ما هي
المعلومات القاطعة التي ستقدمها جهات
اميركية حول تورط «حزب الله» في عملية
اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق
رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، في
الايام القليلة المقبلة؟
الاجابة عن هذا السؤال قطعت العطلة
الصيفية لمتابعي الشأن اللبناني في
العاصمة الاميركية، مع بروز حركة مفاجئة
في اتجاه تفنيد ما قدمه الامين العام لـ
«حزب الله» السيد حسن نصرالله اخيرا حول
احتمال تورط اسرائيل في مقتل الحريري،
وتزامن ذلك مع كشف مصادر اعلامية لـ «الراي»
ان مقالات على مستوى كبير من الحساسية، قد
ترد تباعا في الصحف الاميركية خلال الايام
المقبلة.
في الادارة الاميركية، 3 اشخاص فقط
يتابعون ملف المحكمة الدولية الخاصة
بلبنان، وكل الشؤون المتعلقة بها. يقول
احدهم لـ «الراي»، شرط عدم ذكر اسمه، انه
استمع مطولا الى خطاب نصرالله وشاهد ما
قدمه حول احتمال تورط اسرائيل في الجريمة،
واصفا الامر بانه «محاولة لتضليل التحقيق
وشراء الوقت».
ويضيف: «قد تظهر في الايام القليلة
المقبلة ادلة قاطعة على تورط حزب الله في
مقتل الحريري».
تسأل «الراي» المسؤول الاميركي حول
امكانية ان يكون تورط «حزب الله» جاء عن
طريق «عناصر غير منضبطة» على ما هو شائع
في بعض الاوساط اللبنانية. فيجيب: «ايمكن
ان يكون عماد مغنية او مصطفى بدرالدين،
عناصر غير منضبطة»؟
تسأل «الراي» كذلك، ان كانت الادارة
الاميركية تتبنى ما ورد في الاعلام
الاسرائيلي اخيرا حول تورط مصطفى بدرالدين
في الجريمة، فيرد: «لن اؤكد او انفي
ذلك... الدلائل ستظهر قريبا».
يذكر ان وسائل الاعلام المختلفة تصف
بدرالدين بانه مسؤول رفيع المستوى في «حزب
الله»، وبانه نسيب وخليفة المسؤول العسكري
مغنية، الذي اغتيل في دمشق في فبراير
2008.
يضيف المسؤول، انه حتى ظهور تفاصيل تؤكد
«تورط بدرالدين وحزب الله، من السهل تفنيد
ما ذكره نصرالله عن تورط اسرائيل». ويورد
بعض الاشارات للدلالة على «تخبط حزب الله
ومحاولاته اليائسة لابعاد الشبهة عن نفسه
وعن شركائه».
في الدلائل، يبرز لنا المسؤول قصاصة ورق
هي عبارة عن نص مقابلة اجرتها فضائية
«العربية» مع نائب الامين العام لـ «حزب
الله» الشيخ نعيم قاسم في 26 فبراير 2006.
ويشير الى نص المقابلة للدلالة على «زلة
لسان من مسؤول كبير في حزب الله يظهر فيها
ادعاء الحزب ان اهتمام اجهزته الاستخبارية
ينصب لمواجهة النشاط الاسرائيلي في لبنان،
وان ذلك لا يغطي جريمة الحريري».
وكان قاسم قال، بالاجابة عن سؤال حول طلب
النائب وليد جنبلاط من الحزب المساعدة في
التحقيقات في اغتيال الحريري، ما يلي:
«نحنا لان اهتمامنا بالموضوع الإسرائيلي
امكاناتنا، معلوماتنا، تنصتنا، كل الامور
اللي نحنا عم نشتغل فيها منصرفة للموضوع
الإسرائيلي، لما واحد بدو يكتشف شي
بالداخل، يعني بالداخل بدو يكون عنده شغل
على الداخل، يعني بدو يكون عنده آلية
وانتشار».
ويضيف قاسم: «ما عنا معلومات كافية، نحن
ما عنا معلومات لانه نحن حتى يكون عنا
معلومات بالداخل بدو يكون فيه عنّا شبكات
أمنية موجودة، بدو يكون عنا انتشار.. مرة
طرح سماحة السيد (نصرالله) عبر وسائل
الإعلام إنه إذا الدولة تعتبر إنه هيّ
بحاجة لخبراتنا بالموضوع خليها تقول بشكل
رسمي... بشكل رسمي يعني يأخذوا قرار بمجلس
الوزراء إنه نحنا والله بدنا منكم 500
عنصر، 1000 عنصر يشتغلوا بالموضوع الداخلي
ونحنا نساعدهم بالموضوع».
يعلق المسؤول الاميركي بالقول: «كان قاسم
يقول ان حزب الله لن يساعد في التحقيقات
في جريمة اغتيال الحريري من دون طلب رسمي
من مجلس الوزراء». ويضيف متسائلا «اين هو
الطلب الرسمي؟ ولماذا قرر نصرالله ان يعود
الى ارشيف جهازه الاستخباري بعد 5 سنوات
على الجريمة ومن دون طلب احد».
في الدلائل ايضا، يقول المسؤول الاميركي
ان «رواية نصرالله كانت مفككة وغير
مترابطة، حتى صور طائرة الاستطلاع
الاسرائيلية التي كان يفترض انها ترصد
نقطة اغتيال الحريري، لم تكن مقنعة وكانت
الدائرة الحمراء التي اضافتها الماكينة
الاعلامية للحزب للاشارة الى موقع الجريمة
خارج اطار الصورة في معظم الاوقات، وهو ما
يشير الى تصوير عشوائي اسرائيلي ومسح عام
لا رصد لنقطة الاغتيال».
المسؤول يتابع: «كل خطاب نصرالله وادلته
كانت عبارة عن فبركة تهدف الى تضليل
التحقيق وربما اشغال المدعي العام للمحكمة
الدولية بتفاصيل لشراء الوقت وتأجيل صدور
القرار الظني». ويضيف ضاحكا: «وتمت اضافة
غرافيكس وموسيقى في الخلفية لزيادة
التأثيرات الدرامية».
ويقول: «هذه ليست معلومات صالحة لتحقيق
سير العدالة، بل هي فيلم دعائي».
المسؤول يختم بالاصرار على عدم الافصاح عن
المعلومات المتوقع ظهورها الى دائرة الضوء
وتأكيد تورط «حزب الله». ويقول: «ادليت
اليوم بما فيه الكافية».
نكرر سؤالنا حول ما اذا كانت واشنطن ستؤكد
الرواية الاسرائيلية حول بدرالدين، فيكتفي
المسؤول باعتبار ان «القصة اكبر من
بدرالدين، وتورطه سيظهر تورط اخرين في
الحزب».
وحول ان كانت المعلومات حول ضلوع بدرالدين
او غير من «حزب الله» بحيازة المحكمة
الدولية، او ان كانت سترد في القرار
الظني، يقول: «قلت لك قبلا، نحن لا نعرف
ما يعرفه (المدعي العام دانيال) بلمار،
لكننا نأمل ان يعرف هو ما نعرفه نحن
وغيرنا، ونحن ندعم عمل هذه المحكمة
المستقلة بمطلق الاحوال». |