قال رئيس الحكومة التركية رجب
طيّب اردوغان إن أبواب بلاده مفتوحة أمام
داعمي الرئيس السوري بشار الأسد كما أمام
معارضيه.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن
اردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية أمس
الأربعاء إن المعارضة السورية عقدت
اجتماعاً في انطاليا، ولم يسأله الاسد عن
سبب هذا الاجتماع في تركيا، مضيفاً "وإن
سألني فإن جوابي واضح. إن أبوابنا ستكون
مفتوحة إن أراد داعموه (الأسد) الاجتماع
أيضاً في تركيا".
وقد نظمت المعارضة السورية امس مؤتمراً في
انطاليا تحت عنوان "مؤتمر التغيير في
سوريا" ودعت لإسقاط نظام الأسد ومحاكمة
الرئيس في لاهاي.
وقال اردوغان إنه اتصل بالأسد قبل يومين
واقترح عليه وجوب اتخاذ خطوة جريئة وإطلاق
سراح السجناء السياسيين.
وأضاف اردوغان أنه "بعد يومين أعلن (الأسد)
عفواً عاماً. ولم يطلق سراح السجناء بعد
لكنني سأتصل بالأسد لأعبر له عن شكري".
من جهة أخرى كان اتهم اردوغان زعماء
المعارضة بالتحريض على اشتباكات في تركيا
قبل الانتخابات التي ستجري في 12 يونيو/
حزيران والمتوقع أن يفوز فيها حزب العدالة
والتنمية الذي يتزعمه بأغلبية مريحة.
واشتبكت الشرطة مع محتجين معارضين للحكومة
واعتقلت مجموعة من القوميين المتطرفين
الذي يشتبه بأنهم يحرضون على العنف في
مؤتمر لليمين المتطرف في مدينة دياربكر في
جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية
الأسبوع الماضي.
وقال اردوغان في اسطنبول قبل أن يتوجه إلى
دياربكر لحضور مؤتمر لحزبه هناك "هذه
استفزازات صريحة لاستدراج حزب العدالة
والتنمية في فخ العنف" وتعهد بألا يسقط في
هذه المصيدة.
وتابع قائلا "الغضب ولغة الكراهية وإهانات
(زعماء المعارضة) مهدت الأرض للأسف لهذه
الحوادث." وقال مسؤولو أمن إن مجهولا ألقى
"قنبلة صوت" على نقطة مراقبة للشرطة في
دياربكر في منطقة المؤتمر قبل وصول
اردوغان. وأضافوا ان القنبلة أحدثت ذعرا
لكن لم تقع أضرار أو إصابات.
وأظهرت استطلاعات للرأي نشرت الأربعاء أن
حزب العدالة والتنمية سيحصل على نحو 50 في
المئة من الأصوات في الانتخابات.
واتسمت الحملة الانتخابية بالعنف وبسلسلة
من الهجمات التي شنها متشددون مرتبطون
بالانفصاليين الأكراد وبفضيحة جنسية على
شريط فيديو هزت حزب الحركة القومية
اليميني المتطرف ثالث أكبر حزب في تركيا.
ورد دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية
غاضبا على احتجاز نشطاء في الحزب وانحى
باللوم على اردوغان وحكومته.
وقالت صحيفة صباح اليومية إن الشرطة
احتجزت 18 قوميا متطرفا في اسطنبول وازمير
بعد تسجيل محادثات مشتبه فيها تشير إلى
أنهم خططوا لإثارة اشتباكات في مؤتمر لحزب
الحركة القومية في ديار بكر في السادس من
يونيو حزيران.
وجرى إرسال تعزيزات من الشرطة لزيادة
إجراءات الأمن قبل مؤتمر ادروغان في
دياربكر التي تقع في قلب منطقة تشهد تمردا
للانفصاليين الأكراد منذ 27 عاما سقط فيه
أكثر من 40 ألف قتيل. وصادرت الشرطة 37
قنبلة حارقة يستخدمها الشبان الأكراد عادة
في الاحتجاجات.
وفي اليوم السابق استخدمت شرطة مكافحة
الشغب مدفع مياه وقنابل الغاز المسيل
للدموع في اشتباكات مع محتجين يرشقونها
بالحجارة في بلدة على البحر الأسود حيث
كان اردوغان يقوم بجولة انتخابية.
وقالت وسائل إعلام إن حارسا شخصيا
لاردوغان أصيب عندما سقط من حافلة إثر
اصابته بحجر على ما يبدو. وتوفي رجل آخر
بأزمة قلبية.
وفي الأسبوع الماضي انفجرت قنبلة وضعت على
دراجة كهربائية وأصابت سبعة أشخاص في
اسطنبول. وفي وقت سابق في مايو أيار
الماضي نصب متشددون أكراد كمينا لحافلة في
حملة حزب العدالة والتنمية في إقليم
كاستامونو الشمالي وقتلوا شرطيا. وحزب
الحركة القومية معارض بشدة لجهود الحكومة
لحل المشكلة الكردية التي يرى أنها تمثل
تهديدا للوحدة الوطنية.
وكان اردوغان طرح في عام 2009 مبادرة لمنح
الأكراد مزيدا من الحقوق الثقافية بما في
ذلك إنشاء قناة تلفزيونية باللغة الكردية
والتدريس باللغة الكردية في الجامعة.
وتطالب الأحزاب الكردية بإصلاح سياسي
وبالحكم الذاتي. وأعلن اردوغان قبل وصوله
إلى دياربكر عن مشروعات لإنشاء مطار جديد
وطريق واستاد لكرة القدم.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الفضيحة
الجنسية التي أجبرت عشرة من زعماء حزب
الحركة القومية على الاستقالة لم تؤثر على
التأييد للحزب الذي ظل يتراوح بين 12 و13
بالمئة أي أكثر من نسبة عشرة بالمئة التي
يتعين على الأحزاب اجتيازها لدخول
البرلمان |