ظاهرة
قديمة مستديمة تغزو اللاذقية في جميع
الفصول والمواسم إلا أن الموسم السياحي من
كل عام يشكل عنصر استقطاب مغرياً لها، وهي
ظاهرة التسول التي تأتي بأشكال متنوعة
ومعروفة لدى الجميع وأكثر أشكالها
انتشاراً يبدأ على الشواطئ الساحلية بوجود
فتيات ونساء بأعمار متفاوتة تشمل ما قبل
سن المراهقة ولغاية سن الكهولة
اعتمدن التسول عن طريق التبصير مهنتهن
المفضلة فيتمسكن بكل من يصادفنه لإقناعه
بالتبصير له وكشف المستور ورؤية المستقبل
الذي ينتظره فيسببن بطريقتهن تلك الإحراج
للعابرين والمصطافين الرافضين لهذا الأمر
حيث يصبح رفضهم محط أنظار الآخرين نظراً
لتشبث تلك المتسولات أو المنجمات وإلحاحهن
على فرض رغبتهن بالتبصير، ومن يرضخ لهن من
المصطافين يجد نفسه قد وقع في مأزق كبير
يريد الخروج منه دون أن يجد لذلك سبيلا
إلا بدفع مبالغ كبيرة لم يكن يحسب لها
حساباً، حيث تبدأ تلك المتسولات بالتبصير
بداية لقاء بضع ليرات لتبعها مئات متتالية
وتزداد تدريجياً تحت ذريعة أن هذه المبالغ
ليست لها بل للجان كي يتجاوب بتسهيل عملية
كشف المستور بشكل أوضح وتتضاعف المبالغ
حين اكتشافهن وجود سحر يحيط بالمبصر له أو
لها ما يستدعي الفك الذي يتطلب مواد
مرتفعة الثمن إضافة لمبلغ خاص للجان
المختص، وهكذا دواليك لحين تجمع عدد من
المنجمات الأخريات اللاتي يقتربن للمشاهدة
بجانب زميلاتهن في المهنة وإدراك من وقع
في الفخ أنه وضع نفسه أمام شبكة من النساء
اللاتي يستخدمن التبصير طريقة للنصب
والاحتيال والابتزاز بإفراغ الجيوب من
محتوياتها وفي حال رفضه دفع المبلغ
المطلوب أو المترتب عليه يوقع نفسه بإحراج
أمام من حوله نتيجة الصراخ واتهامه أنه
استغل عملها دون أن يعطيها حقها لتشهد على
ذلك زميلاتها اللاتي وردن، وهذه الحالة
كثيراً ما تتردد مع سياح مختلفين وخاصة
على شاطئ رأس البسيط السياحي باعتباره
شاطئاً شعبياً يدخله من هبّ ودبّ وبدلاً
من معالجة هذه المشكلة، نجد أن أول مظاهر
استعدادات الموسم السياحي الحالي في رأس
البسيط بدت بتوافد أفواج المبصرات على
مرأى من الجهات المعنية التي تتجاهل هذه
الظاهرة التي تسيء للسياحة وللسياح. |