تصطدم القوى الغربية والجامعة العربية
بتصلب موقف روسيا والصين إزاء تبني قرار
في مجلس الأمن، يدعم الخطة العربية لوقف
أعمال العنف في سورية، حيث استخدمت روسيا
حق النقض ضد أي مشروع تعتبره "غير مقبول"
حول سورية، مؤكدة أن على الأمم المتحدة أن
تستبعد التدخل العسكري. وأفاد مصدر حقوقي
(بحسب الفرنسية) بمقتل 59 شخصا في سورية
أمس، بينهم 15 عسكريا وستة منشقين خلال
اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة عنه،
كما قتل 38 مدنيا أغلبهم في ريف دمشق خلال
العمليات التي تشنها القوات السورية.
يأتي ذلك غداة دعوة الجامعة العربية الأمم
المتحدة إلى الخروج عن صمتها لوقف "آلة
القتل" للنظام السوري، إلا أن دمشق
وحليفها الروسي لا يبدوان مستعدين للخضوع
لضغوط الدول الغربية في مجلس الأمن. ورفض
فيتالي تشوركين المندوب الروسي في الأمم
المتحدة، مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب
الرئيس السوري بالتنحي معتبرا أنه ليس على
الأمم المتحدة التدخل في نزاع "داخلي".
وقال في تصريح آخر، إن روسيا ستستخدم
الفيتو ضد أي مشروع قرار حول سورية تعتبره
"غير مقبول"، كما أفادت وكالات الأنباء
الروسية.
وأضاف تشوركين "إذا كان النص غير مقبول،
فسنصوت ضده".
ونقلت وكالة إنترفاكس عن نائب وزير
الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله أمس،
"نبذل حاليا جهودا للتوصل إلى نص مقبول من
الجميع يسهم في إيجاد تسوية سياسية في
سورية. لذلك لن يكون هناك أي تصويت في
الأيام القادمة". وأضاف "يواصل الخبراء
مناقشة مشروعي القرار: الروسي والمغربي".
وأوضح غاتيلوف "المشروع المغربي ليس
مقبولا بالنسبة لنا؛ لأنه ما زال يتضمن
بنودا تنص على توقيع عقوبات على سورية
وأخرى يمكن تفسيرها على أنها تجيز اللجوء
إلى القوة".
من جهته، اعتبر ألان جوبيه وزير الخارجية
الفرنسي أمس، أنه لاحظ أن موقف روسيا "كان
أقل سلبية" خلال الاجتماع الذي عقد
الثلاثاء في مجلس الأمن الدولي حول سورية،
وقدر عدد قتلى أعمال القمع بستة آلاف منذ
اندلاع الأزمة في سورية.
وقال جوبيه أمام النواب الفرنسيين "للمرة
الأولى موقف روسيا ومجموعة بريكس (الصين
والهند وجنوب إفريقيا خصوصا) كان أقل
سلبية" ملمحا إلى وجود أمل في تبني مشروع
قرار يدعم خطة الجامعة العربية للخروج من
الأزمة.
وكثفت القوات السورية عملياتها في الأيام
الأخيرة، مستفيدة من الدعم الروسي
واستمرار الانقسامات في مجلس الأمن الدولي
بشأن قرار ضد النظام الروسي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان
تلقت فرانس برس نسخة منه "ارتفع عدد الذين
قتلوا خلال العمليات العسكرية في وادي
بردى (ريف دمشق) اليوم إلى 21 شخصا بينهم
سيدة".
وكان المرصد قد أفاد في بيان سابق أمس، عن
اشتباكات دارت بين القوات النظامية
ومجموعات منشقة في وادي بردى قتل فيها ستة
من المنشقين، مشيراً إلى أنه "إثر
الاشتباكات انشق نحو 30 عسكريا مع مدرعة".
وأضاف البيان أن "الرشاشات الثقيلة تستخدم
في قصف عين الفيجة ودير قانون" في المنطقة
نفسها.
كما "استشهد شاب في بلدة معضمية الشام
برصاص قوات الأمن التي اقتحمت البلدة
واستشهدت طفلة في بلدة عربين إثر إطلاق
نار من قبل القوات السورية، واستشهد آخر
في بلدة عين ترما خلال مداهمات" في ريف
دمشق، بحسب المرصد.
وفي حمص، معقل الحركة الاحتجاجية ضد
النظام السوري، أضاف المرصد في بيان منفصل
عن "مقتل ما لا يقل عن 15 من القوات
النظامية السورية خلال اشتباكات جرت بين
الجيش ومجموعة منشقة عنه".
وأضاف المرصد أن "ثمانية مواطنين على
الأقل قتلوا خلال إطلاق رصاص من القوات
السورية في عدة أحياء بمدينة حمص".
وفي ريف درعا، مهد الحركة الاحتجاجية (جنوب)
أوضح المرصد "أن خمسة مواطنين استشهدوا
خلال العمليات العسكرية في قرية الغارية
الشرقية". |