للجمعة الثالثة على التوالي شن رئيس
اتحاد العلماء المسلمين العالمي، يوسف
القرضاوي، هجوماً قاسيا على النظام السوري،
وخص المؤسسة الدينية في دمشق بانتقادات
عنيفة، خاصة بعد بيان "كبار العلماء"
الموجه ضده، فوصف وزير الأوقاف السوري
بـ"الأبله،" وندد بـ"العائلات الجمهورية"
في سوريا واليمن وليبيا، وقال إنهم جميعاً
"سيذهبون" وفق ما نقلته CNN.
وقال القرضاوي، في خطبته الأسبوعية من
العاصمة القطرية، الدوحة، إن العالم يعرف
أنظمة جمهورية وأخرى ملكية، وأضاف أنه في
البلدان العربية "بات هناك أسر جمهورية،
مثل أسرة بن علي بتونس وصالح في اليمن
ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا والأسد
بسوريا."
وحول بيان "كبار العلماء" في سوريا، والذي
هاجم بياناً سابقاً للقرضاوي باسم اتحاد
العلماء المسلمين، قال رجل الدين المصري
الأصل: "وزير الأوقاف السوري اتهم من أصدر
البيان بأن لديهم خلفيات حزبية ومؤامرات،
هؤلاء يعيشون في أوهام ويعرفون أنهم
يكذبون."
وأضاف: "هذا الوزير (وزير الأوقاف السوري)
الأبله قال من خولكم التدخل بشؤوننا؟ هل
نحن أغراب؟ هل لا يمكننا التعليق على ما
يجري لإخواننا في سوريا؟ القرآن والسنة هي
ما تخولنا التدخل في أمور إخواننا في
سوريا."
وكان الخلاف بين دمشق والداعية الإسلامي،
يوسف القرضاوي، أخذ منعطفاً جديداً
الاثنين، على خلفية دعم القرضاوي للتحركات
في سوريا وصدور بيان للاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين الذي يقوده، يندد بالعنف
ضد المتظاهرين، إذ أصدر تجمع "كبار علماء
سوريا" بياناً أشاروا فيه لـ"خلفية حزبية"
للبيان، واعتبروا أن البيان "تدخل بالشؤون
الداخلية" ويهدف للنيل من الأمن
والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء السورية أن الاجتماع
الذي حضره المفتي أحمد بدر الدين حسون،
الذي كانت انتقادات القرضاوي قد طالته
شخصياً، ذكر في بيانه أن موقف الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين بخصوص الأوضاع في
سوريا "لم يفاجئ علماء سوريا كونه صدر عن
خلفيات حزبية مرتبطة بمخططات واضحة
المعالم والأبعاد والأهداف والذي يستهدف
النيل من أمن واستقرار سوريا."
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد
وجه رسالة للأسد تحت عنوان "الحلول
الجزئية لم تعد ترضي ولن تنهي المظاهرات."
ودعا الاتحاد الرئيس السوري إلى "الإسراع
بتحقيق مطالب الشعب كاملة،" معربا عن "فزعه
من قتل وتعذيب وإهانة الإنسان في سوريا،
ومجددا الإعلان عن وقوفه الكامل مع مطالب
الشعب السوري."
وقال الاتحاد في بيان له الأحد إنه "يواصل
متابعته ببالغ القلق تطور الأحداث في
سوريا، وعدم وجود أي مؤشر عملي للبدء
بالإصلاحات الجذرية سوى استبدال بعض
الوزراء ليحل محلهم آخرون، وتنصيب حكومة
جديدة مكان أخرى."
يشار إلى أن الخلاف بين القرضاوي والنظام
السوري كان قد بدأ مع انتشار الاحتجاجات
في البلاد، ما دفع بعض أساتذة كلية الحقوق
بدمشق لرفع دعوى ضد رجل الدين المصري، لكن
الأخير رد بالقول إن الدولة التي تمس
هيبتها كلمة هي "أوهن من بيت العنكبوت،"
ودعا لكشف مصير آلاف المفقودين والمعتقلين
بسوريا. |