أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

18/08/2010

 

حصيلة متسول تصل في رمضان لوحده لنحو 450 ألف ليرة

 

 

من جديد تعود ظاهرة انتشار الأطفال على إشارات المرور والمفارق وأبواب المساجد،لكن الجديد في الأمر هو من أين يأتي الأطفال وخاصة إن أعمارهم لا تزيد في اغلب الأحوال عن العشر سنوات، وهي المدة التي لا يحاسب عليها القانون وهذا يدل على عملية منظمة ومدروسة لكيفية اختيار الأطفال ودفعهم للتسول حسب مهام موكلة إليهم، فمنهم متخصص بمسح بلور السيارات وآخر ببيع العلكة، ومنهم للتسول بشكل مباشر والهدف الحصول على مبالغ مالية يرضي بها الطفل أبيه أو أخيه أو زعيم عصابته أو مختطفه، ومما يزيد الظاهرة سوءاً هو عودة الطفل المتسول إلى التسول بعد اعتقاله بسبب قصر فترة الاعتقال وعدم اقتناع بعض القضاة باعتقال الأطفال بتهمة التسول، وخاصة أن فترة إعادة تأهيلهم تحتاج الى وقت.


ساعة الصفر


في الآونة الأخيرة تم القبض على إحدى العصابات التي تقوم بتشغيل الأطفال بالتسول لصالحها، وكان من اعترافات العصابة إنها تقوم في بداية الأمر بمراقبة الأطفال في الحدائق والطرقات، والذين قد يكونوا فروا من بطش آبائهم أو النزاعات الأسرية أو الهروب من المدارس والبحث عن فرص للعمل وينتهي بهم الأمر إلى الشوارع والحدائق.


وبعد ان يتم مراقبة الأطفال يقوم إحدى أفراد العصابة بإقناع الطفل بالعمل وهو التسول طبعاً، وفي حال لم يقتنع الطفل يتم اقتياده إلى منزل خاص بالأطفال ليتم السيطرة عليه عبر مواد وحبوب مخدرة، وحسب اعترافات احد الأطفال أنه أثناء الاعتقال تقوم العصابة بربط الطفل ووضعه في مكان منعزل حتى يتم إيقاعه في شرك الإدمان، أما الأمر الأخر وهو بعد قصة الإدمان والطاعة تعويد الطفل على مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة الجنس مع امرأة مخصصة لانحراف الأطفال المخطوفين مما يجعل الطفل يزداد تعلقه بالعصابة والعمل لصالحها. ومن الطرق الأخرى للإدمان الذي تحدث عنها الأطفال هي شم الشعلة (مادة لاصقة)والتي تجعل الطفل منتصباً لساعات طويلة عند أشارت المرور دون أن يشعر بالتعب وتقريباً فاقد الإحساس. أما الخبر السيئ فرار الشخص الذي يقوم بخطف الأطفال والذي خطف حوالي 50 طفل وقام باغتصاب اغلبهم.


حصيلة مالية


حصيلة ما يجنيه الطفل المتسول في نهاية اليوم مبلغاً يقارب ثلاثة آلاف ليرة، نصيب الطفل منه حوالي 200 ليرة سورية ومن بين الأطفال الذين تم اعتقالهم اعترف بأن حصيلته الشهرية من التسول في شهر رمضان تصل إلى 450 ألف ليرة سوري أي ما يعادل 10 آلاف دولار أمريكي. ولكن ينفق المتسولين مايقارب 80% على ملذاتهم الشخصية من سهر وشرب وتسلية بحسب تصريحاتهم.


حصيلة متسولين


يصل عدد المتسولين الذي يقبض عليهم يومياً بحسب رئيس جمعية شباب المستقبل خلدون داوود إلى حوالي 35، وهو معدل وسطي اذ يصل عدد المقبوض عليهم في رمضان إلى حوالي 95 متسول وأحياناً يصل الرقم إلى 200 متسول.ويصنف المتسولون لعدة فئات فئة تتوارث المهنة فمنذ أن يولد الطفل يتم التسول عليه، وعندما يصبح عمره حوالي 6 سنوات يصبح دوره التسول على شارات المرور وغيرها، وتعتمد هذه الفئة على النساء بشكل كبير في التسول وهم ليسوا بحاجة فعلية إلى المال ويملكون بيوت فارهة خارج دمشق وسيارتهم من احدث الموديلات ولكن عملهم هو التسول.

أما الفئة الثانية فهي الدراويش الذين يتسولون لأنهم بحاجة إلى مال وهم فئة منهم المريض وكبير السن و وهي نسبة قليلة في وسط المتسولين. وفيما يتعلق بالفئة الثالثة هي فئة منظمة يدخل في تنظيمها كما ذكرنا أعلاه عصابات شغلها الشاغل تجنيد الأطفال والمشردين وغيرهم من اجل التسول وهم فئة دخولهم الشهرية تقدر بمئات الألوف اذا لم يكن ملايين.

فيما كشف رئيس جمعية شباب المستقبل خلدون داوود والذي تعمل جمعيته على إعادة تأهيل المتسولين والمشردين في وقت سابق عن بعض العائلات التي تقوم بتأجير أطفالهم المشوهين أو المعاقين بأجر يومي لبعض المتسولين مقابل مبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى 3 آلاف ليرة باليوم.




رأي حكومي


وكان معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور عيسى ملدعون أشار إلى أن الوزارة تعمل على برنامج خاص بالتعاون مع UNDP لمنع التسول وأشكاله.ولم يخفي ملدعون حينها أن ظاهرة تسول الأطفال هي ظاهرة اجتماعية منظمة ومعقدة في سورية ولها و تشابكاتها، وأكد ملدعون لضرورة تطوير التشريعات لأن الإجراءات التي تتخذ بسيطة ولا تتناسب مع وجود تسول منظم، وأضاف ملدعون أنه قريباً ستظهر دراسة حول ما يمكن فعله بالتعاون مع الجهات المعنية.


ويطالب رئيس جمعية شباب المستقبل للحد من الظاهرة بتفعيل مواد القانون الخاصة بالتسول من المادة 596 إلى 604 من قانون العقوبات السوري وتطبيق أحكام قانون الأحداث. وأشار إلى أهمية دعم الجمعية لإعادة تأهيل مباني المشاغل المهنية لدار تشغيل المتسولين والمشردين، و إعادة تأهيل دار ابن رشد الواقعة في منطقة الكسوة جنوب دمشق.


كما أشار داوود إلى أن تعاون الجهات الرسمية ومنها محافظة دمشق وريفها ووزارة الصحة والتعليم والإعلام تساعد على الحد من ظاهرة التسول عبر الحملات الإعلامية وتأهيل الدار التي تبلغ مساحة أرضها 100 دونم

المصدر:سيرياستيبس - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري