يرى رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الفدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف أن الأحداث في سورية قد تؤدي إلى نشوب حرب أهلية، وقد يؤثر مثل هذا السيناريو - في حال حدوثه - سلبا على الأوضاع في الدول المجاورة، بما فيها لبنان.

واندلعت موجة من الاحتجاجات في سورية في منتصف الشهر الماضي بعد توقيف مجموعة من طلاب المدارس بسبب كتابة شعارات مناهضة للحكومة على الحوائط في مدينة درعا الواقعة على الحدود مع الأردن. وخرج المتظاهرون إلى الشوارع للمطالبة بالإفراج عنهم. وفي وقت لاحق اجتاحت الاضطرابات مناطق أخرى من البلاد. وتشير البيانات غير الرسمية إلى أن الاشتباكات مع الشرطة أسفرت عن سقوط نحو 100 قتيل، 20 منهم من العسكريين ورجال الأمن.

وقال مارغيلوف لوكالة "نوفوستي" اليوم الجمعة إن "الأحداث الأخيرة في سورية قد تتحول إلى حرب أهلية. وستؤثر أعمال القتال في بلد عربي رائد سلبا على الأوضاع في الدول المجاورة لاسيما لبنان"، معيدا إلى الأذهان أن المجتمع اللبناني ينظر بحساسة عالية إلى ما يجري على الساحة السياسية السورية من تطورات دراماتيكية.

وأشار إلى أن تبادل الاتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلدين بين بيروت ودمشق لا يسهم في تحقيق استقرار الأوضاع في المنطقة.

وبهذا الصدد دعا مارغيلوف إلى توجيه الجهود الدولية إلى دعم وتحفيز الحوار الداخلي والإسهام في التوصل إلى الحل الوسط في سورية.

وأضاف: "رغم أن الرئيس السوري قام بالخطوات الأولى على هذا المسار، هناك قلق من سقوط عدد كبير من الضحايا عند تفريق المظاهرات".

وشدد مارغيلوف على أن روسيا تعتبر أي شكل من أشكال العنف بحق المدنيين أمرا غير مقبول، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يدعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري باعتبارها جهة وحيدة في إطار منظومة القانون الدولية لديها آليات لمكافحة الاغتيالات السياسية.

وتابع قائلا إن "روسيا على قناعة بأن القوى السياسية في لبنان ستتعامل بالعقلانية المطلوبة وستحافظ على ضبط النفس عند الإعلان عن نتائج التحقيق الدولي في قضية الحرير. وسيكون الهدف من إعلان تلك النتائج أن يحافظ الشعب اللبناني على وحدته لتحقيق استقرار وطني".