‮بعد «قطيعة» طويلة مع دمشق كان خلالها من مناهضي الوجود السوري في لبنان أحد رموز «ثورة الأرز»، قام النائب السابق مصباح الأحدب بزيارة «سريعة» للعاصمة السورية التقى خلالها عدداً من المسؤولين.
وجاءت هذه الزيارة، التي حرص الأحدب على ألا تتم «في السرّ» اذ توقّف عند الحدود وختم جواز سفره، بعد سلسلة «إشارات» أعطاها النائب السابق الذي كان تم استبعاده من التحالف بين «تيار المستقبل» وأبرز الأفرقاء في طرابلس ابان الانتخابات النيابية الأخيرة، وكان آخرها مشاركته في الغداء التكريمي الذي اقيم على شرف السفير السوري علي عبدالكريم علي في عاصمة الشمال.
وفيما رفض الاحدب الإفصاح عن هوية المسؤولين السوريين الذين التقاهم، أكد أنه مرّ خلال زيارته لدمشق عبر الأمن العام وليس عبر الخط العسكري، مؤكداً «أن لا عودة للوصاية وايضاً لا للعداء وللجفاء مع سورية». من ناحيته، انتقد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، «تيار المستقبل» على خلفية مقاطعته الغداء التكريمي الذي اقيم في طرابلس قبل اسبوع على شرف السفير السوري لافتاً الى انه عندما بادر الى تكريم سفير سورية في المختارة قبل نحو اسبوعين، وجه الدعوة الى اطراف مختلفة، ومنها «المستقبل» الذي لبى تلك الدعوة وتمثل بوزير التربية حسن منيمنة، سائلاً «فلماذا قاطعوا في طرابلس»؟ معتبراً «ان ما حصل مزعج وما كان يجب ان يحصل، خصوصاً انه لا ينسجم مع انفتاح الرئيس سعد الحريري على دمشق وقد زارها ثلاث مرات، وقد يزورها ايضاً وايضاً، فما معنى هذه المقاطعة، وما معنى هذا الاستفزاز، كان الامر يتطلّب الحد الادنى من اللياقة».
وأفادت تقارير في بيروت ان القوات السورية أخلتْ موْقعها الذي كانت تتمرْكز فيه في منطقة «باب السهل الغربي» الحدودي في قرية دير العشاير في قضاء راشيا (البقاع) والذي تقدّر مساحته بـ 8000 دونم. وكانت كتيبة عسكرية تتمركز في وادي السهل الذي يقع عند مدخل البلدة على بعد كيلومتر عن الطريق العام الذي يربط بلدة دير العشاير بقرى منطقة راشيا. وأشارت التقارير الصحافية الى ان القوات السورية أبقت على نقطتيْ مراقبة في المكان عبارة عن خيمتين وبعض العناصر قرب البئرين الارتوازيتين اللتين تم حفرهما العام الماضي في المنطقة، وبعض النقاط بالقرب من التمديدات المائية شرقي وغربي الدير.