قال رئيس
مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان
فرنسوا رو إنه "إذا كان من ميزات المحكمة
الخاصة بلبنان أنها أنشأت مكتباً للدفاع
معترفاً به كجهاز مستقل، أسوة بالأجهزة
الأخرى القائمة عادة في كل محكمة دولية
ذات طابع جنائي، فإن من الجديد الذي أتت
به المحكمة على صعيد الإجراءات، والذي
سيكون له من دون شك الأثر الأكيد في تطور
العدالة الدولية، هو المحاكمات الغيابية"،
موضحاً "أن المتهم، الذي يرفض المثول أمام
المحكمة، أو لم تسلمه اليها الدولة
المعنية في مهلة معقولة، أو توارى عن
الأنظار، أو تعذر العثور عليه، وشرط أن
تكون كل الإجراءات الضرورية لضمان حضوره
المحاكمة قد تمت أصولاً، يحاكم غيابياً".
وأشار رو، في خلوة نظمها مكتب الدفاع في
المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بالتعاون
مع نقابة المحامين في بيروت، عن "دور
الدفاع في المحاكمات الغيابية وطرق مثول
المتهم أمام المحكمة، الى أن "هذه
المحاكمة الغيابية تختلف عن تلك التي تجرى
من دون حضور المتهم بالذات، ولكن يجوز له
في اطارها، ضمن ظروف محددة، عدم حضور
الجلسات شخصياً إذا أعطى تعليماته الى
محاميه بحضورها، حينئذ يكون ممثلاً ويعتبر
الحكم وجاهياً في حقه. ومن الأساسي
الملاحظة ان رئيس مكتب الدفاع يقوم بصورة
تلقائية، في المحاكمة الغيابية، بتعيين
محام مهمته الحفاظ على حقوق المتهم بالرغم
من انه لا يتوافر له إمكان الحصول على ثمة
تعليمات من هذا المتهم". وأضاف رو "وهنا،
يكمن التحدي الكبير والصعوبة العظمى، اذ
ان المتهم، في هذه الحالة، لا يعطي
تعليمات، ومع ذلك يجب المحافظة على حقوقه،
علماً انه يمكن حضوره بعد انتهاء المحاكمة
الغيابية والمطالبة، من ضمن ما اقر له من
حقوق في هذه الحال بموجب المادة 109 من
قواعد الاجراءات والاثبات، بأن يحاكم من
جديد".
رو لفت إلى "ان مهمة المحامي المعيّن
تلقائياً لن تكون سهلة والاضطلاع بها
يتطلب كفاءات على مستوى عال جداً،
وبالفعل، وعلاوة على ممارسة متينة وخبرة
متمكنة، فإن في القدرة على التحكم بصعوبات
دفاع ماهر، فاعل وفعلي، مقترنة بضمير مهني
صامد، تكمن الميزات الأساسية لتأدية هذه
المهمة بكرامة وشرف"، وقال: "لقد أردنا
تنظيم هذه الندوة بهدف التعريف بهذا
الاجراء الجديد والاحاطة بخصوصيته، لا
سيما لجهة دور المحامي، نطاقه وأثره".
وأمل في ان "يفضي النقاش الى تزويد
المحكمة الخاصة بلبنان اقتراحات بناءة من
الدفاع تتناول موضوعاً جديداً بالنسبة الى
الجميع". وتوجه الى المحامين الحاضرين:
بالقول: "انتم تدركون ان مكتبي لا يأتي
بمعرفة علمية أكاديمية حول الموضوع الذي
يهمنا، بل على العكس، ينتظر منكم أنتم
المحامين الممارسين، أفكاراً، أسئلة
واقتراحات ستمكننا، في ما بعد، من أن نرسخ
بشكل أفضل دور الدفاع في هذه الاجراءات
الجديدة". |