يسقط لن
يسقط، ربما يسقط وربما لا، لكن الاكيد انه
«لن يسقط وحيدا»، هذا هو لسان حال
الانطباعات السائدة في الغرف المغلقة
لحلفاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
دوائر القرار في «حزب الله» قالت لـ «الراي»
ان الرئيس الاسد ما زال بعيدا عن الخطر
الذي يتهدد ليس سقوط نظامه فحسب بل بقاء
سورية دولة موحدة، مضيفة: «الخطر قائم
لكنه لم يفت أوان تفاديه».
تقر هذه الدوائر بأن «الأسد لم يقم
بالاصلاحات السريعة لاحتواء حركة الشارع
او التكيف مع مقتضيات الربيع العربي»،
ملاحظة ان «حجم المؤامرة التي تستهدفه
اكبر من ان تستوعبه الاصلاحات البطيئة
التي قام بها».
وفي تقدير «حزب الله» ان الوقت لم يفت بعد
امام امكان معاودة الاسد الامساك بزمام
الامور في سورية رغم ما تشهده اليوم من
انتشار للتظاهرات واتساعها اكثر من ذي قبل
وفي مناطق عدة.
غير ان الحزب، وبحسب دوائر القرار فيه، لن
يتوانى عن القيام بأي خطوة ومهما كان
الثمن لمنع سقوط النظام في سورية لإدراكه
ان «مصير الاسد يحدد ايضا مصير حزب الله
ومصير نفوذ ايران في المنطقة».
هذه «النقزة الاستراتيجية» لدى الحزب
مردها بحسب ما قالته مصادره لـ «الراي»
الى ان «حزب الله الذي يملك ترسانة تفيض
بالصواريخ والاسلحة المتقدمة، قادر على صد
اي هجوم مستقبلي من اسرائيل وحدها او
بمؤازرة حلفائها في حلف شمال الاطلسي، كما
هو متوقع ولو كاحتمال مؤجل».
اضافت المصادر انه «حتى نهاية الـ 2010
وقبل ان تهب رياح الربيع العربي على دولة
الامويين، كان التوازن العسكري في سيناريو
الحرب المفترضة يميل لمصلحة لجم اسرائيل
وحلفائها عن الجنوح نحو اي مغامرة، نظرا
الى وحدة الجبهة بين حزب الله وسورية
وتوحد قدراتهما في جبهة اي حرب مقبلة».
الخلل الذي لابد من استدراكه في تقدير «حزب
الله» هو ان «الاحداث التي دهمت سورية منذ
اشهر ودفعت الرئيس الاسد الى الزج بقواته
في الداخل لحماية النظام، الامر الذي اخرج
سورية من المعادلة في ملاقاة اي حرب مقبلة،
وهذا ما يجعل حزب الله وحيدا وبلا سند
استراتيجي في اي استحقاق من هذا النوع».
«حزب الله» لا ينقصه السلاح، بل فاضت
ترسانته في الصواريخ والعتاد العسكري في
كل بقعة يسيطر عليها، على حد تعبير تلك
المصادر التي تحدثت عن انه «رغم هذه
القدرة المتعاظمة فإن اي جيش او قوة
عسكرية تحتاج الى اعادة تسليح نفسها خصوصا
في حرب طويلة الامد تستخدم فيها الاسلحة
المتقدمة التي تستلزم طرق امداد مفتوحة
ودائمة».
ولفتت المصادر الى ان «سقوط النظام في
سورية لن يؤدي الى سقوط الاسد بل الى
انقسام سورية بين علويين واخوان مسلمين،
وهو ما من شأنه عرقلة الدعم اللوجستي
والامني والعسكري لحزب الله، ومن هنا
يعتبر الحزب ارتباطه بالنظام السوري مسألة
استراتيجية لا يمكن التفريط بها، خصوصا ان
مواقف الاسد في الاعوام العشرة الماضية
كانت حاسمة في دعم المقاومة في لبنان وخط
الممانعة في المنطقة».
واشارت المصادر الى ان ما من رئيس لسورية
سيكون سندا لـ «حزب الله» وخط الممانعة
كما هو الاسد، مهما كانت التطمينات التي
تحاول ان تشيعها تركيا وسواها، لذا فإن
دور الحزب مصيري في المعادلة الراهنة، وهو
لن يتورع في الدفاع عن استمرارية النظام
في سورية في حال صار مهددا فعليا لأن في
ذلك دفاعا عن مصيره هو».
لكن السؤال كيف يمكن لـ «حزب الله» الدفاع
عن نظام الرئيس الاسد من دون ان يكون
البادئ في حرب تحرج وقد تخرج من حوله
حلفاءه من المسلمين والمسيحيين والدروز؟
تجيب المصادر ان «حزب الله لن يفتح الجبهة
مع اسرائيل ولن يكون البادئ في الضغط على
الزر بإطلاق الصواريخ البعيدة المدى
الدقيقة الاصابة والعالية القدرة
التفجيرية، غير ان اشتداد الازمة في سورية
لن ينسي الحزب الثأر لدم الشهيد الحاج
رضوان (عماد مغنية) وسائر الشهداء الذين
اغتالتهم اسرائيل غدرا»، مشيرة الى انه «اذا
قدر ان يكون ثأر المقاومة مزلزلا او
تسوناميا فهذا من حقها، وكان سبق ان اعلن
الامين العام السيد حسن نصرالله عن حق
الحزب في الرد في اطار الحرب المفتوحة
وقبل الاحداث في سورية، وتاليا فإن
المقاومة غير معنية بتوقع رد من اسرائيل
التي ستكون في هذه الحال هي البادئة
وعندها سيكون الكلام للصواريخ الدائمة
الجهوزية». |