|
أكد رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد
السوري لحقوق الإنسان، في حديثه لـ''الخبر''،
أن بعثة المراقبين كشفت عن جوانب عديدة من
التقصير في أدائها، وفي حال عودتها
للميدان لا بد أن تتغير أساليب المراقبة،
مشيرا أن الخلافات بين المعارضة وراء
إطالة عمر الأزمة السورية.
تشير الأخبار إلى
أن الجامعة العربية تتجه نحو تمديد مهلة
المراقبين العرب في سوريا، هل تعتبرون أنه
الحل الأمثل لحل الأزمة في سوريا؟
أولا، لا بد من التأكيد على أننا في
المرصد السوري لحقوق الإنسان من أول
المطالبين بإرسال مراقبين إلى سوريا من
أجل وقف إراقة الدماء، لكن الصيغة التي
كانت في أذهاننا لا تقترب مما قامت به
بعثة المراقبين العرب، حيث أننا لا يمكن
أن نثق في مراقبين غير مؤهلين، بل إن
البعض منهم لا يفقهون معنى الديمقراطية،
ثم إن عدد وفترة بقاء المراقبين لم تكن
كافية لتأدية دورهم على أكمل وجه. وفي حال
تمديد مهلة المراقبين، نطالب بأن تكون
الوفود المشكلة للبعثة مؤهلة ومدربة ولا
تكتفي فقط بتسجيل الانتهاكات. لا بد من
العمل على وقف العنف في المقام الأول، كما
ندعو لأن تكون الرقابة بشكل دائم، لا مجرد
زيارات ظرفية، فقد تأكد لنا أن النظام
السوري يستعد لهذه الزيارات ويبرمج وفودا
من الموالين للقاء المراقبين، نحن نطالب
بوفود دائمة تتمكن من معايشة يوميات
السوريين والحرص على تفادي الأخطاء
السابقة.
صحيفة فرنسية شككت
في احتمال تسبب الجيش السوري الحر في مقتل
الصحافي الفرنسي عن طريق الخطأ، في الوقت
الذي يعلن عن تصعيده للهجمات على قوات
الأمن. ألا تخشون من هذا التصعيد في العنف؟
ما أعلنت عنه الصحيفة الفرنسية (لوفيغارو)
معلومات غير مؤكدة، وأعتقد أن الخارجية
الفرنسية أكدت أن التحقيقات ستكشف عن
ملابسات هذه الحادثة، لكن مع ذلك ما
يمكنني أن أؤكد عليه أن الاشتباكات التي
يتحدث عنها الإعلام لم تبدأ مؤخرا، وإنما
بدأت مع انشقاق المقدم حسين هرموش، وهي
مستمرة إلى اليوم، فالاشتباكات يومية بين
الطرفين. ولن أقول سرا إن قلت إن الشارع
السوري في المناطق المتوترة يساند هذه
المجموعات المنشقة، لأنها تمثل ردعا
للانتهاكات التي تمارسها قوات النظام. أما
بخصوص التصعيد في العنف، نعتقد أن النظام
هو المسؤول عن ذلك لأنه يستمر في تفضيل
الحل الأمني للأزمة.
يبدو أن المعارضة
السورية تشهد انقسامات واسعة بين مؤيدين
ورافضين للتدخل الأجنبي، هل تعتقدون
إمكانية تجاوز هذه الخلافات؟
دعيني أقول إن هذه المعارضة المتشرذمة هي
سبب إطالة الأزمة السورية، نحن في المرصد
نلقى معارضة كبيرة من طرف من يسعون لأن
يكونوا أوصياء على ثورة السوريين، على
اعتبار أن هناك من لا يتوانى في نعتنا
بالخونة لمجرد إعطائنا معلومات حول مقتل
أفراد من قوات الأمن النظامي، مع العلم
أننا نقوم بإحصاء كل الضحايا والانتهاكات
أيا كانت بدقة، هذا من جهة. من جهة أخرى
فإن المعارضة السورية منذ لقائها نهاية
السنة الماضية بوزير خارجية بريطانيا، أكد
لنا أنه لا يمكن للعالم أن يقدم أي مساعدة
للثورة السورية ما لم تتفق المعارضة وتوحد
صفوفها، لكن يبدو أن هذه المعارضة هي
السبب في استمرار معاناة الشعب السوري |