قال وزير الخارجية الفرنسي ألان
جوبيه، إن فرنسا ستطور اتصالاتهــــا مع
المعارضة السورية وستواصل الضـــــغط من
أجل استصدار قرار من مجلـــس الامن
يـــــندد باستخدام العنف ضد المدنيين
ويفرض عقـــــوبات على النظام السوري،
واعتـــبر ما يطـــلق عليه «الربيع
الــــعربي» فرصة تاريخية لتسوية
الـــنزاع العربي الاسرائيلي، وأمل في أن
يكون «استحــــقاق أيلول» مناسبة لإعادة
فتح المفاوضات بدلاً من المجازفة بخوض
مواجهة ديبلوماسية عقيمة وخطيرة.
وجاءت تصريحات جوبيه في خطاب له أمس في
باريس أمام مؤتمر سنوي لسفراء فرنسا، حدد
فيه المبادئ التي تستند اليها سياسة فرنسا
في ظل التحولات التي يشهدها العالم العربي
وتقضي بمواكبة الديموقراطيات الناشئة في
المنطقة ودعمها.
وأكد جوبيه مجدداً، ان النظام السوري فقد
كامل شرعيته، لأنه رفض طريق الحوار
والإصلاح، وشدد على مواصلة الجهود
الفرنسية التي أدت الى إدانة الأسرة
الدولية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم
المتحدة الأوضاع في سورية، وقال إن بلاده
«لن توفر أي جهد للتوصل إلى إنهاء القمع
في سورية وبدء حوار ديموقراطي».
وأكد عزم بلاده المضي بلا هوادة في إدانة
المجازر ورفض قانون الصمت، لأنه لا يمكن
القبول بنظام يعتقل ويعذب حتى الأطفال.
وأضاف: «هدفنا هو الحصول على قرار من مجلس
الامن يندد بالقمع ويضع نظاماً للعقوبات،
مشيراً الى الصعوبات التي يواجهها هذا
المسعى ورفضه الاستسلام امامها.
من جهة أخرى، أكد جوبيه ان فرنسا تريد «تطوير»
اتصالاتها مع المعارضة السورية لأن الشعب
السوري ايضاً يستحق الحرية والديموقراطية.
وفي موضوع الصراع العربي الاسرائيلي، رأى
جوبيه انه ما من سلام ممكن في الشرق
الأوسط من دون يكون عادلاً، واعتبر ما
يطلق عليه «الربيع العربي» فرصة تاريخية
لتسوية النزاع العربي الاسرائيلي، لافتاً
الى ان الجمود غير مقبول ولا يمكن ان
يستمر لأنه يهدد بانفجار العنف.
وعشية انعقاد الجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويـــــورك في 20 الشهر
الجاري، التي سيدعى اعضاؤها الى تحديد
موقف من إعلان الدولة الفلسطينية،
أمــــــل في أن يكون هذا الاستحقاق
مناسبة لإعادة فتح المفاوضات بدلاً من
المجازفة بخوض مواجهة ديبلوماسية عقيمة
وخطيرة.
ودعا جوبيه النظام الايراني إلى «احترام
تطلعات شعبه الذي يطمح أيضاً الى الحرية
والديموقراطية والتجاوب مع المطالب
المتكررة للأسرة الدولية بشأن برنامجه
النووي الذي ينطوي على أبعاد عسكرية واضحة
ويشكل تهديداً غير مقبول على صعيد الأمن
الإقليمي وسلامتنا».
واستعرض جوبيه الخطوات التي اعتمدتها
فرنسا لإصدار مجلس الأمن القرار 1973،
الذي أدى إلى تجنب مجزرة في بنغازي،
والجهود المتضافرة في اوروبا والخليج،
وفتحت امام الليبيين درب المستقبل
الديموقراطي.
وشدد جوبيه، الذي تحدث غداة المؤتمر
الدولي لمساندة ليبيا، الذي عقد في باريس
بحضور ممثلين عن حوالى 60 دولة ومنظمة
دولية، على ضرورة مساعدة تونس ومصر
والمغرب والأردن على إنجاح العمليات
الانتقالية فيها من دون فرض أي شيء عليها،
محذِّرا من أنه ليس هناك ما هو أسوأ من
خيبة امل الشعوب، وخصوصاً الشباب.
ولفت الى ان ما يجري في العالم العربي
يؤثر مباشرة على فرنسا وأوروبا، داعياً
الى إنشاء علاقات مع الأطراف الفاعلة في
المجتمعات المدنية لهذه الدول، وخصوصاً
الشباب وأصحاب المبادرات والوجوه الصاعدة
في المجال الثقافي.
وأضاف ان فرنسا تلعب اليوم دوراً رائداً
على صعيد دعم العملية الانتقالية، خصوصاً
في مصر وتونس، اللتين اعتمدتا بشجاعة درب
الديموقراطية، مبدياً أسفه لعنف الأنظمة،
التي اختارت الهروب الى الأمام واعتماد
القمع حيال تطلعات شعوبها، كما حصل في
ليبيا. |