اعتبرت "لجان التنسيق المحلية" التي
تضم أبرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في
سوريا أن الخطاب الذي القاه الرئيس بشار
الاسد الاثنين "يكرس الازمة" واعلنت
استمرار "الثورة" حتى تغيير النظام. وقالت
لجان التنسيق المحلية في بيان انها "ترى
في الخطاب تكريسا للازمة من قبل النظام
الذي يتمترس وراء الانكار والتعامي عن
رؤية الواقع الجديد الذي فرضته ثورة
السوريين المستمرة حتى تحقيق مطالبها".
ورأت ان في الخطاب "تجاهلا كاملا لجرائم
الاجهزة الامنية التابعة للنظام التي
ارتكبت اعمال القتل والتمثيل بالجثث
واعتقال الآلاف من المتظاهرين والنشطاء
والذين لا يزال مصير معظمهم مجهولا حتى
اللحظة". واعتبرت ان دعوة الحوار التي
وردت في الخطاب "مجرد محاولة لكسب الوقت
على حساب دماء السوريين وتضحياتهم" معلنة
رفضها "اي حوار لا يكون الهدف منه طي صفحة
النظام الحالي بصورة سلمية والتحول نحو
سوريا جديدة، دولة ديموقراطية حرة،
ولمواطنيها كافة". وتابعت "لم يقترب
الخطاب حتى من كونه خطاب ازمة وطنية
تعيشها البلاد منذ ثلاثة اشهر".
ورأت ان الاسد "اصر على التعامي عن حقائق
اصبحت جلية لمن يريد ان يرى اهمها رغبة
السوريين وارادتهم من اجل الانتقال ببلدهم
إلى نظام ديمقراطي حر تعددي". وختم البيان
"ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها".
ونظمت تظاهرات
مناهضة للنظام الاثنين في مدن عدة في
سوريا بعد الكلمة التي ألقاها الرئيس بشار
الاسد حسب ما أعلن ناشطون لفرانس برس.
وسار المتظاهرون في مدينة حلب الجامعية
(شمال) وفي سراقب وكفر نبل في محافظة ادلب
(شمال غرب) وحمص (وسط) حسب ما اعلن مدير
المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد
الرحمن ومقره لندن.
واكد ان "المتظاهرين انتقدوا الكلمة التي
وصفتهم بانهم مخربون او متطرفون"، مؤكدين
انهم "يطالبون بالحرية والكرامة". واكد
ناشطون اخرون تنظيم تظاهرات في حمص وحلب
وان تظاهرات تنظم ايضا في حماه (شمال)
واللاذقية (غرب). وفي حماه نزل المتظاهرون
الى الشارع بالالاف من دون انتظار انتهاء
كلمة الرئيس للمطالبة برحيل الاسد بحسب
ناشطين على الارض.
ويطالب المعارضون الناشطون المؤيدون
للديموقراطية والمتظاهرون السوريون اليوم
باسقاط النظام وانتخابات حرة والغاء هيمنة
حزب البعث بعد ان اعتبروا ان اعلان
الاصلاحات جاء متاخرا. وارسل النظام
السوري في الاشهر الماضية قواته ودباباته
الى مدن عدة لقمع التظاهرات وان الجيش
تدخل بسبب "وجود ارهابيين مسلحين الذين
يزرعون الفوضى".
وصدم الرئيس السوري شعبه والعالم اليوم،
بعد خطاب منتظر كان طويلا ومملا ومليئة
بالفلسفة والكلمات المنمقة. وشجب ثوار
سوريا على الفور الخطاب وتوعدوا بمظاهرات
عارمة، بينما نشروا على الانترنت صورا
تظهر امتعاضا تضمنت ضرب صورته وهو يلقي
الخطاب بالأحذية.
وكان الرئيس السوري قد دعا اللاجئين
السوريين في تركيا للعودة إلى وطنهم، كما
طالب الشعب السوري بإعادة الحياة لطبيعتها
حتى ولو استمرت الأزمة شهورا أو سنوات،
ورأى الأسد أن على السوريين أن يحلوا
مشاكلهم بأنفسهم. |