نحن
شعب خُلقنا بالفطرة سعداء، حتى عند الحزن
سعداء، وفي أحلامنا سعداء، وعند الموت
سنكون سعداء أكثر (هرباً من الواقع
المعاشي)..
في الحالة الاقتصادية المعاشية، السوري
السعيد متوسّط دخله الشهري 200 دولار،
فيما الأسعار؛ من علبة السجائر إلى اللحوم
والخضار والفواكه والألبسة الداخلية
(الأندر وير)- بلا مُستحى- إلى باقي أنواع
الألبسة، في غلاء مستمرٍّ، هذا ولم
نتحدَّث عن الفواتير «المسبِّبة للجلطات
للشعب السوري»..
أما نسبة البطالة، فحدِّث ولا حرج.. كثير
من الجامعيين لا يجدون فرص عمل إلا إذا
كان الواحد مسعوداً... آه أقصد «مسنوداً»،
أو إذا كان يملك ثمن فنجان «كابوتشينو»؛
على اعتبار أنَّ ثمن فنجان القهوة «ما عاد
وفَّى بهل الغلى» .
الرواتب فضفاضة لدرجة أنَّ عقول السعداء
السوريين توقَّفت عن العمل.. الشقة
والسيارة والوظيفة والاستجمام، أصبحت مكان
الحور العين.. وأنهار اللبن والعسل ينتظر
السوري السعيد الحصول عليها عندما يدخل
إلى جنان الخلد!.. لكن هذا إن وجد
السوريون السعداء قبوراً بأسعار معقولة؛
فقبر في مقبرة الدحداح أو الباب الصغير
بلغ سعره حدّاً خيالياً.. باختصار، على
السوري السعيد أن يؤمِّن قبراً يليق به
ليكون ميتاً سعيداً! وإلى السعادة
الحقيقية نلتقي، فالفقراء أحباب اللـــّه. |