قتل 26 شخصا اليوم الاربعاء بينهم
صحافيان غربيان في القصف المستمر على حي
بابا عمرو في حمص لليوم التاسع عشر على
التوالي، في وقت استنفر المجتمع الدولي في
محاولة لتأمين مساعدات انسانية ملحة الى
سوريا.
وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان
بعد الظهر "ارتفع الى 24 عدد الشهداء
المدنيين السوريين الذين قتلوا اليوم
الاربعاء اثر القصف الذي يتعرض له حي بابا
عمرو منذ الصباح".
وكان اعلن صباحا عن مقتل الصحافية
الاميركية ماري كولفن (خمسون عاما)
والمصور الفرنسي ريمي اوشليك (28 عاما).
واوضح ناشطون مناهضون للنظام في بابا عمرو
ان الصحافيين قتلا واصيب ثلاثة صحافيين
اجانب آخرين على الاقل غيرهما بجروح في
قصف طال منزلا حوله ناشطون مناهضون للنظام
السوري الى مركز اعلامي في حي بابا عمرو
في حمص التي تتعرض احياء فيها للحصار
والقصف من قوات النظام منذ الرابع من شباط/فبراير.
وكولفن مراسلة كبيرة لصحيفة "صنداي تايمز"
البريطانية. عرفت بتغطيتها للاحداث في
مناطق عدة من العالم تشهد نزاعات. وقد
نالت جائزة افضل مراسلة في الخارج للعام
2010 في بريطانيا.
وريمي مصور لوكالة اي بي3 برس ومقرها
باريس، غطى الكثير من الاحداث في باريس
والنزاعات في العالم. ونشرت الصور التي
التقطها في مجلتي باري ماتش وتايم وصحيفة
وول ستريت جورنال. وقد نال جائزة وورلد
برس 2012 عن تغطيته لاحداث ليبيا.
السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد: "سوريا
محتاجة لحل سلمي" 2012/02/1
ومنذ تطور الاحداث في حمص التي تحولت الى
ابرز معاقل الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار
الاسد، دخل عدد كبير من الصحافيين الاجانب
الى المدينة بطريقة غير شرعية، في ظل
القيود التي تفرضها السلطات على
الاعلاميين.
واعلنت السلطات السورية الاربعاء ان لا
علم لها بوجود اوشليك وكولفن على اراضيها.
وقال وزير الاعلام عدنان محمود لوكالة
فرانس برس "ليس لدى السلطات اي علم بدخول
الصحافي ريمي اوشليك والصحافية ماري كولفن
او وجودهما على الاراضي السورية. وطلبنا
من السلطات المختصة في حمص البحث عن مكان
وجودهما ومتابعة الموضوع".
الولايات المتحدة قد تفتح الباب لتسليح
المعارضة السورية 22/02/2012
إعداد محجوبة كرم
واضاف ان "الوزارة تطلب من جميع
الاعلاميين الاجانب الذين دخلوا الى سوريا
بطريقة غير شرعية مراجعة اقرب مركز للهجرة
والجوازات لتسوية اوضاعهم وفق القوانين
المرعية".
وطالبت باريس بامكانية "الوصول الآمن"
لاسعاف الجرحى الموجودين في حمص.
واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان
مقتل الصحافيين يثبت ان "على هذا النظام
التنحي".
وقال "هذا يكفي الان، على هذا النظام
التنحي وليس هناك اي سبب لكي لا يحظى
السوريون بحق عيش حياتهم واختيار مصيرهم
بحرية".
ونددت واشنطن بمقتل الصحافيين. وقالت
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية
فيكتوريا نولاند ان "هذا الحادث المأسوي
يشكل نموذجا جديدا على الوحشية الوقحة
لنظام الاسد".
وقالت وزارة الخارجية الروسية ان "موسكو
تدين بقوة وهي قلقة جدا" بعد مقتل
الصحافيين الغربيين، معتبرة ان هذا "الحدث
المأسوي يؤكد مرة جديدة ضرورة قيام كل
اطراف النزاع السوري بوقف العنف".
واصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" غير
الحكومية بيانا دانت فيه مقتل الصحافيين
الغربيين، مشيرة الى معلومات عن اصابة "خطرة"
للصحافية اديت بوفييه التي تعمل لصالح
مجلة "لو فيغارو" الفرنسية.
وقالت المنظمة "اننا ندين بقوة هذه
الجريمة. ان نظام دمشق يواصل بالدم سياسة
الرقابة وقمع الاعلام. وقد قرر ان يعاقب
بشكل جماعي كل الشعب وان يسكت باكثر
الوسائل عنفا الصحافيين الشهود على
ممارساته".
واضاف بيان المنظمة "لا يمكن للمجتمع
الدولي الا ان يقوم برد فعل ازاء الماساة
التي تطال المدن التي تشكل معاقل الاحتجاج
من اجل الديموقراطية".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان
رامي عبد الرحمن من جهته لفرانس برس "ان
هناك طائرات استطلاع تحلق طيلة الوقت فوق
حمص، واعتقد انها على الارجح التقطت
اشارات تدل على ارسال عبر الاقمار
الصناعية".
واضاف "لا اعتقد ان الصحافيين قتلا في قصف
عشوائي".
وبلغ عدد الصحافيين الغربيين الذين قتلوا
في سوريا منذ بدء الاضطرابات في منتصف
آذار/مارس الماضي ثلاثة. وقتل في 11 كانون
الثاني/يناير الصحافي الفرنسي جيل جاكييه
في قذيفة خلال زيارته برفقة مجموعة من
الصحافيين الاجانب حمص في رحلة منظمة من
السلطات. ولم يعرف مصدر القذيفة.
وقتل اليوم ايضا مواطنان في اطلاق نار من
رشاشات ثقيلة تعرضت له مدينة خان شيخون في
محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد
السوري لحقوق الانسان الذي يزود وسائل
الاعلام ببيانات متتالية عن التطورات في
سوريا.
وبذلك تكون حصيلة القتلى اليوم 28. وافاد
المرصد في اتصال مع وكالة فرانس برس ان
اكثر من 7500 شخص قتلوا منذ اندلاع الحركة
الاحتجاجية في سوريا، معظمهم من المدنيين.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "بين
القتلى 5542 مدنيا و2092
عنصرا من الامن والجيش منهم اكثر من 400
منشق".
واورد المرصد ان قوات الامن السورية نفذت
اليوم "حملة اعتقالات في المدينة الجامعية
في حلب بعد مظاهرة طالبية خرجت في كلية
الكهرباء" ووجهت باطلاق الرصاص من قوات
الامن الذي اوقع عددا من الجرحى.
وتشهد جامعة حلب منذ ايام تظاهرات شبه
يومية تطالب باسقاط النظام السوري.
وبحسب لجان التنسيق المحلية، سجل الاربعاء
ايضا "قصف عنيف بقنابل الهاون والقذائف
الصاروخية والرشاشات الثقيلة على مدينة
القصير في حمص".
وفي دمشق، افادت اللجان عن خروج تظاهرة في
منطقة البحصة في وسط العاصمة "هاجمتها
قوات الامن والشبيحة".
وسجل خلال الساعات الاخيرة استنفار دولي
بهدف ايصال مساعدات انسانية الى المناطق
السورية التي تعاني نقصا في المواد
الغذائية والطبية، خصوصا الى حمص، لا سيما
بعد دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر
الدولي الى هدنة يومية من ساعتين في سوريا
لايصال المساعدات الى المحتاجين، ودعوة
الامم المتحدة الى السماح بوصول المساعدات
من دون عوائق.
واعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب
الاحمر في دمشق صالح دباكة، ردا على سؤال
لوكالة فرانس برس، ان "اللجنة تجري
محادثات مع السلطات ومع اعضاء في المعارضة،
وان رئيس اللجنة الدولية التقى اليوم
ممثلين عن المجلس الوطني السوري في جنيف".
واضاف "اننا نبحث في ما يمكن القيام به من
اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار".
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية
الاربعاء دعم روسيا لنداء اللجنة الدولية
للصليب الاحمر من اجل هدنة يومية.
الا ان موسكو رفضت الاقتراح الفرنسي
باقامة "ممرات انسانية" في سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي
غاتيلوف "يرجح الا يكون لاقامة هذه
الممرات الانسانية اي فعالية. ولن يكون من
شان ذلك سوى تفاقم النزاع والذهاب الى
مواجهات عسكرية خطيرة".
وطالب المجلس الوطني السوري، ابرز هيئة
للمعارضة السورية، الاربعاء المجموعة
الدولية باقامة "مناطق آمنة" في البلاد،
مشيرا الى ان التدخل العسكري ربما يكون "الخيار
الوحيد" لانهاء حملة القمع التي يقوم بها
النظام السوري.
واعلن المجلس الوطني انه سيتقدم بمطلب
اقامة "مناطق آمنة" في مؤتمر اصدقاء سوريا
الذي ستشارك فيه المعارضة.
وسيشارك في المؤتمر ممثلو اكثر من خمسين
دولة وهيئة، مع غياب بارز لروسيا.
وابلغ العاهل السعودي الملك عبد الله بن
عبد العزيز الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف
خلال اتصال اجراه الاخير معه الاربعاء عدم
جدوى اي حوار الآن حول ما يجري في سوريا.
ونسبت وكالة الانباء السعودية الرسمية الى
الملك قوله لميدفيدف "كان الاولى
بالاصدقاء الروس ان يقوموا بتنسيق روسي
عربي قبل استعمال حق النقض في مجلس الامن"
ضد مشروعي قرار يدينان القمع في سوريا. "اما
الآن فان أي حوار حول ما يجري لا يجدي". |