|
بعد
إعلان الولايات المتحدة أمس عن موعد لبدء
المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية
المباشرة في 2 سبتمبر (أيلول) المقبل،
هناك ترقب حذر في واشنطن حول إمكانية
إطلاق مسار مفاوضات السلام بين سورية
وإسرائيل خلال الفترة المقبلة. وتؤكد
مصادر أميركية أن إدارة الرئيس الأميركي
باراك أوباما مهتمة بإطلاق هذا المسار
وإنجاحه، ضمن إطار تحقيق هدف إحلال السلام
الشامل في الشرق الأوسط. وتبذل الإدارة
الأميركية جهودا من أجل تحقيق أرضية
مشتركة وبناء الثقة بين السوريين
والإسرائيليين خلال الفترة المقبلة من أجل
بدء المفاوضات بين الطرفين، بعد انقطاع
المحادثات غير المباشرة بينهما نهاية عام
2008، على أثر حرب غزة. وكان المسؤول
الأميركي عن ملف مساري السلام، بين سورية
وإسرائيل ولبنان وإسرائيل، فريد هوف، قد
زار المنطقة بداية الشهر الحالي لبحث
تفاصيل جديدة لوضع أرضية للمفاوضات.
وعلى الرغم من أن تفاصيل مفاوضات السلام
ونقاط بدء تلك المفاوضات بين السوريين
والإسرائيليين لم تحسم بعد، فإن هناك
نقاطا تم توضيحها سابقا خلال المفاوضات
غير المباشرة، التي رعتها تركيا بين
الطرفين، عام 2008، مما يساعد في التمهيد
لإطلاق مفاوضات السلام قريبا. ويعتبر
مسؤولون أميركيون أن بدء المفاوضات في
المسار السوري - الإسرائيلي يعتمد أولا
على إطلاق المسار الفلسطيني - الإسرائيلي،
الأمر الذي لم يحسم إلا خلال الأيام
القليلة الماضية. وكان هناك حرص من
الولايات المتحدة وسورية وإسرائيل على عدم
إطلاق المسار السوري - الإسرائيلي قبل
إحراز تقدم على الصعيد الفلسطيني. وقال
مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ«الشرق
الأوسط»: إن «جميع الأطراف تؤمن بأنه قبل
بدء المسار السوري - الإسرائيلي، يجب
إطلاق المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين
والإسرائيليين». وبعد أن أعلنت وزيرة
الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إطلاق
المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين
والإسرائيليين في أول أسبوع من سبتمبر
(أيلول) المقبل، يبدو أن الأرضية قد وضعت
لبحث إطلاق المفاوضات السورية –
الإسرائيلية، وحلحلة الملف الذي أصبح
عالقا منذ أن انقطعت المفاوضات غير
المباشرة إثر حرب غزة.
وهناك معارضة إسرائيلية لتولي تركيا دور
الوسيط بينها وبين السوريين، بعد أن
تدهورت العلاقات التركية - الإسرائيلية
خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد الهجوم
الإسرائيلي على «أسطول الحرية» الذي أدى
إلى مقتل 9 أتراك.
وعلى الرغم من أن واشنطن أعلنت مرات عدة
عن ترحيبها بمشاركة أي طرف يسهل المفاوضات
بين سورية وإسرائيل، فإن الدور الأكبر
لإنجاح تلك المفاوضات وتطبيقها سيكون على
العاتق الأميركي. وقال المسؤول الأميركي
رفيع المستوى إنه عندما يتم التوصل إلى
اتفاق بين الإسرائيليين والسوريين
«الولايات المتحدة ستشرف على تطبيقه
بطريقة أمينة». وهناك حذر أميركي في
الحديث عن المسار السوري - الإسرائيلي
خلال الفترة الراهنة؛ إذ هناك تركيز على
المسار الفلسطيني - الإسرائيلي بالدرجة
الأولى. إلا أن مصادر أميركية مطلعة على
ملف المفاوضات تؤكد تواصل فريق المبعوث
الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط،
جورج ميتشل، مع المسار السوري -
الإسرائيلي والمسار اللبناني -
الإسرائيلي. ويذكر أن الإدارة الأميركية
كانت قد حرصت على إرسال سفير جديد إلى
دمشق بعد انتخاب أوباما، لتحسين العلاقات
مع سورية لبحث مفاوضات السلام. إلا أن
مرشح الرئيس أوباما لهذا المنصب الذي بقي
شاغرا منذ عام 2005، لم يحصل على مصادقة
مجلس النواب بعد. والسفير روبرت فورد،
المرشح لمنصب السفير في سورية، ما زال
ينتظر في واشنطن حتى يحصل على موافقة مجلس
الشيوخ. وتشعر بعض الأطراف الأميركية
المطلعة على ملف الشرق الأوسط بحسرة، بسبب
عدم تأخر إعادة السفير إلى سورية في وقت
تريد الولايات المتحدة فيه أن تدفع جهود
السلام في كل الاتجاهات. |