|
نددت منظمة هيومن رايتس ووتش
الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان
الجمعة بتوقيف السلطات اللبنانية لاجئين
سوريين عبروا الحدود الى الاراضي
اللبنانية هربا من "العنف والقمع"، على ما
جاء في بيان للمنظمة.
وجاء في نص البيان الذي تلقت وكالة فرانس
برس نسخة منه "ينبغي على القوى الامنية
اللبنانية الكف عن اعتقال النازحين
السوريين الذين هربوا من اعمال العنف
والقمع في بلدهم".
واضاف "على السلطات اللبنانية في المقابل
ان تؤمن لهم ملجأ مؤقتا، وأن تمتنع في
المقام الاول عن اعادتهم الى سوريا".
واكدت المنظمة انها "وثقت اعتقال القوى
الامنية اللبنانية تسعة رجال وفتى منذ 15
ايار/مايو" عبروا الحدود بين البلدين "هربا
من الاعتقال او التعرض لاطلاق النار من
قبل الجيش السوري وحرس الحدود".
واشارت الى ان "سبعة منهم على الاقل باتوا
في عهدة جهاز الأمن العام اللبناني"
المسؤول عن اوضاع المواطنين الاجانب، بحسب
اقرباء أو أصدقاء لهؤلاء الأشخاص.
وامتنع الجيش اللبناني، في اتصال مع فرانس
برس، عن التعليق على الموضوع، فيما لم يكن
في الامكان الاتصال بالامن العام.
الا ان الجيش اصدر بيانا عصر الجمعة اكد
فيه اعادة ثلاثة جنود سوريين الى بلادهم،
من دون تحديد توقيت حصول ذلك.
واكد البيان تسليم "ثلاثة جنود وجثة جندي
رابع من حرس الحدود" الى سوريا، مشيرا الى
ان "ظروف وجودهم على الاراضي اللبنانية
جاءت اثر تعرض مركزهم لاطلاق نار من
مسلحين واصابة اثنين منهم بجروح بليغة ما
لبث احدهما ان فارق الحياة أثناء عبوره
الحدود متأثرا بجروحه".
وقال بيان الجيش انه "بعد مراجعة القضاء
المختص أشار الى وجوب اعادتهم الى بلادهم،
كونه لا تنطبق عليهم صفة اللجوء او الفرار".
وكان ناشط حقوقي تحدث لفرانس برس الثلاثاء
عن احتجاز الجيش لجنديين سوريين هربا
الاحد الماضي الى لبنان، بعد تعرضهما مع
رفيق ثالث لهما توفي متأثرا بجروحه على
الطريق، لاطلاق نار من عناصر مسلحة موالية
للنظام في سوريا. فيما ذكرت تقارير اخرى
انهما فرا من قرية العريضة السورية
المحاذية للحدود اللبنانية بعد ان تعرضا
لهجوم مسلح من جاني مجموعة من الاهالي
المعارضة للنظام.
واكد بيان الجيش اللبناني ان "لا وجود (حاليا)
لجنود سوريين على الأراضي اللبنانية،
خصوصا بعد اتخاذ وحدات الجيش إجراءات
مشددة على المعابر المشتركة".
وبين الموقوفين المدنيين الذين احصاهم
تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الصادر
الجمعة، مواطن سوري ونجله اوقفا في 15
ايار/مايو على حاجز قرب بلدة دير عمار في
قضاء عكار (شمال)، وستة سوريين آخرين
اوقفوا في 16 ايار/مايو في قرية البقيعة
في وادي خالد الحدودية ومن بينهم فتى في
الثالثة عشرة من عمره.
وكان هؤلاء فروا من مدينة تلكلخ المحاذية
للحدود اللبنانية قبل ذلك بيومين.
واوقفت القوى الامنية اللبنانية في 17
ايار/مايو شابا سوريا من تلكلخ كان يتلقى
العلاج في مركز طبي في شمال لبنان بعد
اصابته برصاصة في ساقه خلال وجوده في
سوريا، كما اوقف الجيش شابا في قرية
الدبابية الحدودية في عكار في 19 ايار/مايو.
ونقل التقرير عن مدير مكتب بيروت في هيومن
رايتس ووتش نديم حوري قوله ان السوريين
استقبلوا اللبنانيين الذين نزحوا خلال حرب
تموز/يوليو 2006، مضيفا "حان الوقت ليقوم
اللبنانيون برد الجميل" من خلال تقديم
الملجأ للسوريين "الفارين من الموت أو
التعذيب في بلادهم".
وحذر حوري من أن لبنان قد يعتبر شريكا في
المسؤولية "عن اي ضرر قد ترتكبه قوات
الأمن السورية" بحق هؤلاء الاشخاص في حال
اعادتهم الى سوريا.
وتستمر التظاهرات المناهضة للنظام في
سوريا منذ 15 آذار/مارس والتي تواجه
بالقمع، وقد تسببت حتى اليوم بمقتل مئات
الاشخاص ونزوح حوالى خمسة الاف سوري الى
لبنان، وفق تقديرات وزارة الشؤون
الاجتماعية اللبنانية. |