أخبار الوطن الرئيسية

21/01/2012

 

ناجي طيارة: الأزمة السورية على وشك التدويل وانهيار النظام بات قريبا

 

 

كشف ناجي طيارة عضو المجلس الوطني السوري أن والده الناشط الحقوقي السوري محمد نجاتي طيارة نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان، 66 عاما، قد أفرج عنه من سجن حمص المركزي منذ يومين بعد ثمانية شهور اعتقال.
وقال ناجي طيارة في اتصل هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن والده السيد نجاتي وهو شخصية معروفة في عموم أنحاء سوريا لدوره في إحياء لجان المجتمع المدني، اتهمته سلطات النظام بـ«المساس بهيبة الدولة»، وهي تهمة فضفاضة، لا تعني شيئا، وكذلك بسبب تواصله مع الفضائيات العربية التي تتحدث عن الثورة السورية وعنف النظام وكتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد في المدن السورية، وعرض من وجهة نظر حقوقية باعتباره نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان رأيه فيما يحدث في الشارع السوري من عنف وانتهاكات بحق المدنيين.

ومحمد نجاتي طيارة ناشط حقوقي وسياسي لا ينتمي إلى أي تيار وهو ليس من المعارضة السياسية بمعنى المعارضة المنظمة أو المعارضة الحزبية. والمعارضة السورية تتذكر كلماته التي أصبحت مثل إيقونة الثورة والتي رددها قبل اعتقاله مباشرة في مايو (أيار) الماضي عندما قال للمعتصمين بساحة الحرية في حمص بتاريخ 25 أبريل (نيسان) الماضي: «لا يهمني إن اعتقلت، أو استشهدت بعد الآن، أشكركم يا شباب لأنكم جعلتموني أتذوق طعم الحرية».

وقال ناجي طيارة إن النظام يجيد افتعال الأزمات من أجل بقائه في مدينة حمص حيث «كان يتجه إلى تجييش الطائفية بسبب التنوع الطائفي في المدينة، وأشخاص مثل والدي نجاتي طيارة ونشطاء آخرون كانوا يتحدون النظام في سعيه للحرب الطائفية بين أبناء البلد الواحد، ويعملون على نشر الوعي السياسي والاجتماعي للتغلب على تلك المشكلة، والنظام يسعى لاستغلال تلك الحالة لإثبات أن الحل بيديه».

وعن أساليب التواصل مع شباب الثورة في الداخل قال ناجي طيارة: «طورنا كثيرا من الطرق والوسائل عبر الإنترنت، وتجاوزناها عبر طرق أخرى مثل الإنترنت الفضائي من أجل التواصل اليومي مع الثوار في جميع المدن السورية، وأبدى الشباب السوري كفاءة عالية لتجاوز الحظر المفروض عليه، ويبدو أن أكثر ما شعر أمامه النظام بالعجز هو الخليط من العمل الميداني والفضاء الإلكتروني، ويبدو أن الإنترنت أصاب النظام الأسدي في الصميم. فعن طريق الإنترنت نشرنا صور المظاهرات وصور القتلى والعنف اليومي تجاه المدنيين، وفي الوقت ذاته توثيق أعمال انتهاكات حقوق الإنسان وتبادل المعلومات ونقلها إلى الخارج». وكان ناجي أصدر عدة بيانات قبل الإفراج عن والده السيد نجاتي حمل فيها مسؤولية سلامة أبيه على السلطات السورية وقال: «أناشد جميع المؤسسات والمنظمات والنشطاء الحقوقيين السوريين أو العرب أو في هذا العالم الحر أجمع بالنظر إلى وضع معتقلي الرأي في سوريا وفي سجن حمص بالأخص». وعبر عن خشيته على والده وعلى المعتقلين من «أعمال قمعية إجرامية قد تقوم بها السلطات السورية بأي لحظة فهؤلاء الناشطون ليسوا بمأمن من تصرفات شرطة السجن مطلقا»، وأضاف «شهدنا ما حدث في سجن حماه المركزي من إعدام لنزلاء 13 زنزانة وما حدث أيضا في سجون صيدنايا وسجن الحسكة».

وقال ناجي طيارة الذي يتنقل ما بين القاهرة وتونس ودبي والدوحة وعواصم أخرى، إنه على اتصال مباشر مع والده الذي ساهم في وضع إعلان دمشق سابقا 2006، مشيرا إلى أن الملف السوري على وشك التدويل، محملا النظام مسؤولية المخاطر التي ستترتب على ذلك، وقال إن المعتقلين في سجون النظام يتعرضون لـ«تعذيب مستمر» وإن العفو العام الذي أصدره الرئيس بشار الأسد «ناقص» لأن «بعض الذين أفرج عنهم أحيلوا إلى فروع أمنية أخرى». وأوضح ناجي طيارة أن سوريا تشهد «لحظات حرجة جدا تشبه مخاض الولادة».

وعن الوضع العام في مدينته حمص، قال إن «المدينة شبه محتلة، والأحوال العامة فيها مأساوية ومتوترة وكل الشوارع مغلقة والقوى الأمنية والعسكرية تنتشر فيها. حمص لا يتحرك فيها شيء على الإطلاق، باستثناء المداهمات التي لا تتوقف وأحيانا معرضة للقصف بمدافع الهاون، وشبيحة النظام في الشوارع، وهي مدينة منكوبة، والسلطات لا تسمح بالمظاهرات بسبب الاحتقان في الجو العام بالمدينة، ومنذ آخر اعتصام في حمص عاصمة الثورة، بمشاركة والدي في أبريل (نيسان) الماضي، لا تسمح السلطات بأي اعتصامات، رغم خروج المظاهرات بصفة يومية، وبشكل عام هناك حالة احتقان عام في المدينة، ويوجد منشقون من الجيش السوري الحر في بعض أحياء المدينة، مما يسبب مواجهات من حين لآخر، وهي تحت ضغط أمني هائل».

وعن توقعاته بموعد سقوط النظام، قال طيارة «نحن في العادة لا نتحدث عن مدة زمنية معينة، وإن كان هناك شعور بأن السقوط بات وشيكا، بسبب الحصار الاقتصادي على النظام والحصار السياسي أيضا، وهناك أيضا انشقاقات في الجيش وهيكل الدولة، ويبدو أن بشار الأسد على أرض الواقع فقد السيطرة على أماكن كثيرة من الداخل السوري، وهناك أيضا مراكز أبحاث عديدة نشرت بيانات عن تأثير العقوبات الاقتصادية على النظام، والمنشق الأخير عن النظام عضو مجلس الشعب عماد غليون أوضح أن النظام صرف ملياري ليرة على (شبيحة) الأسد، وهناك رجال أعمال بالفعل خرجوا إلى خارج سوريا، كما أن الليرة السورية فقدت 60 في المائة من قيمتها بحسب تقديرات الخبراء والمراقبين من مراكز أبحاث اقتصادية، وأسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر وكذلك أسعار المحروقات، وعلى الجانب الآخر يجب أن لا ننسى أن دعم إيران بالمال والدعم اللوجستي للنظام السوري، وكذلك دعم النظام العراقي، يطيل قليلا من عمر النظام».

المصدر:الشرق الاوسط السعودية  -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية