أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سورية
«لن ترضخ» لأية ضغوط دولية متزايدة في شأن
الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد،
مؤكداً استعداده «الكامل» للقتال والموت
من أجل سورية إذا اضطر لمواجهة تدخل أجنبي.
وتابع «هذا أمر لا داعي لقوله ولا جدال
فيه».
وأوضح الأسد في مقابلة نشرتها صحيفة «صنداي
تايمز» البريطانية أمس أنه يشعر بالحزن
على كل قطرة دم أهرقت في بلاده، لكن على
نظامه أن يفرض احترام القانون في مواجهة
العصابات المسلحة وفق ما قال للصحيفة.
وتابع أن «النزاع سيستمر والضغوط لإركاع
سورية ستستمر»، غير أنه تابع «أؤكد لكم أن
سورية لن تركع وستواصل مقاومة الضغوط التي
تتعرض لها». وشدد الرئيس السوري «أنا هنا
لأخدم بلدي وليس العكس»، مؤكداً أنه «إذا
كان الرئيس يشكل عامل توحيد للبلاد فيجب
أن يبقى وإذا كان عامل انقسام فيجب أن
يرحل». وتابع «إذا كان علي أن أقاتل
فسأفعل ذلك من أجل سورية وشعب سورية».
وزاد أنه «عادي بطبيعة الحال»، مشدداً على
أنه «لا يتعامل مع الأزمات بانفعال».
واتهم الرئيس السوري الجامعة العربية
بالسعي لإيجاد ذريعة لتدخل عسكري غربي،
مكرراً أن هذا الأمر سيحدث «زلزالاً» في
المنطقة. وقال إن «تدخلاً عسكرياً سيزعزع
استقرار المنطقة برمتها وسيطال كل الدول».
وتابع «إذا كانوا منطقيين وعقلانيين
وواقعيين، فعليهم ألا يقوموا بهذا العمل
بسبب الانعكاسات الكارثية» التي ستنجم عنه.
وجاءت تصريحات الأسد مع انتهاء مهلة
حددتها الجامعة العربية للنظام السوري
ليوقف أعمال العنف في ظل تزايد التحذيرات
الدولية من اندلاع «حرب أهلية» في سورية.
وقال الأسد إن هذه المهلة تهدف إلى «إظهار
أن ثمة مشكلة بين العرب» وإلى «توفير
ذريعة للدول الغربية للقيام بتدخل عسكري
ضد سورية».
ورداً على سؤال عما إذا كانت قوات الأمن
أفرطت في قسوتها، تحدث الأسد عن وقوع
أخطاء لكنها حالات فردية ولا تندرج في
إطار الدولة. وقال «نحن كدولة ليست لدينا
سياسة وحشية مع المواطن». وأتابع أن «الأمر
المهم هو البحث عن المخطئين وتحميلهم
مسؤولية أعمالهم». وأضاف أن قوى المعارضة
بالغت في عدد الضحايا، مشيراً إلى أنه 619
قتيلاً وليس 3500 كما تقول الأمم المتحدة.
ورأى أن القرار الذي اتخذته الجامعة
العربية الأسبوع الماضي بتعليق عضوية
سورية «غير مناسب».
وأكد الرئيس السوري في المقابلة التي
أجريت في «قصر تشرين» في دمشق أن الحل
لوقف أعمال العنف التي أودت بحياة أشخاص
كثر منذ منتصف آذار (مارس) ليس سحب الجيش.
وقال إن «الحل الوحيد يكمن في البحث عن
المسلحين وملاحقة العصابات المسلحة».
وزاد «عندما أرى أبناء بلدي ينزفون أشعر
مثل أي سوري آخر بالألم والحزن»، مؤكداً
أن «كل قطرة دم تمسني شخصياً».
وتابع الأسد لكن دوري كرئيس يكمن في العمل
وليس في الخطابات أو الحزن. دوري التفكير
في القرارات التي علي اتخاذها لتفادي مزيد
من إراقة الدم».
وقال إن هناك ثلاث مجموعات، الأولى من
الضحايا المحتجين الذين يقتلون في تبادل
إطلاق النار بين قوات الأمن والمسلحين
والثانية ضحايا عمليات القتل الطائفية
والثالثة هم مؤيدوه الذين يقتلون بسبب
دعمهم الحكومة. وأشار إلى سقوط 800 قتيل
من قوات الأمن أيضاً. وأضاف أن «أي إنسان
لا يمكنه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء
لكن يمكنه التحرك بحكمة في هذا الوضع».
وتابع أنه ستُنظَّم انتخابات في شباط (فبراير)
أو آذار (مارس)، مؤكداً أنه سيكون هناك
برلمان جديد وحكومة جديدة ودستور جديد «سيحدد
أسس انتخاب رئيس»، مؤكداً انه مستعد لترك
منصبه إذا هزم في الانتخابات. وتعهد الأسد
أيضاً بمنع وقوع هجمات أخرى من قبل الجيش
السوري الحر الذي قالت مصادر المعارضة إنه
قتل أو أصاب ما لا يقل عن 20 من قوات
الأمن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات
الجوية قرب دمشق قبل يومين.
وقال الأسد للصحيفة إن «الوسيلة الوحيدة
هي البحث عن المسلحين وتعقب العصابات
المسلحة ومنع دخول الأسلحة من الدول
المجاورة ومنع التخريب وفرض تطبيق القانون
والنظام». |