قال مسؤول رفيع في البيت الابيض ان «ايام
(الرئيس السوري) بشار الاسد اصبحت معدودة
بقرار من الشعب السوري»، وانه «لم يبق
للأسد الكثير من الاصدقاء حول العالم، حتى
انه لم يعد يتلق اي دعم من صديقيه
التقليديين روسيا او الصين»، وان «لا احد
يراهن على بقاء بشار» في الحكم.
كلام المسؤول الاميركي جاء اثناء جلسة
مغلقة مع اعلاميين وناشطين في المجتمع
المدني في واشنطن، امس، قال فيها ان
الرئيس باراك اوباما «قاد شخصيا عملية
تنسيق رد الفعل الدولي ضد العنف الذي
يستخدمه نظام الاسد بحق شعبه». واضاف
المسؤول ان اوباما «اراد ان يقرن مطالبته
للأسد بالرحيل بأفعال، حتى لا تكون
المطالبة عبارة عن كلمات فحسب».
واعتبر ان «للولايات المتحدة ثقلها في
توجيهها طلب الرحيل للأسد، ولكن الرسالة
تصبح اقوى بكثير عندما تكون دولية شاملة،
فقد رأينا المملكة المتحدة وفرنسا
والمانيا وكندا تطالب الاسد ايضا بالتنحي،
وهذه رسالة لا مواربة فيها على ان المجتمع
الدولي يدعم حرية وقرار الشعب السوري».
وقالت مسؤولة شاركت ايضا في الحوار ان «90
في المئة من صادرات سورية النفطية تذهب
الى اوروبا، وان الدول الاوروبية ستفرض
عقوبات على خمس شركات نفط تملكها الحكومة
السورية». هذه الخطوة، حسب المسؤولة
الاميركية، «من شأنها ان توقف التمويل
الذي يستخدمه الاسد في عملية القمع التي
يقودها».
ومعلوم ان سورية تصدر 150 الف برميل نفط
يوميا الى اوروبا، وان عائداتها تشكل ثلث
عائدات الحكومة السورية، بالاضافة الى
السياحة والتجارة والزراعة. ومع توقف
القطاعات الاخرى، تتوقع المصادر الغربية
ان يؤدي فرض الحظر على القطاع النفطي
السوري الى شل مقدرة الاسد على تمويل
قواته الامنية التي تمارس العنف ضد
السوريين.
ولا تتوقع المصادر الاميركية ان تهب اي من
دول العالم لشراء النفط السوري وتمويل
عمليات الاسد الامنية، اذ ان «الكمية
المعروضة صغيرة ولا تستأهل وجع الرأس
السياسي الذي سيرافقها». ثم ان ابرام عقود
نفطية جديدة، حسب المصادر، «يأخذ بعض
الوقت، ولن يتسنى للأسد الوقت لتوقيع
عقودا جديدة».
المسؤولة الاميركية اعتبرت ان هدف المجتمع
الدولي «عزل النظام السوري ماليا كي ينصاع
الاسد لمطالب شعبه ويتنحى».
وقال المسؤول الاميركي ان المعارضة
السورية «قطعت اشواطا كبيرة في طريقها
للتوصل الى انشاء مجلس مشترك لادارة سورية
في مرحلة ما بعد الاسد». واضاف ان «عدد
المجموعات التي تنضم الى المعارضة تكبر،
وهي تضم علويين ودروز ومسيحيين وسنة،
زعماء قبائل ومثقفين وتجار».
واوضح ان «النظام السوري، كما نحن، صار
يرى ان التغيير مقبل محالة، ولذلك باشرت
الحكومة السورية بهجوم لتصفية المعارضين
السوريين في الداخل، ولكن الجميع يعلم ان
الشعب السوري قد طفح كيله مع الاسد
وحكومته، وانه يريد ان يرى الاسد يرحل». |