تشير
التحقيقات الجارية بهذه الدعوى ، إلى أن
المدعي قام بإخبار مخفر صحنايا هاتفياً
بوفاة ولده بظروف غامضة، ولدى الكشف على
الجثة تبين أن المغدور قد توفي شنقاً
بأداة عريضة،
بحدود لاتزيد عن ثلاثة سنتيمترات، وأن زمن
الوفاة يقدر بست إلى سبع ساعات، علماً أن
تنظيم الضبط كان في السابعة والربع
صباحاً، وأن هناك رائحة كحولية تنبعث من
الجثة، ولا أثر لمقاومة المغدور..
هذا ولدى استجواب زوجة المغدور، أفادت أنه
عند الثانية عشرة في منتصف الليلة التي
سبقت الوفاة، سمعت قرع جرس المنزل، وشاهدت
زوجها ينظر من العين الساحرة، وقد طلب
منها الدخول إلى غرفتها والخلود للنوم،
بعد أن أعلمها أن رفاقه قادمون للسهرمعه
في الصالون، وأضافت: أنها سمعت زوجها يرحب
بعد أن فتح الباب،بأبي رائد وأبي رعد..
وتقول بأنها خلدت بعدها للنوم، بعد
تناولها حبة مهدئة بينما بقي زوجها ساهراً
مع ضيوفه.. وأنها لدى إيقاظه صباحاً،
شاهدت وجهه أزرق، ولم يلبّ النداء، فأخبرت
أهله المقيمين في ذات الحارة بالأمر..
وزعمت أنه قد تم خنقه من قبل ضيوفه
الغرباء...
شاهد..بعد منتصف الليل!!
غير أن أحد الشهود(وهو سائق تكسي) غيّر
مسار التحقيق، عندما أدلى أمام قاضي
التحقيق بإفادة قال فيها، إنه على معرفة
بشقيق المغدور الذي يعمل بدوام ليلي في
أحد المطاعم، وقد استغرب بعد سماعه بنبأ
مقتل شقيقه، أنه كان قد رآه أثناء عمله
على سيارته التكسي، وعند الساعة الثالثة
تقريباً من بعد منتصف الليلة التي قتل
فيها، يستقل سيارة تكسي عائدة لصديق له
وبرفقته شخص آخر مليء البنية، وهما في
طريقهما للخروج من صحنايا باتجاه داريا
وأضاف القول:
ولأنني شعرت بأن هذا الأمر سوف يسهل أمر
الوصول إلى الحقيقة، قمت بالادلاء
بشهادتي، علماً أنني حين مشاهدتي لشقيق
المغدور يستقل التكسي العائدة لصديقي ،
كان في حالة توتر...
شقيق المغدور: قتله دفاعاً عن الشرف..
يذكر أنه لدى استدعاء شقيق المغدور،
ومثوله أمام قاضي التحقيق، ومواجهته
بالشاهد الذي رآه برفقة رجل آخر في مسرح
الجريمة عقب وقوعها، اعترف أنه قام بقتله
دفاعاً عن الشرف.. وأضاف:
ان المغدور هو شقيقي الأكبر، حيث أقيم أنا
في منزل أهلي ويقيم هو في منزل آخر بنفس
الحارة مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
وقد عرف عن شقيقي أخلاقه السيئة وتعاطيه
المشروبات الروحية، وقد سبق أن علمت بأنه
قد اغتصب شقيقاتي الثلاث ، كما اغتصب قبل
ليلة من قتله خالتي البالغة من العمر 63
عاماً، وقد انزعجت من تصرفاته التي أساءت
كثيراً لسمعة العائلة، وفي ليلة مقتله جاء
إلى مكان عملي (شقيق زوجتي) والذي يكون
شقيق زوجة المغدور بآن معاً.. وطلب مني
مرافقته إلى منزل شقيقي المغدور، لأخد
شقيقته وأولادها من بيته، بعد أن سمع
بتصرفاته اللاأخلاقية بحق شقيقاته( ومن
بينهن زوجته التي عرف أنه قد سبق وأن
اغتصبها) هذا وبدخولنا إلى منزله، وجدناه
برفقة زوجته بحالة سكر وأكدت زوجته أنه
كان يتابع فيلماً خلاعياً، بينما كان
أولاده نياماً، وقد أعرب لها أنه يرغب
بوالدتها أي (حماته) وعندئذ طلب شقيقها
منها أن تجهز نفسها ليأخذها معه، ودخلت
إلى غرفة النوم، وفي تلك الأثناء يقول
شقيق المغدور حدثت ملاسنة بيننا، فقمت
بأخذ اللفحة التي كان يرتديها شقيق زوجتي
على عنقه، ولفيتها على عنق شقيقي وقمت
بشدها حتى فارق الحياة .
زوجة المغدور: لا علاقة لي أو شقيقي
بمقتله
من جهتها أكدت زوجة المغدور سوء العلاقة
بينها وبين زوجها في الآونة الأخيرة كونه
يتناول المشروبات الكحولية كثيراً، كما
أكدت قيامه باغتصاب خالته التي كانت في
زيارة لهم، و البالغةمن العمر(65) عاماً
أمامها بعد أن هددها بالضرب المبرح، وقالت
إنها قد اشتكت لشقيقه من هذا الفعل الذي
أغضبه كثيراً، وأكدت زوجة المغدور في
إفادتها أمام قاضي التحقيق أنها لم تشترك
أبداً لا هي ولا شقيقها بمقتل زوجها، وان
الذي قتله دون تخطيط مسبق بيننا هو شقيقه
الأصغر الذي كان دائماً يقول لها( والله
لأقتله) وفي محضر المقابلة الوجاهية بين
الثلاثة( زوجة المغدور وشقيقها وشقيق
المغدور) ، قال الأخير:
لقد حاول شقيق زوجة أخي، دفعي مرتين بعدما
سحبت اللفحة من على عنقه وحاولت خنق شقيقي
بها، وكان يقول لي( اتركه الله يحاسبه)
ولكني لم أتركه إلا بعد أن فارق الحياة في
حين كانت زوجة شقيقي في غرفة أولادها
تجهزهم للذهاب معنا، ولم تر ما حصل معنا،
وقد تفاجأت بزوجها مخنوقاً بين يدي...
حاول اغتصاب طفلته ذات الست سنوات!!
اللافت في هذه القضية أن تكشف زوجة
المغدور في إفادتها أمام المحكمة أن زوجها
قد سبق وحاول اغتصاب طفلته ذات الست سنوات
ولكنها منعته، كما أعرب أمامها عن رغبته
في أمها( أي حماته) ،وطلب منها مؤخراً أن
يشغلها في الدعارة ليسدد ديناً بمبلغ كان
قد اقترضه من خالته الأخرى...
شقيقات المغدور: هذا كذب واختلاق..
جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه إحدى
شقيقات المغدور عن كذب كل هذه الادعاءات ،
وبأن ثمة علاقة ما بين زوجة المغدور،
وشقيقه الأصغر الذي قتله.. وبالتوسع في
التحقيقات والعودة إلى إفادة الزوجة في
ضبط الشرطة، تبين أن شقيق المغدور كان قد
أعطاها في الصباح الذي سبق ليلة مقتل
زوجها حبوب(بروكسيمول) لتقدمها له مع
مشروبه الكحولي مساء، نظراً لمفعولها
المهدىء ، فلا يقاومه عندما يحاول خنقه،
وفي محضر المقابلة الوجاهية بين كل من
زوجة المغدور وشقيقه، وشقيقها كان قد
اعترف شقيق المغدور «انني بالفعل أعطيت
حبوب بروكسيمول لزوجة شقيقي المغدور من
أجل أن تعطيها لزوجها ليتمكن من النوم وان
هذا الأمر مستمر منذ مدة لأن لها مفعولاً
مهدئاً لمنع شقيقي من الاعتداء على
شقيقاتي ووالدتي.. ولم يكن من أجل أن لا
يقاومني حين أقوم بقتله...
وأفادت زوجة المغدور: إن حبوب البروكسيمول
التي اعترفت بها في ضبط الشرطة قد أعطاني
إياها شقيق زوجي المغدور صباحاً لإعطائها
لزوجي برغبة من زوجي ورضا كامل منه ، لأن
لها مفعولاً مهدئاً بعد تناول المشروبات
الروحية...
غير أن المفارقة أن تنكر شقيقات وخالة
المغدور أمام المحكمة واقعة اغتصاب
المغدور لهن ويدعين أن الأمر مجرد اختلاق
لتبرير الجريمة تحت بند الدافع الشريف...
رد كيدهم في نحورهن..
غير أن إحدى شقيقات المغدور( والتي تكون
زوجة شقيق زوجة المغدور، المتهم في ذات
القضية، والتي أنكرت ابتداء تعرضها لأي
اعتداء من قبل شقيقها المغدور عادت وبعد
أن تصارخ المتهمون وتباكوا بوجودها، وتم
إخراجهم من قاعة المحكمة، لتفيد بأن
المغدور كان قد تحرّش بها عندما كانت في
العاشرة من عمرها، كما حاول الاعتداءعليها
ثانية عندما أصبحت في السادسة عشرة من
عمرها.. وفي الوقت الذي كان المتهمون في
هذه القضية يؤكدون أن الأب يحاول الضغط
على بناته وخالتهم كي لا يدلوا بالحقيقة،
أمام هيئة المحكمة كشف والد المغدور عن
وجود مائة وخمس ليرات فقط في جيب المغدور
في الوقت الذي كان قد سحب فيه عدة عروض،
واستدان من زوج خالته مبلغ مائة ألف ليرة
سورية مما يوحي بأن وجود هذا المبلغ
الصغير في جيب المغدور أمر مثير للشك
محاولاً القول بتوجيه أنظارهيئة المحكمة
إلى أن الدافع وراءالقتل السرقة، وليس
الدافع الشريف...
كما أشار إلى رؤية ابنة المغدور( ذات
التسع سنوات) شاباً يخرج من باب منزلهم في
غياب والدها.. وكذلك أفادت زوجته التي
قالت إن ابنة المغدور قد قالت لها ان
الثلاثة قد اتفقوا على قتل والدها منذ
عام، وقد ضربتها أمها لأجل ذلك حتى سال
الدم من رأسها...
الجدير بالذكر أخيراً، أن هيئة محكمة
الجنايات الثانية في ريف دمشق أصدرت
قراراًبالاتفاق، بتجريم المتهمين، شقيق
المغدور تولد/1974 وشقيق زوجة المغدور
تولد/1983، وزوجة المغدور تولد/1983
بجناية القتل العمد للأول والاشتراك به
للثاني والثالثة...
والحكم على ثلاثتهم بالاعدام شنقاً حتى
الموت وحجب الأسباب المخففة نظراً لجسامة
الجريمة، وكون المتهمين شقيق وزوجة
المغدور وصهره مع حجرهم وتجريدهم مدنياً،
وإلزامهم بالتكافل والتضامن بدفع مبلغ(
مليون ونصف) ليرة سورية للجهة
المدعية(والد المغدور) تعويضاً عن
وفاةمؤرثها بعد الأخذ في الاعتبار سن
المغدور ووضعه الاجتماعي والاقتصادي ووضع
الورثة والألم النفسي الذي أحاق بهم نتيجة
الجريمة وخاصة لأولاده الصغار...
هذا وقد عللت هيئة المحكمة إهدارها لشهادة
شقيقة المغدور التي اعترفت ان شقيقها قد
سبق و تحرش بها بأن أقوالها جاءت متناقضة
ومريبة وغير مقنعة للمحكمة، وخاصة بعد
سماع الطبيبة التي سبق أن كشفت على
الشاهدة قبيل ليلة الزفاف وأعطتها تقريراً
بأنها كانت عذراء، هذه الطبيبة التي أكدت
أمام هيئة المحكمة عدم تعرض الشاهدة لأي
اعتداء جنسي وكذلك والدة الشاهدة( أي أم
المغدور) التي نفت مزاعم المتهمين وابنتها
الشاهدة وأكدت أنها كانت عذراء.. ما أدى
إلى تطابق أقوال الشاهدتين الطبيبة والأم
بشكل ينسجم مع الأدلة المتوافرة في الدعوى
بشكل تطمئن المحكمة لهما. |