علمت المنظمات السورية الموقعة على هذا
البيان أن المعتقلة السياسية السورية
الدكتورة تهامة معروف قد دخلت في إضراب عن
الطعام منذ يوم الجمعة الماضي 18 / 2 /
2011 وذلك احتجاجا على ظروف اعتقالها
السيئة ولتطالب بنقلها إلى سجن النساء
ووقف الممارسات اللاإنسانية بحقها من قبل
رئيس مفرزة الجناح السياسي للنساء في سجن
دمشق المركزي (عدرا ) .
إن المنظمات السورية الموقعة أدناه إذ
تبدي تضامنها الكامل مع المعتقلة تهامة
معروف في حقها المشروع بالتمتع بكافة
الحقوق التي كفلتها القواعد النموذجية
الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم
المتحدة ، فإنها تتوجه إلى السلطات
السورية لضرورة مراعاة كافة القواعد
والنصوص التي تكفل حقوق السجناء وبشكل خاص
السياسيين منهم وتطالب بوقف كافة
الاجراءات والممارسات التي تتعرض لها
الدكتورة تهامة معروف في سجنها ، كما تجدد
المنظمات الموقعة على هذا البيان مطالبتها
للسلطات السورية باتخاذ كافة الاجراءات
الكفيلة باحترام وتعزيز حقوق الإنسان
والقيام بالإفراج عن كافة السجناء
السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير في سورية
وذلك احتراما للمعاهدات الدولية الخاصة
بحقوق الإنسان التي انضمت إليها الحكومة
السورية .
المنظمات الموقعة :
- المرصد السوري لحقوق
الإنسان .
- الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان
.
- المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية
.
- المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
.
- مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق
المدنية .
- المنظمة العربية للإصلاح الجنائي في
سورية .
- المركز السوري لمساعدة السجناء .
- اللجنة السورية للدفاع عن الصحفيين.
معلومات شخصية :
الاسم : تهامة محمود معروف ، تولد بعمرة –
مصياف – محافظة حماة – 2 آب 1964.
المهنة : طبيبة أسنان .
الحالة الاجتماعية : متزوجة منذ عام
2002من المعتقل السياسي السابق والكاتب
السوري المعروف بكر صدقي ولديها طفلان :
سيزار في السادسة من عمره ، ديانا في
الرابعة من عمرها.
الحالة الصحية : تعاني من مرض الشقيقة
المزمن ، ومؤخراً كانت تعالج من مرض نسائي
(نزف شديد أثناء الدورة، واضطرابات في
الدورة ) وهي بحاجة إلى مسكنات من أجل
نوبات الشقيقة ، ودواء من أجل المرض
النسائي .
خلفية القضية :
اعتقلت السيدة تهامة معروف في العام 1992،
بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي ضمن
الموجة الأخيرة من الاعتقالات التي أدت
إلى تفكيك بنية الحزب التنظيمية وإنهائه و
تم تحويلها – مع آخرين – إلى محكمة أمن
الدولة بدمشق ( وكانت أثناء ذلك طالبة في
كلية الأسنان في جامعة حلب) وتم توجيه
الاتهام إليها في الدعوى رقم الأساس 49،
بالانتماء إلى منظمة سرية (المادة 306 من
قانون العقوبات) والمقصود "حزب العمل
الشيوعي" الذي انتهى عملياً منذ العام
1992.
بعد مرور عام على اعتقالها تقدمت بطلب
إخلاء سبيل ، فوافقت لها المحكمة على ذلك
على أن تستمر محاكمتها طليقة.
حضرت تهامة معروف جميع جلسات المحاكمة وهي
تواصل دراستها في كلية طب الأسنان، لكنها
غابت عن جلسة النطق بالحكم ، حيث أصدرت
المحكمة في هذه الجلسة الأخيرة قرارها رقم
46 بتاريخ 5\11\1995، "بمثابة الوجاهي"
بالسجن المؤقت 6 سنوات مع الأشغال الشاقة.
بدءاً من هذا التاريخ بدأت رحلة الشقاء في
حياتها ، فقد أصبحت فارّة من وجه العدالة،
لا تستطيع ممارسة حياتها الطبيعية ، خائفة
في كل لحظة من الوقوع في يد أجهزة الأمن ،
والسجن لخمس سنوات سيف مسلط فوق رأسها ،
غير قادرة على ممارسة مهنتها طبيبة
للأسنان بعد تخرجها ، ولا هي قادرة على
السفر بين المدن السورية لخشيتها من
الاعتقال. ولم تستطع تجديد بطاقتها
الشخصية فازداد وضعها تعقيداً.
في غضون ذلك سعت تهامة معروف مراراً إلى
تسوية وضعها، فوكّلت محامين تقدموا من
النيابة العامة لمحكمة أمن الدولة بطلب
شمولها بحكم التقادم، ورفضت النيابة ذلك،
وتقدمت شخصياً بطلب لمقابلة وزير الداخلية
لشرح مشكلتها، فلم تتلق جواباً. وكتبت إلى
السيد رئيس الجمهورية والسيدة أسماء الأسد
طلباً لمساعدتهما، ولم تعرف ما إذا كانت
رسائلها وصلت أم لا.
في السادس من شهر شباط 2010 قامت دورية من
الأمن الجنائي في حلب بإلقاء القبض عليها
لإكمال الحكم الصادر بحقها منذ أكثر من
15عاما ، مع العلم أن الحكم تقادم بالفعل
بحكم القانون السوري ، لكن ربما الأهم هو
التقادم الموضوعي إذا جاز التعبير،
فالمنظمة التي اتهمت بالانتماء إليها لم
تعد موجودة منذ العام 1992، وجميع الأفراد
الذين اعتقلوا أو حوكموا بتهمة الانتماء
إليها خرجوا من المعتقلات والسجون وعادوا
إلى حياتهم الطبيعية، إما بانتهاء الأحكام
الصادرة بحقهم أو بموجب مراسيم عفو صدرت
عن رئاسة الجمهورية ، وهي لم تعد إلى
ممارسة أي نشاط سياسي بعد خروجها من
المعتقل في العام 1993.
تم السماح بزيارتها بعد شهر ونصف على
اعتقالها ، يسمحون بزيارتها مرة كل شهر،
ولا يسمحون بإدخال أي شيء غير الثياب ،
وتتم الزيارة في غرفة تحت مراقبة عدد من
عناصر الشرطة السياسية. وذلك بهدف فصل
زيارات النساء عن زيارات المسجونين الرجال
التي تتم على الشبك. وضعها النفسي سيء
بسبب ازدحام المهجع المخصص للنساء بعدد
كبير من السجينات ومعظمهن جرائم عادية غير
سياسية.
ظروف الاعتقال في الجناح السياسي لسجن
عدرا :
سجن عدرا بما فيه الجناح السياسي هو سجن
مخصص للسجناء الذكور، وقد خصصت فيه غرفة
واحدة للسجينات النساء مساحتها ضيقة وتوجد
فيها حاليا 12 معتقلة ، الزيارات للنساء
مرهونة بموافقة فرع الأمن السياسي، وهو
يعطي البعض هذا الحق ويمنعه عن أخريات ،
ومن يسمح لهن بالزيارة يتلقين زيارة واحدة
شهريا.
لزيارة تتم عبر الشبك المعدني بالنسبة
للسجناء الذكور وفي غرفة بالنسبة للسجينات
إنما تحت مراقبة عناصر الشرطة السياسية،
3-4 عناصر في كل زيارة، بالإضافة إلى ضابط
يراقب الغرفة والزيارة .
عموماً لا يسمح بإدخال شيء في الزيارات
غير الملابس أو بعض الملابس. الأحذية
ممنوعة، الشراشف والمناشف والحرامات
ممنوعة. وكل شيء ممنوع (كتب جرائد طعام
أدوات تجميل عطور إلخ ) ، وهناك شرطيتان
مسؤولتان عن غرفة النساء ( البقية ذكور)
ولا يخلو الأمر من بعض التحرشات اللفظية
أحياناً.
كان لدى السجينات سخانات كهربائية ليتمكن
من الطبخ لكن هذه الميزة أوقفت منذ فترة
قريبة فتم سحبت السخانات وأصبح الطعام
المتاح الوحيد هو طعام السجن الذي لا يؤكل
ولا يكفي من حيث الكمية . |