قال المعارض السوري البارز هيثم المالح
يوم الاثنين إنه يوجد شبه اجماع على
الرغبة في الإصلاح الديمقراطي في سوريا
ورفض فكرة أنه قد يؤدي إلى حكم طائفي.
وقال المالح المحامي والقاضي السابق
البالغ من العمر 80 عاما والذي أمضى حياته
يقاوم احتكار حزب البعث الحاكم للسلطة
سلميا وقضى كثيرا منها في السجن إن الثورة
على الأبواب ولا يزال النظام لا يبالي
بالتغيير.
وكان مد الانتفاضات الشعبية على الحكام
العرب المستبدين قد وصل إلى سوريا الاسبوع
الماضي عندما قتلت قوات الامن اربعة اشخاص
في مظاهرات شهدتها مدينة درعا.
وامتدت الاحتجاجات التي تمثل أكبر تحد
لحكم الرئيس السوري بشار الأسد (45 عاما)
منذ أن خلف والده قبل 11 عاما إلى بلدة
جاسم يوم الاثنين.
وقال المالح الذي أطلق سراحه من السجن قبل
أسبوعين في إطار عفو عام عن السجناء
المسنين إن النظام الحاكم غير قادر على
الشروع في إصلاحات سياسية يمكنها تجنب
حدوث أزمة.
وقال المالح في مقابلة مع رويترز إن جميع
المحافظات السورية ستثور وإن هناك شبه
إجماع على أن هذا النظام غير قابل
للاستمرار إذ ان الجماهير لا تريده.
واضاف المالح أن الفساد قد نخر النظام حتى
النخاع وأن الأجهزة الأمنية ليست مسؤولة
أمام أي قانون مشيرا إلى ان 60 بالمئة من
السكان يعانون الفقر وأن ما يقرب من ثلث
القوى العاملة عاطلة. وتقديرات المالح
اعلى كثيرا من الارقام الرسمية.
وقال المالح إنه يجب على سوريا كبح جهازها
الأمني المنتشر وبسط سيادة القانون واطلاق
سراح آلاف السجناء السياسيين والسماح
بحرية التعبير والكشف عن مصير عشرات
الآلاف من المعارضين الذين اختفوا في
الثمانينات.
ورفض المالح الذرائع الرسمية بأن سوريا
وهي بلد بها طوائف وأعراق لا تعد ولا تحصى
ليست جاهزة للديمقراطية على النمط الغربي
ورفض ايضا تلميحات أن الإسلاميين سيتولون
مقاليد الأمور إذا رحلت النخبة العلمانية
الحاكمة في سوريا.
وقال المالح إن السوريين لا يوجد في
قلوبهم شيء يسمى الطائفية وانه يذكر
الخمسينات عندما فشل الاسلاميون في جعل
الإسلام الدين الرسمي لسوريا وقالوا انهم
خسروا المعركة لكنهم فازوا بوطن متحد.
وفي عام 1982 أرسل الرئيس السوري الراحل
حافظ الاسد قوات إلى مدينة حماة لسحق
الجناح المسلح لجماعة الاخوان المسلمين في
سوريا. وقتلت قوات الأمن 30 الف شخص.
وقال المالح إن عشرات أضيفوا إلى قوائم
المفقودين بعد ان اخمدت السلطات انتفاضة
في سجن صيدنايا قرب دمشق منذ ثلاث سنوات.
واضاف أن اقارب اولئك الذين قتلوا لا يوجد
لديهم ما يثبت ان ازواجهم وآباءهم او
اولادهم ماتوا.
وكان حافظ الاسد قد زج بالمالح في السجن
لست سنوات في الثمانينات لانتقاده استيلاء
البعث على النقابات المهنية.
وفي يوليو تموز الماضي سجن المالح لمدة
ثلاث سنوات لانتقاده الفساد والمطالبة
بمعلومات عن مصير المفقودين.
وقال المالح انه قبل آخر مرة ذهب إلى
السجن اجتمع رئيس جهاز امني معه لتناول
طعام الغداء وسماع وجهات نظره ولكن بعد
انتهاء هذا الاجتماع قال له رئيس جهاز
الأمن انه يتعين عليه تحمل قمعهم.
وتساءل المالح "لماذا أنا؟ ولماذا بقية
سوريا؟" |