افادت
مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الاسرى
والمعتقلين ان الاسير السوري صدقي سليمان
احمد المقت يكمل ربع قرن من الاسر بصمود
وثبات.
وقالت المؤسسة في بيان ان الاسير المقت
ولد بتاريخ 17/4/1967 في قرية مجدل شمس من
قرى الجولان السوري المحتل، والذي يصادف
عيد ميلاده بعيد الجلاء السوري، والذي كان
عمره 52 يوما عند احتلال الجولان من قبل
قوات الاحتلال الاسرائيلي وينتمي الاسير
صدقي لعائلة مناضلة تعشق الارض والحرية،
حيث والده سليمان المقت تم اعتقاله اكثر
من مرة ولفترات متباعدة وكان أخرها قبل
عشر سنوات، وقد اعتقل أخيه فخري والذي
أفرج عنه قبل اعتقاله وأخيه بشر بأيام
معدودة.
واضافت ان الاسير المقت انهى دراسته
الابتدائية في مدارس القرية، ثم المرحلة
الاعدادية والثانوية في قرية مسعدة، وبادر
مع مجموعة لتأسيس خلية للمقاومة الوطنية
أطلقوا عليها إسم "حركة المقاومة السرية "
ومن ثم عمل على دمج خلية أخرى كان قد شارك
في تأسيسها أخيه بشر مع رفاقه الى خليته،
وتمكنوا من الاستيلاء على عدد من القنابل
اليدوية والالغام الارضية، وقاموا بزرعها
في طريق معسكرات الجيش الاسرائيلي،
والاحتفاظ بالبعض في أماكن بعيدة عن سكن
الاهالي، كما عملوا على نقل بعضها الى
المقاومين في فلسطين ، واقدموا على تفجير
معسكر بئر الحديد قرب قرية بقعاتا في
الجولان ، حيث كان هذا المعسكر يحوي 1400
قذيفة ومنه تقصف المقاومة اللبنانية في
حرب 1982.
يذكر أن صدقي كان أحد المشرفين على عملية
الاستيلاء على المعدات العسكرية والقنابل
اليدوية من مخرن عسكري قرب مستوطنة "تيفي
أتيب " .
وكان المقت ناشطا قبل اعتقاله في اوساط
الشبيبة الطلابية وشارك في كافة التظاهرات
والاحتجاجات ضد الاحتلال الاسرائيلي الى
أن تم اعتقاله بتاريخ 23/8/1985 حيث خضع
للتحقيق المكثف والقاسي، وفي العشرين من
أيار عام 1986 اصدرت المحكمة العسكرية
الاسرائيلية حكما عليه بالسجن لمدة 27
عام، وخلال جلسة النطق بالحكم رفض الوقوف
للقاضي العسكري معبرا عن عدم اعترافه
بشرعية المحكمة ووجه كلاما لاذعا للقاضي
بحضور طاقم المحامين ومحامي الصليب الاحمر
الدولي.
ويعتبر الاسير المقت اقدم الاسرى العرب في
سجون الاحتلال، وقد تسلم راية عميد الاسرى
العرب من شقيقه ورفيق دربه بشر الذي تحرر
في شهر اكتوبر من العام 2009 والذي سبق
وأن تسلم تلك الراية من الاسير اللبناني
سمير القنطار الذي نحرر في تموز من العام
2008، ويحتل الاسير صقي رقم 22 على قائمة
الاسرى الذين أمضوا أكثر من 25 عاما داخل
الاسر.
والاسير المقت من قيادات الحركة الاسيرة
ومن صانعي القرار داخل السجون، وشارك في
كل الخطوات النضالية والاضرابات، وفي
اضراب عام 2004 في سجن بئر السبع ويسجل له
أنه آخر اسير فك اضرابه بعد أن اقدم ما
يقارب 150 جندي على إجباره السير مشياً
على الاقدام وكانت العصي تنهال عليه
بطريقة وحشية ولا انسانية وبشهادة جميع
الاسرى.
واشارت "مانديلا" الى ان الاسير المقت
تعرض الاسير صدقي المقت للعزل الانفرادي
اكثر من عشر مرات كونه من قيادات الحركة
الاسيرة ولانه يرفض التنازل عن حقوقه
والتخلي عن مبادئه وأفكاره، وقد عُزل عزل
مفتوح لمدة عام قابل للتجديد في عزل سجن
بئر السبع عام 2007 لكتابته مقال عن الدعم
والمقاومة اللبنانية، وتم مقايضته من قبل
المخابرات الاسرائيلية بالتراجع عن مقالته
مقابل اخراجه من العزل ولكنه رفض ذلك.
وقد شكلت لجنة قيادية خاصة لمتابعة وضعه
في دمشق، وقامت مجموعة من المحامين
الفلسطينيين من الضفة وعرب 48 بمتابعة
قضية عزله أمام المحاكم العسكرية
الاسرائيلية حتى تم اخراجه من العزل.
واكد الاسير المقت في رسائله ومقالاته أن
هدف إدارة السجون من عزل الاسرى في هكذا
ظروف هو وضع الاسير تحت المساومة المباشرة
حتى يتخلى عن قناعاته الوطنية مقابل فك
عزله، حيث المطلوب من الاسير المعزول ان
يتحدث بطريقة تحظى برضا الاسرائيلين وان
يتجرد من مبادئه الى أن يتم إفراغه من
محتواه الوطني والنضالي وهذا ما يرفضه
لنفسه ولكافة إخوانه الاسرى المعزولين
وبأنه يعاني من سياسة الاضطهاد والعذاب
اليومي بسبب أرائه السياسية والفكرية وفي
رسالته الاخيرة بمناسبة مرور ربع قرن على
اعتقاله يقول : 25 عاما من الاسر والصمود
والثبات على المبادىء والتحدي والاصرار
على مواصلة ذات الطريق من الكفاح، وقد
أبلغ ذويه في أخر زيارة أنه يهيء نفسه
لربع قرن آخر داخل السجون الاسرائيلية.
ويؤكد الاسير صدقي في رسالته بأن كل يوم
يمر عليه داخل الاسر يعزز قناعته بأن
الاوطان لا تحررها سوى فوهات البنادق
وسواعد أبنائها ... وان هذه الجراح
النازفة لن تندمل الا برحيل الغاصب عن
الاراضي العربية في كل مكان.
واكدت المؤسسة انها على تواصل مستمر مع
كافة الاسرى في السجون الاسرائيلية وخاصة
الاسرى القدامى واسرى الجولان السوري
المحتل، مناشدة كافة الجهات العربية
والدولية بإنهاء معاناة أسرى الجولان
والعمل على الافراج عنهم، مطالبة آسرى
شاليط بإدراج أسماء أسرى الجولان والاسرى
العرب في قائمة التبادل وعدم إغفال أي
منهم. |