فيما لم يصدر أي موقف عن وزارة
الخارجية الأمريكية حيال ما زعمت نظيرتها
السورية انها معلومات موثقة عن تورط
السورية طل الملوحي في قضية تجسس ضد
سورية، ووقوف المخابرات الأمريكية وسفارة
واشنطن لدى القاهرة وراء هذا التورط، وصف
مصدر سياسي رفيع في السفارة الأمريكية
بدمشق الاتهامات السورية بالسخيفة
والعارية من الصحة.
ولم ينف المصدر الذي تحدث لـ'القدس
العربي' طالباً عدم ذكر اسمه، إقدام
الدبلوماسيين الأمريكيين في سفارة بلادهما
لدى القاهرة على الاعتداء على السكرتير
الثالث في السفارة السورية في القاهرة
سامر ربوع، لكنه قال ان ما جرى حينها لم
يكن اعتداءً مخططاً بشكل مسبق، وان ما جرى
هو إشكال وحادث عرضي وشخصي بين رجلين أو
دبلوماسيين أمريكي وسوري. وأضاف المصدر أن
ما حدث وقع مصادفة ومن دون نية مسبقة،
وأنه ليس هجوماً أمريكياً أو محاولة
اغتيال لدبلوماسي سوري، كما قالت الخارجية
السورية من دون أن يعطي أية تفاصيل أخرى.
وكانت بشرى كنفاني مديرة الإعلام الخارجي
بوزارة الخارجية السورية قد روت أمام عدد
من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء
العالمية، أنه بتاريخ 17/ 11/2009 تعرض
السكرتير الثالث في السفارة السورية في
القاهرة سامر ربوع لمحاولة اغتيال عندما
كان يسير بسيارته قرب منزله، عبر الاعتداء
عليه بالضرب المبرح من قبل الدبلوماسيِّين
الأمريكيين إمي سيا كاثرين داستيفانو
وستاسي روس ستاربوك، وقد وزعت كنفاني على
الصحافيين الموجودين صورة للهوية
الدبلوماسية لكليهما. وربما تُعتبر هذه
القضية أولى القضايا الإشكالية بين دمشق
وواشنطن خلال مجيء السفير الأمريكي روبرت
فورت لتسلم مهامه بعد عملية إرسال عسيرة
استغرقت أشهراً طويلة من قبل واشنطن،
لازمها ترقب سوري حثيث لتعيين السفير
ووصوله.
وأوضحت كنفاني أيضاً ان السفير السوري لدى
القاهرة يوسف أحمد اتصل بمساعد وزير
الخارجية المصري عبد الرحمن صلاح ليلاً
وأبلغه طلب سورية اتخاذ الإجراءات الكفيلة
بعدم مغادرة الدبلوماسيين الأمريكيين
الأراضي المصرية، فأبلغت الخارجية المصرية
السفيرة الأمريكية سكوبي بأن دمشق تطلب
ذلك، وإلا فإن السفير السوري سيعقد
مؤتمراً صحافياً يروي كل ما جرى.
فأكدت سكوبي أنهما لن يغادرا مصر، لكنه
جرى تسفير ستاربوك لثبوت إدانته بمحاولة
اغتيال الدبلوماسي السوري، وأقامت السفارة
السورية دعوى قضائية ضد داستيفانو
وستاربوك أمام نيابة شمال منطقة الجيزة
ورقمها 32443 بحق الدبلوماسيين الأمريكيين |