عن معدل جرائم الاغتصاب بسوريا في عام 2008 هناك حوالي 1300 جريمة اغتصاب سجلت في العام الماضي و كانت نسبة أعمار 95% من الضحايا أقل من 18 سنة و سجلت الإحصائية نفسها نسبة 26 % من الجرائم ارتكبها أقارب الضحايا .
كما أن النسبة المئوية لأعمار الضحايا الأقل من 15 سنة 34.8% أما أعمار الضحايا ما بين 15-18 سنة بلغت 65.2% و عن صلة جانب الضحية فقد بلغ عدد القضايا التي يوجد صلة قرابة بينهما 26.1% في حين بلغت نسبة 73.9% للحالات التي لا يوجد صلة قرابة .
وعن مكان ارتكاب الجريمة فكانت النسبة المئوية لمنازل الضحايا تبلغ 50% أما المنزل الذي يخص المتهم فبلغت 31.25% في حين شكلت نسبة السيارة كمكان لجريمة الاغتصاب 12.5% .
ونسبة زواج الجاني من الضحية بلغت 8.7% في حين أن الحالات التي لم يتم زواج الجاني من الضحية لكونه محرما بلغت 21.7% أما الحالات لتي لم يتم زواج الجاني من الضحية فبلغت 69.6% .
و بنظرة واقعية إلى هذه الدراسات فإنه يجب أن يتنبه الناس إلى ضرورة أخذ الحيطة و الحذر و خصوصا إن أغلب حالات الاغتصاب تقع في الفئة العمرية غير الناضجة التي يمكن خداعها و خصوصا مع انخفاض مستوى الثقافة الجنسية في المجتمع حيث لا تتضمنها المناهج الدراسية ولا يغطيها الإعلام بالشكل المناسب و هنا يجب إدخال الثقافة الجنسية السليمة إلى عقول الفتيات و الذكور بشكل علمي و صحيح في سن مناسب

المصدر:شوكو ماكو- أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري