اصطدم
مدير إحدى الدوائر الحكومية المهمة بعدم
قدرته على نقل موظف من دائرته بعد وجود
تقرير تفتيشي بحق هذا الموظف فيه الكثير
من الرشاوى والمخالفات.
والمفاجأة أن هذا الموظف المدعوم أقام
الدنيا على مديره ولم يقعدها حتى امتثل
الأخير للأمر الواقع بعد تدخلات من أعلى
المسؤولين في المحافظة وخارجها للعفو
والصفح عنه!
وحاول مدير دائرة مهمة أيضاً، (وفور معرفة
الخلل في أحد الأمكنة المهمة في دائرته
عندما استلم مهامه بدلاً من مدير مستقيل)
نقل موظفة اعتبرها غير كفؤة بالمكان
الحساس الذي تشغله، وكان أن فتحت عليه نار
جهنم بالطول والعرض وامتثل للأمر الواقع
وأعادها إلى مكانها الطبيعي كما طلب
الأوصياء ذلك.
وعلى مدى سنوات طويلة ظل عدد من أهالي
إحدى مدن المحافظة ونواحيها يطالبون بنقل
موظف في موقع حساس، وعلى تماس مباشر معهم
لا لأنه يخالف القانون أو يسيء استعمال
سلطته بل بسبب عدم احترامه وتقديره لأي
مراجع مهما كانت صفته؟. واستمر حال هؤلاء
برفع العرائض والشكاوى بكل الاتجاهات
المتاحة أمامهم بغير طائل، وتبين بعد تلك
الرحلات الطويلة أن هذا الموظف لا يمكن
المساس بمنصبه من أي جهة.
وفي كل مناسبة يطمح القائمون على الشأن
العام للتذكير بالمهمة التي وجدوا من
أجلها والمتمثلة في محاربة الفساد أينما
كان، مؤكدين أن للفساد أوجهاً أخرى غير
الفساد المادي، ولا يمكن السماح لأحد
بتجاوز القانون.
وحتى اللحظة لم يستطع أحد إقناع الناس بأن
هذه المهمة الجليلة تلقى التنفيذ على
الأرض، وما زال هؤلاء يملؤون الدوائر
والمؤسسات والأمكنة العامة، وما زلنا نسمع
السيمفونيات العذبة عن مآثرهم؟ |