معركة
عنيفة ضارية استمرت ما ينوف على ست ساعات
أشعلها المهربون بريف دمشق بمنطقة وادي
الطاقة استخدمت فيها كل أنواع الرشاشات
الخفيفة والثقيلة في محاولة للحفاظ على
بضاعتهم من أغنام العواس المسمنة، فقد
نظمت الضابطة الجمركية حملة لمكافحة
التهريب في المناطق الجبلية الواقعة بين
قارة والمشرفة (سليطة) في ريف دمشق
المحاذية للحدود اللبنانية وأثناء تجوال
عناصر وضباط الحملة في وادي الطاقة ليلاً
تناها إلى أسماعهم أصوات الأغنام وأصوات
أناس مع حركة غير مفهومة لسيارات تتبادل
الإشارات الضوئية في منطقة يمنع فيها
تجوال الأشخاص والبضائع كالأغنام تحديداً
خلال الليل لقربها من الحدود اللبنانية،
وعند قطع الشك باليقين بأنها عملية تهريب
للأغنام أعلنت المفارز عن وجودها مطالبة
المهربين بتسليم أنفسهم ولكن ما جرى أن
المهربين التزموا بالصمت إلى أن فر رعاة
الأغنام، ليبدأ بعدها إطلاق النار ابتداءً
من الحادية عشرة ليلاً وحتى الخامسة
صباحاً حيث التجأت المفارز إلى خندق طبيعي
ضمن الوادي وطلبت المؤازرة من بقية
الضابطات وسرعان ما أوعز الآمر العام
لضابطات جمارك القلمون والمكتب السري
ومكافحة وسيار دمشق لمؤازرة المفارز
المحاصرة، وعند وصول المؤازرة تبين أن
إطلاق النار من المهربين يتم عبر بنادق
حربية رشاشة ورشاشات BKC المثبتة على
السيارة، وتوزعت المؤازرة بين مجابهة
المهربين وقطع خطوط إمدادهم من الرجال
الذين كانوا ينتقلون من المناطق القريبة
لمؤازرة المهربين على متن الشاحنات
وسيارات البيك آب شيفروليه، لجسامة
الخاسرة التي حاقت بهم (وفقاً لما رددوه
عبر مكبرات الصوت لعناصر الجمارك)، وبحلول
الفجر نجحت الجمارك في ضبط البضاعة حيث
لاذ المهربون بالفرار بعد أن قتل أحدهم
بنيران زملائه بالطرف المقابل. «الوطن»
جالت في موقع الاشتباك عقب تأمينه من
العناصر الجمركية حيث شوهدت بالعين آلاف
الظروف الفارغة للطلقات المستخدمة ضد
عناصر الجمارك إضافة إلى آثار الطلقات
بالحجارة والصخور. وأكد الآمر العام
للضابطة الجمركية العميد الركن تامر
الدخيل على ضرورة متابعة الحملة وإغلاق
معابر التهريب الجبلية كاملة. «الوطن»
التقت أحد المواطنين الذين شهدوا جانباً
من الاشتباك حيث قال: يقع بيتي على الشارع
الرئيسي المفضي إلى طريق وادي الطاقة وحين
استيقظت على أصوات الرصاص فوجئت بسيارات
شاحنة محملة بالرجال قادمة صوب وادي
الطاقة لمؤازرة المهربين بالرغم من
تحذيرات الجمارك لهم بالابتعاد، مقدراً
عدد المهربين والمسلحين الذين انتقلوا
للاشتباك مع الجمارك بما ينوف على مئة رجل
مسلح..!
وقد وصل عدد الأغنام المصادرة إلى ما يزيد
عن 1200 في حين وصلت القيم والغرامات إلى
ما يزيد عن 12 مليون ل.س. |