قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس،
إن «حالة من الذعر والغضب الشديد» تسود
مدينة حمص، بعد أن سلم الأمن جثة الفتاة
زينب الحصني التي اختطفت من قبل عناصر
الأمن قبل نحو شهر للضغط على شقيقها محمد
ديب الحصني الذي قتلته قوات الأمن لاحقا.
وأضاف المرصد في بيان أمس، أن جثة زينب «كانت
مقطعة الأطراف والرأس عند تسليمها، وقد
سلمت إلى ذويها في المستشفى العسكري بحمص
حيث وردت أنباء عن احتجازها من قبل فرع
أمني». وأشار المرصد إلى أن المدينة شهدت
عددا من حالات الاختطاف لفتيات، حيث
اختطفت فتاة أخرى من أحد أحياء حمص، كما
وردت أنباء عن اختطاف 5 فتيات داخل
المدينة.
وكانت زينب البالغة من العمر 19 عاما، قد
اختفت قبل عدة أسابيع، وسأل أهلها عنها في
جميع فروع الأمن من دون الحصول على إجابة،
إلى أن تم استدعاء والدها يوم السبت
الماضي إلى المستشفى العسكري بحمص،
لتسليمه جثة زينب في كيس أسود، وقد قطعت
أطرافها، ثم أجبر الوالد على دفنها بتكتم
شديد وبحضور أمني مكثف، بعد توقيعه أوراق
تقول «إن إرهابيين قاموا بقتل ابنته
واغتصابها وتقطيع جثتها»، فيما يؤكد
ناشطون أن الشبيحة هم الذين اختطفوها وهم
برفقة الأمن وتحت أعينهم للضغط على أخيها
لتسليم نفسه.
وقد أثارت قضية الحصني غضب أهالي حمص
ومخاوفهم على بناتهن، وقالت مصادر محلية
إن «حوادث اغتصاب كثيرة تحصل لكن يتم
التكتم عليها بداعي الستر كما تقتضي
العادات والأعراف». ولكن مع ازدياد هذه
الحوادث، دعت المصادر الجميع «لفضح هذه
الممارسات البشعة لأن التكتم والصمت
سيفاقم هذه المشكلة».
وطلب ناشطون في مدينة حمص عبر صفحاتهم على
موقع «فيس بوك»، من النساء «التزام
المنازل وعدم الخروج وحدهن وتجنب استخدام
سيارات الأجرة»، ولفتوا إلى أن «نحو 18
فتاة تم اختطافهن في حمص، وتم أخذهن إلى
إحدى المزارع حيث تعرضن للاغتصاب»،
واتهموا بذلك الشبيحة وقوات الأمن.
وفي نداء تكرر نشر على أكثر من صفحة من
الصفحات الداعمة للثورة السورية على موقع
«فيس بوك»، دعا ناشطون إلى «التنسيق مع
جميع الصفحات والمجموعات لتوعية أهالي حمص
وقراها بضرورة عدم خروج النساء نهائيا،
لأن عصابات الشبيحة يخطفون النساء ويتم
اغتصابهن بشكل يومي لفترة طويلة قبل قتلهن
وتقطيع أوصالهن». وذكروا بقصة الفتاة زينب
الحصني، كما لفتوا إلى أنه تم أول من أمس
«اختطاف فتاة اسمها ضحى عبد الغفار الشوا
من أمام منزلها، وتمت محاصرة إحدى مدارس
البنات في حمص بهدف اختطاف المزيد».
وقال ناشطون في منطقة باب السباع بحمص،
إنهم تمكنوا من القبض «على أحد الشبيحة
أثناء محاولته قتل أحد الناشطين»، مشيرين
إلى أنه «اعترف بأنه وزملاءه قاموا
باختطاف مجموعة من الفتيات من شقيقات
المعارضين أثناء قيامهم بعمليات مداهمة
برفقة قوات الأمن، وتم احتجازهن في مزرعة
وتم اغتصاب عدد منهن ثم قاموا بقتلهن». |