أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

21/08/2010

 

الحكومة تعد لمناهج ومدارس جديدة... فماذا عن معلم ديكتاتور وطالب يتهم بالغباء والحيونة !!؟؟

 

 

قد تبدو الفترة الصيفية غير مناسبة للحديث عن هكذا موضوع، ولكن ما الذي يشعر به أحد طلبة المدارس الحكومية عندما يقول له معلمه وبكل ديكتاتورية " أنت حيوان" ...!!؟

يقال أن الحكومة تعمل على تنشئة جيل ذو مستوى عالي من العلم والمعرفة، وقيل أنها ستحرر الطلبة من قيود وسلاسل وأغلال المعلمين وطرائقهم التقليدية في التعليم، عبر مناهجها الجديدة، وقيل أنها أهلت وأعدت الآلاف من هؤلاء المعلمين ليكونوا قادرين على تلقين تلك المناهج بأساليب عصرية، وأنها خصصت أكثر من 91 مليار ليرة سورية لتلك العملية بما فيها بناء المدارس الجديدة...

إلا أن مناسبة الحديث لم تتعدى حدود تذكرة الحكومة بمسألة في غاية الأهمية إن كانت في غفلة عنها ضمن خطتها الرامية لتحسين المستوى التعليمي، مسألة لا تزال حتى الآن بحصة عالقة في حناجر أهالي طلبة المدارس، بل هي في الحقيقة مسرحية من الهزل المأساوي بين المعلم السيد والطالب العبد تزاح عنها الستائر يومياً على مسارح المدارس الحكومية.

فهل تعلم الحكومة أن الغالبية العظمى من المعلمين بحاجة لتأهيل وإعداد خلقي، خاصة وأنهم مدرسين ومدرسات بعيدون أو بالأحرى لا يريدون سماع طلابهم، ولا يهتمون بما يحتاجونه، بل تعتلي معاملتهم لهؤلاء الطلبة عرش الاحتقار والإذلال وكأنهم بلا كرامة أو ذكاء أو رأي مستقل..

وبدل أن يحفزوا طلبتهم على المثابرة والاجتهاد، كذلك حثهم على الإبداع واكتشاف وتنمية مهاراتهم بشكل ذاتي، وبدلاً من أن يستمعوا لأفكارهم ومقترحاتهم باهتمام وصدق في المتابعة، يحاولون تحطيم ثقتهم بأنفسهم وكأنهم رق عبيد، لدرجة تصل لحد إطلاق الكثير من الألقاب الجارحة والمخجلة مثلاً " أنت حيوان " ناهيك عن التهديد الدائم والمستمر بالعقاب والسخرية.

فالكثير من مدارسنا الحكومية أصبحت مصدراً للعنف النفسي وليس بعيداً أن تصل لمرحلة القذف والسب فالطالب الذي يخالف أستاذه ويعارض رأيه في حل مسألة رياضية أو فيزيائية، سرعان ما يوجه إليه معلمه أصابع الاتهام بالغباء ومحاولة منه لتحدي معلمه العبقري الجهبذ، في الوقت الذي لا يقاس به العلم بنمطيات وقوالب من الجمود والسيطرة، ولم يكن التوبيخ والتعنيف بأسلوب ديكتاتوري فكري يوماً ما بسلاح علمي سليم، بل هو سلاح سلبي يستخدمه الكثير من المعلمين لتغطية ضعفهم وفشلهم في أداء العملية التدريسية وتحقيق الغايات المرجوة منها.

لذلك وحفاظاً على مسير العملية التعليمية وتحقيقاً لمقولة أن المعلمون هم شموعاً تحترق لتنير دروب الأجيال نحو المستقبل، فإننا لا نعتقد أن بناء المدارس وإعداد المعلمين أكاديمياً لتتناسب قدراتهم مع تلقين المناهج الجديدة وصرف الأموال دون جدوى تذكر هو الحل الأمثل للنهوض العلمي بل يجب أن تدرج الحكومة في خطتها بنداً لإعداد غالبية المعلمين أخلاقياً بالدرجة الأولى ومن ثم أكاديمياً، حيث أن ذلك لا يتم إلا بإجراء دورات صاعقة في التربية الأخلاقية ويفضل أن تكون في البادية السورية.

المصدر:سيريانديز   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري