قال سكان ان حشودا أشعلت النار في مقر
لحزب البعث الحاكم بمدينة درعا السورية
يوم الاحد في وقت هزت فيه موجة الاضطرابات
في العالم العربي واحدة من أكثر دوله
استبدادا.
كما أضرم المتظاهرون النار في مجمع
المحاكم الرئيسي وفرعين تابعين لشركتي
هواتف. ويملك رامي مخلوف وهو ابن خال
الرئيس السوري بشار الاسد احدى هاتين
الشركتين وهي سيرياتل.
وقال ناشط "لقد أحرقوا رموز القمع والفساد"
مضيفا أن "البنوك القريبة لم تمس."
واحتشد الالاف في المدينة الواقعة جنوب
البلاد للمطالبة بانهاء حالة الطواريء
المستمرة في البلاد منذ 48 عاما في ثالث
يوم من الاحتجاجات التي باتت تمثل أكبر
تحد يواجه الحزب الحاكم بسوريا منذ أن
أمسك بزمام السلطة قبل حوالي نصف قرن.
وفي الوقت الذي وصل فيه وفد حكومي الى
درعا للتعزية في القتلى الذين سقطوا هناك
قال متظاهرون انهم يرفضون قانون الطواريء
وانهم يتطلعون للحرية.
واطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع
على المحتجين. وقال سكان ان ما لا يقل عن
40 شخصا نقلوا للعلاج في المسجد العمري
الرئيسي بالمدينة القديمة بعد استنشاق
الغاز.
وقال أحد المقيمين ان المسجد أصبح الان
مستشفى ميدانيا وان قوات الامن تعرف الان
أنها لا تستطيع دخول المدينة القديمة دون
اراقة المزيد من الدماء.
وتحكم سوريا في ظل قانون الطواريء منذ أن
تولي حزب البعث -الذي يقوده الان الرئيس
بشار الاسد- السلطة في انقلاب عام 1963
وحظر كل المعارضة.
ويخضع مخلوف لعقوبات امريكية محددة لما
تعتبره واشنطن فسادا عاما واستهدفته
هتافات المحتجين الذين وصفوه بأنه لص.
ويمتلك مخلوف عدة مشاريع كبيرة.
وفتحت قوات الامن النار يوم الجمعة على
مدنيين شاركوا في مظاهرة سلمية في درعا
مطالبين بالحريات السياسية وانهاء الفساد
والافراج عن 15 من التلاميذ الذين اعتقلوا
لكتابتهم شعارات احتجاج على الاسوار. وقتل
أربعة أشخاص أثناء الاحتجاجات.
وقال بيان رسمي ان "متسللين" يزعمون أنهم
ضباط كبار يزورون مراكز الامن ويطلبون من
قوات الامن اطلاق النار على أي تجمع مشبوه.
وأضاف البيان أنه يتعين على المواطنين
الابلاغ عن أي شخص يشتبه في محاولته خداع
الاجهزة الامنية لاستخدام العنف والذخيرة
الحية ضد أي تجمع مشبوه.
وسعت الحكومة لتهدئة الاستياء الشعبي في
درعا بوعدها الافراج فورا عن التلاميذ
الذين كتبوا شعارات احتجاج على الاسوار
مستلهمة من انتفاضتي تونس ومصر.
وكان البيان مثالا نادرا لاستجابة الحزب
الحاكم السوري للضغوط الشعبية.
وقال نشطاء انه تم الافراج عن عشرات
الاشخاص الذين اعتقلوا يوم الجمعة لكن
عشرات مازلوا في السجون.
ودعا الاف المشيعين يوم السبت الى "ثورة"
خلال جنازة اثنين من المحتجين. والتقى
مسؤولون لاحقا بشخصيات بارزة في درعا
وقدمت هذه الشخصيات قائمة من المطالب.
وشملت المطالب الافراج عن السجناء
السياسيين وتفكيك مقر الشرطة السرية في
درعا وعزل المحافظ واجراء محاكمة علنية
للمسؤولين عن القتل والغاء اللوائح التي
تتطلب الحصول على تصريح من الشرطة السرية
لبيع أو شراء ممتلكات.
ومثلت احتجاجات غير عنيفة تحديا لسلطة حزب
البعث الشهر الحالي. واجتذبت أكبر
الاحتجاجات في درعا الاف الاشخاص
وطالب احتجاج صامت في دمشق من جانب 150
شخصا في الاسبوع الماضي بالافراج عن الاف
السجناء السياسيين. وقال محام ان ناشطة
على الاقل من درعا هي ديانا الجوابرة
شاركت في الاحتجاج. واعتقلت بتهمة اضعاف
الروح الوطنية مع 32 محتجا اخرين.
وكانت الجوابرة التي تنتمي الى عائلة
بارزة تشارك في حملة للافراج عن التلاميذ
الخمسة عشر في مدينتها درعا. واعتقلت
ناشطة أخرى من درعا هي الطبيبة عائشة ابا
زيد قبل ثلاثة اسابيع بتهمة نشر رأي سياسي
على الانترنت.
ويقول سكان ان اعتقال المرأتين ساعد في
تغذية الاحتجاجات في درعا وهي منطقة قبلية
محافظة على الحدود مع الاردن.
وظهرت كتابات على جدران المدارس وصوامع
الغلال بعبارات مثل "الشعب يريد اسقاط
النظام" وهو شعار الثورتين المصرية
والتونسية.
وردت السلطات بزيادة دوريات الشرطة السرية
وطلبت من الموظفين في المدارس والادارات
العامة حراسة المباني على مدار الساعة
وطلب بطاقات الهوية وتسجيل اسماء مشتري
علب الطلاء.
وقال أحد السكان ان هذه التدابير لم تؤد
سوى لزيادة مشاعر الاستياء الشعبي |